فقه السترة وفقه الذبح

افق بعيد
فقه السترة وفقه الذبح
فيصل محمد صالح
يعرف الناس أن هناك مواقف متباينة حول علاقة الدين بالسياسة والدولة، وقد لا يختلف الناس حول أن الدين يؤثر في حياة الناس بشكل عام، وفي كل جوانبها، بما في ذلك السياسة، لكن الخلاف يدور حول تسييس الدين بشكل مباشر. ويتجه الذين يعارضون تسييس الدين واستخدامه كأداة في الصراع السياسي إلى إبراز مساوئ الممارسات السياسية التي تتم باسم الدين وتحدث تحت رايته، ويرون فيها مسوغا ومبررا لدعوتهم بالتمييز أو الفصل بين الدين والدولة. ومن الطبيعي، أو هكذا نعتقد، ان يعمل أنصار ربط الدين بالدولة على إبراز الممارسات الإيجابية والاجتهاد في تقديم الادلة والشواهد على أن ربط الدولة بالدين يضيف لها بعدا روحيا وقيميا يحصنها من الممارسات الفاسدة، على مستوى المال العام أو الحريات العامة أو حقوق المواطنين وقيم العدالة ..الخ.
لكن ما يحدث في بلادنا عكس ذلك، فدعاة ربط الدين بالدولة لا يتورعون في كل صبح جديد على تقديم أنواع النماذج والأدلة التي تضر بعلاقة الدين والدولة، وكأنهم يريدون إثبات صحة وجهة نظر خصومهم، والدلائل على ذلك كثيرة، ومنها ما يسمى بـ”فقه السترة” الذي أكد الدكتور نافع من جديد أنهم يتبنونه في معالجة فساد الأقطاب. ولن نغوص في المعنى الفقهي والديني والتاريخي للمصطلح، لكن تهمنا هنا الممارسة، وهي ببساطة تقول أن حرامي المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية يتم التستر عليه ومحاسبته سرا، وبقية لصوص الوطن يشهر بهم ويحاكموا علانية. فهل يمكن أن يقنع هذا المنطق أحدا بصلاحية استخدام الدلالات والمعاني الدينية في السياسة والدولة؟
في سنوات سابقة تم فصل المرحوم البروفيسور فاروق كدودة من الجامعة التي كان يعمل بها، وبرر مسؤول كبير القرار بأن الحضرة النبوية جاءته في المنام وأمرته بفصل البروف كدودة. خاض الرجل صراعا طويلا في المحاكم انتهى بصدور قرار بإعادته للجامعة، وصبيحة اليوم التالي قدم استقالته. وسأله زميلنا الصحفي عبد الحميد عوض في حوار معه لصحيفة “الأضواء” التي كنا نعمل فيها معا – طيب الله ثراها- ولماذا استقلت يا بروف: فأجابه بطريقته الساخرة: الله، يعني عايزني انتظر لحدي ما يرى في المنام انه يذبحني!
وعلى نفس الطريقة فصلت عميدة في احدى الكليات أستاذة جامعية محترمة، وبررت ذلك بأنها استخارت و “رأت الخبرة في فصلها”.
في الدين، أصوله وفروعه، كثير من القيم التي يمكن أن تسعد بها البشرية وترضى بها، باختلاف أديانها، وهي تلك القيم التي ترسي قواعد الحق والعدالة والمساواة بين الناس باختلاف أعراقهم وأديانهم وألوانهم ومكانتهم الاجتماعية. والتي تشدد على حرمة المال العام وصيانته، لدرجة إطفاء شمعة الدولة وإيقاد شمعة البيت حين يسأل الزائر الوالي عن أحوال أسرته، والتي تقدر الروح، لبشر كانت أو لحيوان، وتدخل امرأة النار في هرة عذبتها.
أين هذه القيم من الذين يعذبوننا ليلا ونهارا، ويأكلون أموال الدولة وأموال الأرامل واليتامى والمحتاجين ، الذين يظنون الدولة ملكا لهم ولأبنائهم وأخوانهم فيعيثون فيها فسادا، ثم يترقرق صوتهم وتغرورق عيونهم بالدموع خشوعا، حين يتلى القرآن؟! وحين تقول أن فلانا هذا اغتنى بغير حق واثرى من اموال الدولة ، يقال لك: اختشي، هذا رجل من البدريين، ذاكر عابد يحفظ كتاب الله ويصلي بالناس صبحا ومساء، لكن هل ينفعه هذا يوم يقف أمام رب العالمين؟
الاخبار
والله ما سمعنا بذلك الاّ في دويلة الانقاذ الفاشلة هذه ..
طيب .. لو الأمر كما يعتقد هؤلاء ، لماذا اقيمت الحكومات – في الاصل- منذ فجر التاريخ ؟؟ ولماذا هناك (قضاء) و(محاكم) و (مال عام) و « حرام » وحلال ؟؟
عجباً لأمر هؤلاء وهم يخرجون علينا كل صبح جديد بأمر لم يسبقهم عليه احد في مشارق الارض ومغاربها ..
ولكن لاعجب مادمنا في دويلة هؤلاء ..
اين هم من حديث المرأه المخزوميه والقسم الغليظ لرسولنا الكريم :confused:
أستميح أستاذنا الذي تنير كتاباته الطريق ، استميحه في إيراد روايات أخرى عن رؤى الجماعة المنامية و استخارات عميداتهم : روي عن أحدهم أنه ظهرت عليه النعمة بعد أن تلّب مع أخوته في الله على السلطة ، مثله مثل أخوانه البدريين ، بعد أن كان مثلهم من الحفاة العراة .. لكن نعمة ذاك كانت مبالغة ، فجأتن (كما يكتبها ساخر سبيل) فجأة بني أربعة قصور و جلب من الحسان ثلاث زائدا القديمة و أسكن كل واحدة في قصر ، كل قصر به فوق الخمسة من الخدم و الحشم و أكثر من سيارة من الموديلات إياها ، تم كل ذلك في مدى عامين أو ثلاثة ، يعني زوّد المحلبية بصورة مبالغة ، سأل أحدهم شقيقه : آ فلان انت أخوك ده جاب القروش دي كلها من وين ؟ أجابه الشقيق المتكوزن : حجّ و دعا عند الكعبة و بالليل جاهو الرسول و قالو دعوتك استجيبت … واحدة كوزة كانت نحيفة جدا قبل التمكين و بعد التمكين كبرت الشلاضيم و انتفخت الكرش و تحولت لبرميل من الشحم ، سألته زميلتها القديمة عند لقائها بعد غيبة : أجي يا بت امي … الحصل عليك شنو ؟ أجابتها : حلمت بجبل أحد و شيخنا فسر الحلم قال لي حتشحمي أها حصل الحصل …. شفت الحج و الحلم ؟
ان الله يمهل ولا بهمل ومن كان فالضلال يمدد له الرحمن مدا .