وظائف شاغرة خارج الحدود

وظائف شاغرة خارج الحدود
كمال كرار
في الأيام الماضية طالعت إعلاناً فخماً في صحيفة سودانية مفاده أن شركة كذا للإستخدام الخاص بالتعاون مع وزارة إتحادية معنية وجهة أخري تقع شرق البحر الأحمر يرغبون في تعيين بائع خضار وبهارات وعلي الذين يأنسون في أنفسهم الكفاءة التقديم لهذه الوظيفة ، وفي ذيل الإعلان كتب العنوان الذي يمكن للراغبين الإتصال به
تأمل عزيزي القارئ كلفة الإعلان وكم الإتصالات والمكاتبات الرسمية التي جرت هنا وهناك من أجل وظيفة في كشك خضار ناصية غير مؤهل لها إلا سوداني بمؤهل جامعى لم يجد فرصة عمل فى بلده يقطع الفيافي والبحار من أجل الجلوس وراء طبلية والهتاف عبر المايكروفون كيلو الطماطم بي كذا والبطاطس بي 3 ريال .
وتأمل غفلة أصحاب الشأن أو المصلحة الذين لا يهمهم ان يقوم السودانيون باى عمل او اى وظيفة ولا يسألون أصحاب العقالات هنالك عن مغزي توفير وظائف بعينها للسودانيين دون غيرهم من الامم .
وكنت في 1985 بعد الانتفاضة معزوماً في فندق الهيلتون من قبل صديقي الجزائري محمد الاسطمبولي وكان يزور السودان في مهمة رسمية خاصة بمنظمة الأوابك وهي الدول العربية المصدرة للبترول ، وكان بصحبتنا في جلسة الأنس تلك ثلاثة أشخاص من دول عربية هي العراق ومصر والسعودية ودردشنا وقتها حول سبب زيارة كل منهم للسودان .
وأذكر أن صديقي الجزائري ثار وغضب وغلي الدم في عروقه عندما قال واحد منهم أنه أتي للسودان من أجل الحصول علي ايدى عاملة فى بعض المهن ، وقال له بحدة ولماذا لا تفتش عن ايدى عاملة لتلك الاعمال فى بلدك والسودانيون هم الذين علموكم الطب والهندسة والكورة عندما لم تتوفر لديكم اى خبرات .
لقد كان تقدير الأجانب لنا عالياً عندما كانت للنظم السياسية السودانية بعض الكرامة ، أما والإنقاذ قد حملت قرعتها تستجدي العالم العربي والإسلامي والغربي دون جدوي ، وتنادي علي السماسرة الدوليين وتمنحهم الأنواط والنياشين من أجل أن يغسلوا أموالهم في مياه النيل ، وتسافر وفودها في كل حين إلي دول الخليج بحثاً عن الممولين والمانحين ، فإن هؤلاء الأجانب وبالتحديد من هم شرق البحر الأحمر لن يفتشوا عن الخبراء ولا العلماء في بلادنا التي تتسول عندهم وسيكتفي جهاز شؤون المغتربين بتنظيم الحفلات الغنائية أو بإقناع المغتربين الداقسين لشراء الأراضي السودانية بالدولار الأمريكي .
علي النسابة المحترمين أن يطلبوا مع شيلة أي مغترب شهادة بحث خاصة بوظيفته الراهنة موثقة من وزارات العمل والخارجية بعد وضع دمغة الجريح اللازمة .
الميدان
سيدي
ماعاد الناس ينتظرون التوظيف بمؤهلاتهم حتي في بلادهم…دعك من بلاد الدينار والدولار والدرهم
اصبح سائق الركشة حامل شهادات عليا
اعرف عقيد شرطة قدم لوظيفة وكيل عريف شرطة في دولة قطر
الاهم الاغتراب ثم الوظيفة
اصحي يابريش
بائع خضار في تلك البلد افضل من مدير في السودان
لكي كل الود والتقدير بلادي العزيزة لولا الظروف ماتركنا ارضك
kamal in the Sudan their biggest crisis and counting without end