المناهج التي تقتل المواهب ..!!

قبل سنوات زرت ابني الصغير في احدى رياض الاطفال ذات الاسم والرسم العالي.. مضيت مباشرة الى الفصل الدراسي..وجدت المعلمة تدرس الاطفال مادة دينية عسيرة الهضم تصنف تحت فقه العقائد..كانت تسألهم بحماس عن الحيز المكاني للمولى عز وجل..حاولت ان اثنيها عن الامر واشرح لها الاثار السالبة التي يمكن ان تحقق نتائج عكسية ولكن أكدت ان هذه هو المنهج المقرر لأطفال هم دون الخامسة.
سيظل التعليم وجودته واحدة من التحديات التي فشلت الانقاذ في مواجهتها ..بل ان هذا المجال الخصب والمهم كان حقل تجارب .. دون سابق مقدمات غيرت الحكومة السلم التعليمي وقامت بإلغاء عام دراسي كامل مما احدث عطبا في الشهادة الثانوية حينما تخضع لتقييم دولي.. الأسوأ من ذلك ان بعض الوزراء القادمين لمعسكر الاسلاميين بداوا المزاودة لإثبات الولاء.. بعضهم زعم انه اخرج طه القرشي من المستشفي وكانت تلك مادة في كتاب المطالعة لم يحالف التوفيق معديها في اختيار الاسماء.. حتى التعليم الجامعي كان له من (الهوشة) نصيب.. دون اعداد كاف تم توسيع المواعين وبغير استعداد تم تعريب المناهج.
امس أوردت الزميلة المجهر السياسي عن اتجاه لتغيير المناهج..التغيير يستهدف السلم التعليمي بإضافة عام للمرحلة الاساسية..حسب تفاصيل الخبر ان وزارة التربية *قررت تفكيك بعض المواد وإعادتها لسيرتها الاولى.. لفت نظري أمران .. العام الضائع سيضاف الى المرحلة الابتدائية ..هنا تكمن خطورة الجمع بين تلاميذ في سنوات البراءة مع اخرين في أوج المراهقة..تلك المعادلة انتبه لها مصمموا السلم التعليمي الثلاثي قبل ان يخضعه عباقرة الإنقاذ للمراجعة والتعديل..الملحظ الثاني دمج التاريخ مع مادة التربية الوطنية يكرس لفكرة انتقائية الاحداث والنظر لتاريخنا باعتباره مجموعة من البطولات..التاريخ هو سرد حقيقي للماضي بما فيه من تضحيات *وانكسارات وفداء وخيانة..عليه لا يجوز الجمع بين مادتي التاريخ والتربية الوطنية التي تستهدف أجيال *المستقبل.
من خلال تجربتي مع أطفالي اشعر ان مناهج التعليم في المرحلة الاساسية مثقلة بمواد دينية لا تتناسب مع إعمار الاطفال الصغار في المراحل الاولى من التعليم..كذلك المناهج تركز على تشجيع الحفظ دون الركون لتشجيع عقول الناشئة على التحليل والاستنباط..في نهاية العام تجد الطفل يبذل جهدا كبيرا في حفظ عدد كبير من سور القران الكريم دون التركيز على المعاني والدلالات.. في اغلب الظن الثقل التخزيني اكبر من ذاكرة الطفل المطلوب منها في ذات الوقت تحمل مواد اخري في اللغات والرياضيات.. النتيجة النهائية لا تحقق الاهداف المرجوة .*
قبل سنوات اجبرتنا الظروف للعمل في المدارس الامريكية في وظائف مساعدة للمعلمين.. لاحظت *ان تلك المناهج تحوي التنوع وتميل لمعرفة مواهب الاطفال ثم صقلها .. حصة للرسم والفنون وأخري للرياضة وثالثة للرياضيات.. بين هذه وتلك ينتقل التلاميذ الى معمل الحاسوب وفصل الموسيقى..عبر هذا التنوع تصبح المدرسة جاذبة للأطفال .
اتمنى ان تكون هذه التعديلات في المنهج والسلم التعليمي الاخيرة.. وحتى لا يضطر علمائنا الأجلاء الى العودة الى ذات المربع أتمني ان يخضع أمر التعديلات الى دراسة متانية لا تستصحب المزاج السياسي المتغير ..أطفالنا نصف الحاضر وكل المستقبل لهذا أبعدوهم من المعادلات السياسية.
الأهرام اليوم
*[email protected]
الاستاذ الظافر شكرا لتناولك هذا الموضوع الهام ولامناص من العودة للسلم السابق 6 3 3 والعودة للمنهج الذى يتكون من 7 مواد والغاء كل المواد الحديثة باستثناء الحاسوب وايضا تقليل الكم الهائل من المعلومات فى المادة وهذا الامر لايترك للطالب فرصة لممارسة المناشط لذلك تجدنا تدهورنا فى كرة القدم والفن والمسرح والادب والسلة والطائرة
والله انت على نياتك
تتمنى شنو ؟؟ الناس ديل عملوا مؤتمر التعليم وطلع بمقترحاته وتوصياته
والجماعة حينفذوا عكسها تماماً
وواحدة من التوصيات هى اضافة العام فى المرحلة الثانوية وليس الأساس
الجماعة عملوا المؤتمر عشان يعرفوا يدمروا زيادة
اوع تكون منتظر حصص الموسيقى والفنون؟؟
يا عبّاقى يا ظافر .. كلامك فى ألأول كان ما بطال .. لكن الكارثه كانت فى الفقرة ألأخيره فى قولك..” حتى لآ يضطر “علمائنا”!!!! والله انا “ذبلت” (بالباء) موش “ذهلت” لما لقيت الزول اللى عمّال بيتكلم عن التعليم والمناهج جاء بفاعل “مكسور”.. كيف يا اخى “علمائنا” ؟؟؟ “علماؤك” ديل كاسر ضهرن فى شنو؟.. باقيلك يا عبّاقى يقدروا يقيفوا على حيلن بعد ما كسّرتهن جنس الكسّيره دى..تكونش فاكر انهم جمع تكسير.. يا ناس موش تفتكرو انّو خلاص الحكايه خلصت.. وتمت اعادة صياغة ألأنسان السودانى..
آل ايه آل مؤتمر تعليم..ماشى على السنتين مما تمت قراءة توصياتو ..وانفض السامر!! قالو عملو ليهو آليه برئاسة الحاج ساطور لتنزيل توصياتو على ارض الواقع .. يا سلام بالليل!!!
يا عبّاقى يا ظافر احسنلك ترجع ودمدنى تتعشى عدس وزبادى .. خليك من موضوع التعليم دا…
قبل سنوات زرت جامعة أمدرمان الأسلامية. وقتها لم يكن شهر العسل بين المملكة السعودية ونظام الحكم الجديد في السودان قد انقضي.كان الدعم السعودي للجامعة بلا حدود و لكن مردوده علي مستوي الجامعة كان بائساً بصورة لا تخطؤها العين. سألت مرافقي (من منسوبي الجامعة) عن ذلك البؤس رغم الموارد المالية المتاحة من المملكة السعوديةو كانت إجابته صادمة. قال لي ان الجامعة تدار بعقلية المشايخ ( ليسوا مشايخ الخليج) مشايخنا و الدراويش . مشايخنا الذين يديرون التعليم في بلادنا حين يتحدثون عن التعليم خيال الواحد منهم لا يتعدي الخلوة حيث الشيخ يحمل كرباجهه يلقن الزغب الصغار آيات القران.
حدثني صديقي في سنوات الإنقاذ الأولي أن ابنته ذات السبع كانت تأتي الي المنزل لتحفظ سور القران الطوال التي لا تفهم معانيهاو ينقلب البيت رأسا علي عقب لمساعدتها علي الحفظ مما اضطره للذهاب للمدرسة ويقول للمعلمة اتركي ابنتي أنا لا اريدها ان تنجح.
فيا عزيزي الحال يهو نفس الحال و لن ينصلح حال التعليم و حال السودان مادام يحكم بعقلية المشايخ ( هيئة علماء اليودان … و شيخ دفع الله … بعض امثلة).
الاطفال نصف الحاضر و كل المستقبل ” النص يفتقر للترابط المنطقي لانهم ان كانو نصف الحاضر الان ففي المستقبل سيكون هنالك اطفال سيكونون نصف الحاضر بطبيعة الحال .هل سيصبح المستقبل واحد ونص !!!
تفتكر فى زول من اىاهم حيسمعنا لكن الامل باقي