أخبار السودان

السودان والسنين العجاف

أسماء محمد جمعه

قبل أيام كتبت في هذه الزاوية أن السودان سيختفي بسبب سياسات الحكومة التي تعرضه للتقسيم والإحتلال ، ولكن يبدو إن تلك الأسباب ليست الوحيدة التي تهدد وجود السودان، فهناك أسباب أخرى، وهي أيضاً سببها سياسات الحكومة غير الرشيدة والمتهورة ، فالسودان الذي وصف في يوم ما بأنه يمكن أن يكون سلة غذاء العالم لما يتمتع به من أراضٍ زراعية خصبة ومصادر للمياه وظروف بيئية جيدة، الآن وبسبب الإهمال تعرضت أراضيه الزراعية خلال ربع القرن الماضي لعوامل التعرية وسوء الاستخدام حتى تقلصت المساحات الزراعية وهجرها الناس وتحول السودان إلى دولة فعلياً تعاني من نقص الأراضي الزراعية ومن ثم عدم الأمن الغذائي والجوع، والخبر الأسوأ من كل ذلك هو أن أرض النيلين سيصيبها القحط والجدب وسيهجرها أهلها إن لم تتدارك الحكومة الأمر كما يقول تقرير أصدره المركز الدولي لرصد النزوح. .

يقول التقرير إن السودان قد يتحول إلى دولة غير مأهولة بالسكان، بسبب تغيرات مناخية يتعرض لها وستؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق، مع شح إمدادات المياه وانخفاض معدلات خصوبة التربة والجفاف والتصحر، و بعد سنوات من الثراء البيئي والتنوع البيولوجي ستصيبه سنين عجاف، وأشار التقرير إلى أن التغيرات المناخية ستؤثر على أكثر من 1.9 مليون أسرة سودانية في المرحلة الأولى، وقد تؤدي إلى موجات متلاحقة من النزوح الداخلي بسبب المجاعة ونقص الغذاء.

خلال السنوات الماضية حذرت عدد من الجهات المهتمة بمشاكل السكان وحقوق الإنسان ومنها الفاو والبنك الدولي من المصير الذي يواجهه السودان فيما يتعلق بمسألة الأمن الغذائي وطالبت الحكومة باتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة تلك المشاكل ، ولكن لاحياة لمن تنادي ، فاليوم أصبح السودان واحداً من أكثر البُلدان عرضة لتغير المناخ، الذي يؤثر على قضية الأمن الغذائي، ويحتل المرتبة 98 من أصل 113 دولة في مؤشر الجوع العالمي، ومصنف بين أعلى 15 دولة في العالم تعاني من انعدام الأمن الغذائي، وليست التقارير وحدها من تثبت ذلك فالواقع الذي نعيشه اليوم وحده دليل كافٍ بأن مصير السودان أصبح فعلياً تحت التهديد، ليس بسبب التقسيم والإحتلال وحدهما بل وكذلك القحط والجدب الذي سببته سياسات الحكومة .

الغريب في الأمر إن إنقاذ السودان ما زال أمراً ممكناً، فالبنسبة لمشكلة التقسيم والإحتلال الأمر يحتاج إلى أن يفرض السودان سيادته على أراضيه مهما كان الثمن، أما المشكلة الثانية فحلها في الاهتمام بالزراعة والبيئة، إذ يقول رئيس برنامج الأغذية العالمي أن الأوان لم يمضِ بعد لإنقاذ السودان وتغيير مستقبل البلاد؛ لأن هذه الكارثة يمكن تفاديها إذا اتخذت التدابير المهمة، وإن الأزمة تحتاج جهوداً مكثفة من الحكومة السودانية، والمجتمع الدولي لحماية المزارعين والمجتمعات الرعوية والفئات الضعيفة من انعدام الأمن الغذائي، ولكن مين يسمع؟ .

حتى لا يختفي السودان ويظل موحداً يحتاج إلى أن تتدارك الحكومة أخطاءها التاريخية تجاه الحدود وتتجنب الصراعات السياسية ، وحتى لا يصاب السودان بسنين عجاف و يهجره أهله يحتاج الأمر إلى أن تتدارك سياساتها الفاشلة تجاه الأراضي الزراعية والمياه والبيئة بصفة عامة، ولكن السؤال الذي يفرض نفسه هل الحكومة قادرة على فعل هذا؟، بلا شك الإجابة البديهية لا، فهي لم تنجح في الحفاظ على ثرائه وتنوعه البيولوجي الذي وجدته عليه بسبب عدم المسئولية وعليه لن تستطيع إنقاذه، وعليه مطلوب حكومة لإنجاز المهمة ودرء السنين العجاف.

التيار

تعليق واحد

  1. غضب الله آت إن رضينا بحكم الصعاليك ار ذال الامه.لن تروا خير قط طالما الزباله فوق رؤوسنا…يجب ان نقوم ونفيق مما نحن فيه.لايغير اللله بقوم…….

  2. كلو حاصل والسبب الحكومة الفاشلة التي تدير امر االبلاد بطريقة فاشلة مبنية علي الانانية وحب الذات بدون حب للوطن حكومة تعمل علي تدمير المشاريع والمرافق الحيوية وبيعها فماذا نرجو منها سوي الفشل.الله يكون في عوننا مادام هؤلاء يديرو هذا البلد.!!!!

  3. غضب الله آت إن رضينا بحكم الصعاليك ار ذال الامه.لن تروا خير قط طالما الزباله فوق رؤوسنا…يجب ان نقوم ونفيق مما نحن فيه.لايغير اللله بقوم…….

  4. كلو حاصل والسبب الحكومة الفاشلة التي تدير امر االبلاد بطريقة فاشلة مبنية علي الانانية وحب الذات بدون حب للوطن حكومة تعمل علي تدمير المشاريع والمرافق الحيوية وبيعها فماذا نرجو منها سوي الفشل.الله يكون في عوننا مادام هؤلاء يديرو هذا البلد.!!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..