الميرغني هارب وين؟!

? إن قُدر للاحتجاجات الحالية أن تنتج واحدة من ثورات السودانيين المشهودة يجب أن نتعلم من دروس الماضي، لا أن نستنسخ أخطاءنا بالصورة المخجلة التي تعودنا عليها.
? فقد طالعنا اليوم خبراً يفيد بأن رئيس الحزب الاتحادي (الأصل) محمد عثمان الميرغني غادر البلاد برفقة أحد أنجاله.
? حمل الخبر أكثر من سبب لسفر الميرغني المفاجئ.
? أُشير إلى أنه سافر من أجل الاطمئنان على صحته وإجراء بعض الفحوصات.
? وقيل أيضاً أنه غادر غاضباً من الحكومة.
? وهذه الأخيرة لا نستطيع معها إلا أن نقول أن شر البلية ما يضحك.
? فعلام الغضب وقد بصم الرجل وحزبه بالعشرة على الزيادات الأخيرة قبل إعلانها.
? دعك من الزيادات الأخيرة، ولنسأل رئيس الحزب العريق الكبير الذي (تمرمط) في هذا الزمن الأغبر: ألم توافق على الدخول في شراكة مع حزب المؤتمر الوطني، فلماذا الهروب الآن ؟!
? الشراكة لابد أن تكون في الحلو والمر.
? وأنت بمثل هذا التصرف تصبح أكثر سوءاً من رجال المؤتمر الوطني أنفسهم.
? نود أن نعلمك يا سليل الكبار بأن مثل هذه الألاعيب لن تنطلي على أحد.
? ولن ينفعك الترويج لفكرة أنك وجهت وزراء حزبك بالاستقالة.
? استقالة بعد كل الذي حدث لن تعني لنا شيئاً.
? وسفرك لن ينفعك بشيء بعد أن شاركت بحزبك في الكثير من الجرائم وتضييق الخناق على هذا الشعب المسكين .
? بعد أن قبضت ما قبضت كان الأجدر بك أن تبقى حيث أنت.
? وأن تصر على موقفك المخذي الذي اتخذته منذ فترة ليست بالقصيرة.
? فقد أصبحت وأعضاء المؤتمر الوطني وجهان لعملة واحدة.
? وإن ظننت أنك ستلحق بركب الشرفاء والمناضلين بعد كل الذي تم تكون مخطئ جداً.
? وإن كان هناك عزاء فهو بلا شك في بقية رجال الحزب الذين قبضوا على الجمر طوال العقدين الماضيين ولم يهنوا أو يضعفوا أمام المغريات.
? أما أنت ومن يحومون حولك فقد رمى شعب السودان طوبتكم منذ فترة ليست بالقصيرة.
? كل العشم أن تستمر الاحتجاجات وأن يبتعد الناس عن التخريب فهو في النهاية لن يصب في مصلحة الجوعى الذين أذاقتهم الحكومة الويل.
? وأن يتعظ العاملون في القوات النظامية ويدركوا أنهم ليسوا أكثر من (خدام فكي) وأن المستفيدين حقيقة هم ثلة من اللصوص الذين أذلوا هذا الشعب وفتكوا به.
? لا نريد إفراطاً في التفاؤل ولا تهويلاً لما يجري فذلك لن يجدي نفعاً، بل سيعكس صورة سالبة مفادها أن المعارضين يخدعون الناس ويكذبون عليهم حالهم في ذلك حال أهل الحكومة.
? ما جرى لشعب السودان تأذى منه الكل وعلينا أن نتعامل معه بواقعية لنرفضه جميعاً دون أن يهول أحدنا للآخر شيئاً أو يكذب عليه في عكس حقيقة محددة.
? فالأمور لم تعد في حاجة للتهويل.
? وما جرى خلال السنوات الماضية أكثر من كاف لإحداث التغيير.
? نتوقع من المحتجين الابتعاد بقدر المستطاع عن تخريب ممتلكات الآخرين لأن ذلك سيزيد من المعاناة بدلاً من أن يخففها.
? بلدنا يعيش فوق فوهة بركان بعد أن ملأه اللصوص سلاحاً وبذروا فيه كل بذور الخلاف.
? وعلى الحكومة أن تتعامل بشيء من الحكمة التي افتقدوها طوال السنوات الماضية.
? فالعنف لن يولد إلا عنفاً والنتيجة ستكون دماراً كبيراً سنحتاج في بلد مثل السودان لعشرات السنوات لمعالجته.
? صحيح أن التغيير يحتاج للتضحيات لكن العقلاء يسعون دائماً لتقليل هذه التضحيات لأقل قدر ممكن.
? أما التنظير والتحريض في بلد تقوم فيه الاحتجاجات بلا سند حقيقي من ناحية الطرح البديل فمن شأنه أن يؤدي لفوضى لا تحمد عقباها.
? نريد التغيير نعم..
? ونرغب في ذهاب هذه الحكومة اليوم قبل الغد..
? لكننا لا نريد لشبابنا أن يموتوا من أجل لا شيء.
? والخوف كل الخوف من ساستنا الذين تعودوا أن يتكسبوا على حساب عرق ودماء أبناء هذا الوطن.
? نريد احتجاجاً راقياً وضغطاً مستمراً على الحكومة حتى تذهب غير مأسوف عليها.
? فالضغط المستمر سيكون له مفعول السحر.
? أما التخريب والهيجان المؤقت هنا وهناك فهي أفعال يسهل امتصاصها.
? لا أعتقد أن الثورة تفجرت بالصورة التي تنقلها بعض وسائل إعلامنا، فما يزال هناك عمل كبير ينتظر مواطن السودان المضطهد.
? الأمر يحتاج لمزيد من الصبر والعزيمة.
? أعلم أن بعض مدارس الإعلام تنتهج أسلوب تضخيم ما يتوافق معها وتقلل من شأن الطرف الآخر.
? لكنني أرى أن السودانيين تحديداً وبعد أن شبعوا من طرح الأسئلة المثبطة من شاكلة ” البديل حا يكون منو” لن يجدي معهم تهويل ما يجري.
? وإن كنا نريد استمرار الاحتجاجات حتى تصل إلى غايتها فعلينا أن نعكس حقيقة ما يجري بدون تهويل.

? هؤلاء القوم فعلوا بنا ما لم يفعله النجار بالخشب.
? وقد حان وقت رحيلهم.
? لكن هل من أمل في أن ننظم أنفسنا حتى لا نزيد آلامنا بدلاً من التغلب عليها؟!
? أتمنى ذلك.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. أقعد ساى يانور الهدى خلى النافوشة تشتغل ديل مابمشوا بى أخوى وأخوك خلى الشعب المغبون يعمل زى ماعايز سيب الفلسفة .

  2. لم افهم من المقال سوي ان الكاتب يريد تغيير من غير خسائر بشرية ومادية يعني بالحسني وانا ما عارف الشئ ده حيتم كيف علي حسب فهمه،مقالك ده زي واحد عايز يعوم في البحر وما داير ملابسه تتبلي!!!!

  3. ألآن حصحص الحق وانبلج الصبح .. هرب الميرغنى وتوارى “يوم الزحف” من المعركه كما هرب ألأمام الحبيب واحتجب فجر الجمعه الثلاثين من حزيران 1989.. ما اشبه الليلة بالبارحه ..وصمنت الحبيب الرمز عدما ملآ اركان السودان وبلدان العالم الفسيح احاديث مكررة ممجوجه..ابو هاشم جاءته الرساله فعرف ان السفينة لا محالة غارقه فامر ابنه مساعد رأس النظام ان يسبقه بالمغادره الى مقر اقامته الدائمه الى حين ترتيب ألأمور واللحاق به فى حينه..وهاهواليوم يصحب ابنه”المحجوب” ويحمل ما خف حمله وغلا ثمنه ورحل..
    * يا ايها الذين اوليتم امركم لأبى هاشم واسلمتم قيادكم له نوجه السؤال اليكم و “بزات..جمع بزّه” الى “كاتم السر” اللى كان يظن..وبعض الظن اثم..عسى ان يكون رئيسا لدولة السودان..بعدما شوهد وهو ينحنى ليقبل يدى ولى نعمته..آل ايه آل مرشح ألأتحاديين لرئاسة الجمهوريه.. رحم الله الشريف الحسين ومن سبقه من قيادات الحزب.. باى لسان تتحدثون يا “كاتم الاسرار يا ال سكينو جوّا نصلها” انت وعصمان الشىف واحمد سعد عمر.. يا شماتة بنات الأمام الحبيب الرمز وابنه مساعد رئيس السودان فيكم وفى حزبكم اللى كان!!! وين الدواعى الوطنيه اللى دعتكم للمشاركه فى الحكومه ووافقتم على قرار حزبها زيادة أسعار الضروريات .. ألآن رئيسكم ضرب آخر الضربات عاى رأس آخر مسمار فى نعش تنظيم هلامى لا طعم له ولا لون ولا رائحه كان يدعى زورا وبهتاناانه حزب ويعرف باسم “ألأتحادى الديموقراطى” وقد صار ابعد ما يكون عن الديموقراطيه.. طبعا مافى اتحاديه لديه فضلت بعدما انشطر ثم تمزق وتشظى واندثر!!
    *وانتم يا من لا تزالون وما تنفكون وتفتأون “تهتدون” بهدى الحبيب الرمز وتسعون معه لأصطياد ألأرانب من بين يدى البشير “حلدكم الما تجرّوا فيهو الشوك” وتطلبون لقاءه وألأستماع الى اكاذيبه وتنتظرون “توقيعات” اهل السودان ليرفعها اليه الثائر ألأمام الحبيب الرمز الخارج من الباب اللى بفوّت الجمل والفيل اللى اصطاده بدل ألأرنب لأسقاط النظام “بتاءات ثلات” ليتم التحول الديموقراطى ناعما وسلسا على يديه وعلى يدي ابن ألأمام الحبيب الرمز “المساعد الرمز ألأصغر”-اللى لولا ابوهو “الرمز ألأكبر” منعه لكانت الخرطوم راحت فى خبر تفجيراتو المزعومه
    اكيد للأنقاذ الدور ألأكبر فى ذهاب ريح احزاب الطائفيه ولكنها بطيش ونزق قياداتها اضاعت السودان وتاريخه الى حين .. ولا بد لليل ان ينجلى ويصبح الصبح .. فقد هبت فى جنح الدجى كووول مدن السودان قبل الخرطوم هذه المرّه!!

  4. كلامك زي العسل في هذه اللحظات المرة
    ********************************
    لا للفوضى والتخريب
    نظموا الصفوف
    المشوار ما زال في البداية
    امامنا طريق طويل
    يجب تقليل عدد التضحيات
    نعرف حجم الظلم والفساد المستشري
    نحن نحتاج لهذا الشباب للبناء
    امامنا
    امامنا وطن تم تمزيقه
    عايز بناء ما ما تهدم
    كفاه ما خربه جيوش الظلام
    ارجو من جميع الشباب العمل بنظام
    ولنخرجها للعالم سلمية …سلمية …سلمية
    لنكسب الاحترام

  5. هذا الشيخ الضليل النكرة ربنا يريح السودان منو ومن النكرة الاخر المهدي لانهم سبب بلاوينا وما نحن فيه الآن قال سيدي قال

  6. أخي كلامك عقلاني و أيده بشدة..
    * الحرق و التدمير مرفوض مرفوض مرفوض وهو فعل ينم على الحقد لا أكثر وليعلم الثوار بأن هذه الممتلكات جميعها ستؤول إليهم بعد زوال العصبة لذا نرجو الإنتباه و التعامل بمسؤولية …..
    * يمكن حرق مقرات تنظيم الحركة الإسلامية و المؤتمر الوطني و في هذه رمزية مهمة.
    و أخيراً نتمنى أن نكون في قلب الزحداث و لكن يفصل بيننا البحر المالح و ندعو الله العلي القدير أن تنجح هذه المهمة المقدسة … بوركتم يا أبطال

  7. اولا هؤلاء القوم لايجدي معهم الا اسلوب العنف اما البديل فمهما كان لن يكون اسوا مماكان وكل تغيير فيه خير ولابد ان بحدث نقص في الاموال والانفس وهذا ثمن الحرية والانعتاق من الظلم وقد وعينا الدرس جيدا وانتهى عهد الطائفية ونسال الله ان ينهي القبلية ولانامت اعين الجبناء والذين يثبطون الهمم بحجة عدم وجود البديل ….

  8. تلك هي اوراق محروقة وقد ظلت تحرك في نفسها طوال سنوات الانقاذ فتمرغوا معهم في الوحل حتى اختفت معالمهم ولكن تأكدوا انهم بارعون في لبس الاقنعة والرقص في كل الحفلات والاكل في كل الموائد وغدا ترونهم يدعون ابوة الثورة التي يهربون منها الآن….

    لسؤ حظهم ان ذاكرة الشعب السوداني ظلت متقدة وتعمل طوال عهد الظلام الذي لف السودان لربع قرن من الزمان ولن ننسى ما كانوا يفعلون ومن الافضل لهم سحب (خلاقاتهم) من النظام واعني الميرغني والصادق عليهم سحب اولادهم من النظام قبل ان تدركهم ايدي الجماهير الهادرة فتنفذ فيهم قانون الشرعية الثورية ومع ذلك لن يسملوا ولكن من الافضل لهم الانسحاب حتى تهدأ الاحوال فيكون نصيبهم محاكمة عادلة وإلأ……..!

  9. المخرباتية ديل من بلطجية ميدان التحرير في الزمن السوداني … استنساخ من الفشل المباركي في عهد عمر سليمان السوداني..هل تصدق ان الشماشي السوداني الاصيل يخرب ممتلكات المواطن السوداني .. دا كلام فارغ يسوها بييدهم و يضحكوا عليكم .. أنا لا أصدق أن التخريب هو وليد التنظير والتحريض في بلد تقوم فيه الاحتجاجات بلا سند حقيقي من ناحية الطرح البديل لأن البديل هو الاصلاح السياسي و الاداري و العجز في ذلك من شأنه أن يؤدي لفوضى لا تحمد عقباها و إجهاضات الثورات تتم في صالونات المثقفين لكن من اليوم لابد من الخروج الى الشارع و العمل تحت ضوء الشمس لمن أراد لهذا البلد أن يبقى!!!

  10. هذا الوضع الطبيعي عندما تشتعل المعركة يختفى السادة من المشهد القديم لتجهيز انفسهم لعهد جديد ليكونوا فيه السادة ايضاً

  11. هذا كلام ورصين ووجيه… أنت تعلم جيدا يا أخي أن هذا النظام الفاسد لن يتورع عن إطلاق الرصاص
    كل كل من يخرج في تظاهرة سلمية أو غير سلمية لأنهم جبان والجبان إذا امتلك القوة فلن يتواني في استخدامها في جميع الظروف لأنه رعديد… وصدقني لن يقتلع النظام إلا باستمرار المظاهرات وخروج كل الشعب إلى الشارع وسوف يكون، لا سمح الله، هنالك قتل شديد ولكن ذلك لن يوقف الثورة التي لا بد منها إذا بقي في الشعب السوداني بقية من كرامةإلى أن يتم النصر

    أما محمد عثمان والصادق وأذيالهم فيجب والترابي وحزبه فلا مكان له في أي حكم قادم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..