
وحتي الشيخ مصطفى عبد القادر يعمق من جراحات العاطلين عن العمل بقوله (قوم يا عاطل ).
وان كان لا ذنب إطلاقا لهؤلاء الشباب الذين وجدوا أنفسهم في هذا العطالة المقنعه .
وللشاعر الفلسطيني سميح القاسم قصيدة معبرة بعنوان ” خطاب في سوق البطالة” يقول في مطلعها:
ربما أفقد – ما شئت- معاشي
ربما أعرض للبيع ثيابي و فراشي
ربما أعمل حجارا.. و عتالا.. و كناس شوارع..
ربما أبحث في روث المواشي،
عن حبوب
ربما أخمد..عريانا.. و جائع..
يا عدو الشمس.. لكن.. لن أساوم..
و إلى آخر نبض في عروقي..سأقاوم!!..
انها حقا قصيدة عن حال العاطلين وكل ما يعانونه بسبب العجز الحكومي الذي بلغ حد الشلل في تعامله مع تلك الجيوش الجرارة من الشباب الذين تمتلأ بهم الساحات وقد افتقدوا كل مقومات الحياة من عمل و سكن وتطبيب وزواج.
وهذا ما يدفع بهم نحو حياة الانحراف الأخلاقي والسلوكي غرقا في المخدرات وقبيح الفعل.
وربما اصبحوا مشروع طموح للدواعش وكل الأفكار الضالة وقد تحولت حياتهم إلى جحيم قتل وسفك للدماء.
وحقا فإن مأساة العاطلين عن العمل في بلادنا قد أصبحت عظيمة.
وهي تحتاج بحق للكثير من إلاصلاحات السياسية و الاقتصادية و التربوية المستعجلة.
وان كان ذلك صعبا في ظل فقر البلاد اقتصاديا حيث ينصب كل تفكير الحكومة في توفير رغيف الخبز واساسيات الحياة للمواطن.
وان كنا كسودانيون قد مللنا التطرق لهذه القضية القديمة قدم التاريخ والتي تلازمنا منذ الاستقلال.
فلم يحدث أن وجدنا لها حلا الا في زمان الراحل السيد الشريف حسين الهندي رحمة الله عليه حين كان وزيرا للمالية فقد كان هذا الرجل صاحب فكرة بند العطالة الشهير .
فلقد اقره داخل البرلمان ووظف جميع العاطلين آنذاك.
ولم يشهد السودان بعدها فكرة شبيهة أو حلا ولو مؤقتا لهذه المشكلة العويصة رغم جيوش الخريجين من وزراء وخبراء.
وان كانت هذه الأزمة تعم كل العالم وقد امتلأت جيوش العطالين كل البلدان .
وفي السودان ازدادت نسبهم باشكال مخيفة جدا وقد بلغت 33 في المائة من حجم القوى العاملة و البالغة نحو 25 مليون شخص.
وقد تفتقت عقول الكيزان انذآك فدفعوا بالشباب إلى عوالم التعدين الفاشلة كحل بدائي غير مدروس.
وظلت المشكلة تراوح مكانها حتى يومنا هذا.
لذا لابد من الاهتمام بالتعليم العملي والصناعي والتدريب المهني الذي كان قديما.
والعمل على تنظيم إحصاءات عمالية دقيقة مقارنة بفرص العمل المتوفرة في البلاد والتي من المفترض أن تقسم بعدالة بين كل السكان .
مع انشاء مشاريع جديدة و الاستغناء عن جيوش الأجانب الذين يشاركون المواطن فرص العمل المحدودة.
كذلك يجب فرض سودنة لجميع الوظائف ودون إعطاء فرص للوافدين الذين يملأون السودان.
فالسودان اخوتي لا يحتاج للعمالة اجنبيه.
مع التفكير فورا في تحديد النسل ولو لوقت محدد.
فالانفجار السكاني هو عامل مساعد في زيادة معدلات العطالة في البلاد.
المؤسف أن مشكلة العطالة ستظل مشكلة دون حل وان كتبنا فيها إلى يوم القيامة.
[email protected]