الصحافة الاستقصائية والتغيير

زمان مثل هذا

الصحافة الاستقصائية والتغيير

الصادق الشريف

? الصحفي الأمريكي دكتور ديفيد أوتوي.. كان بصحيفة التيار يوم الخميس المنصرم.. مستر أتوي يعمل بصحيفة (الواشنطن بوست) بقسم (الصحافة الاستقصائية).. أو ما يُسمى عندنا قسم (التحقيقات). ? رجل بخبرة خمسة وثلاثين عاماً في صحيفة قوية (مثل الواشنطن بوست).. ومؤثرة في صناعة القرار الأمريكي.. كان يستحق أن نجلس لنسمتع له. ? قال الرجل إنّه عمل في قسم (الأمن القومي) بالصحيفة لبضعة عشرة عاماً.. تناول خلالها عدداً من القضايا التي تهم الأمة الأمريكية. ? تعجبتُ لقسم يتبع لصحيفة.. يُسمى قسم (الأمن!!) (القومي!!) في وسيلة إعلامية مهمتها هي النشر.. فما نعلمه هو أنّ الأصل في قضايا الأمن هو (حظر) النشر. ? وتعجبتُ مرةً أخرى لأنّ قضايا الأمن عندنا ليست من مهام الإعلام (وتحديداً..الصحف).. فهي في نظر الحكومة ألدّ أعداء القضايا الأمنية. ? حكى الرجل عن تحربته في ذلك القسم.. وعن قضية قال إنّها كانت تهمُّ الشعب الأمريكي والحكومة الأمريكية معاً.. وهي (العمل على عدم السماح لباكستان بامتلاك قنبلة نووية). ? سافر إلى باكستان.. مقيماً بفندقٍ في أحد أحيائها.. يجمع المعلومات.. لا يعبأ بكلّ تبعات جمع المعلومات.. وفي مكانٍ آخر من باكستان.. كانت هنالك عناصر الاستخبارات الأمريكية (C.I.A) تجمع معلوماتها بطريقتها الخاصة. ? ووصل بالطبع إلى نتيجة.. بل نتائج.. ستقصُها عليكم صحيفة التيار في مقبل الأيام. ? لكنّ الشاهد هُنا هو العمل المتوازي لمؤسسات الشعب الأمريكي من أجل تحقيق هدف واحد.. لا تتجرأ مؤسسة على أخرى.. ولا تكبح فراملها وتوقفها عن المسير. ? هل نتجرأ نحنُ كصحفيين وندلف إلى أحد قضايا الأمن القومي؟؟.. سنفعل.. ونستعيذ بالله من همزات الشياطين.. وأن يحضرونا.. ومن الخبث والخبائث. ? مثلاً.. الخبير الاقتصادي د.محمّد إبراهيم كبج.. لديه رأي صادم.. وهو أنّ قيام سد مروي لم يكن يمثل أولوية بالنسبة للاقتصاد السوداني.. وأنّ هنالك مشروعات لو تمّ الإنفاق عليها بذات السخاء الذي صاحب الإنفاق على تشييد سد مروي.. لكانت الفائدة للسودان أعظم. ? فقد تمّ إنفاق 1.6 بليون دولار على مشروع السد.. ومثلها 1.6 بليون دولار على المشروعات المصاحبة (مطار/ كباري/ طرق/ إلخ).. الجملة هي 3.2 مليار دولار. ? لو تمّ إنفاق هذا المبلغ ?كما يرى د.كبج? على تعلية خزان الرصيرص.. لكانت النتيجة توفير مياه لزراعة 2.6 مليون فدان (مساحة أكبر من مساحة مشروع الجزيرة).. بالإضافة إلى استرداد المساحات غير المستزرعة من مشروع الجزيرة (بسبب عدم كفاية الري).. كما أنّه وبإدخال توربينات جديده مضافة للتوربينات الحالية سيتم إنتاج كهرباء مساوية لما ينتجه سد مروي.. النتيجة هي كهرباء وزراعة ورفع لعائد صادرات السودان. ? لو استقصى صحافي (اسمه حسن مثلاً).. هذا الزعم الـ(كبج) أوي.. وأثبت صحته من خلال تحقيقات ودراسات ميدانية.. سيكون نصيب تلك الدراسات سلة المهملات الحكومية.. لأنّه منذ البدء كان معلوماً أنّ القيمة السياسية لسد مروي أكبر من قيمته الاقتصادية. ? فلو أثبتَ ذلك الصحفي أنّ هنالك عقليات قاصرة أو عابثة أضاعت على البلاد فرصة أن تصطاد عصفورين بحجرٍ واحد (زراعة وكهرباء).. وأنّ هنالك مليارات الدولارات قد ضاعت على الهواء الطلق.. ولم تسعف البلاد حين دخلت إلى (جحر الضب) الاقتصادي هذا!!. ? لو فعل الصحفي ذلك.. فقد يكون تعليق أكثر المسؤولين الرسميين حكمةً (يا أخي دا كلام فارغ.. دا كلام بتاع شيوعيين). ? هذا لو لم نقل (أين صاحبي حسن؟؟).

التيار

تعليق واحد

  1. الاخ الصادق الشريف
    هنالك فرق بين الصحافة الاستقصائية والتحقيقية وليس كما اوردت انكم تسمونها كذلك بسبب عدم وجودها في السودان وهو الاخر لعدم وجود قواعد ومضابط بيانات في المؤسسات تعتمد عليها الاخيرة!!.
    ديفيد اوتاوي هو مراسل الواشنطون بوست في افريقيا ، اما ما اشرت له انه مراسلها في شؤن الامن والدفاع عندما كان يعمل في واشنطون94 فذلك لايتعدى حضور اللقاءات التي تعقدها وزارات الدفاع والامن ولايوجد شيئ اسمه قسم الدفاع والامن بالصحيفة فقط اشارة الى تخصصه بتغطية هذه الشؤن وهذا ان كنت صحفي! مجال في الصحافة له قواعده ونوعية مختلفة من الانماط التحقيقية لها مجلاتها وصحفها وتتشعب قضاياها بين امن وتجارة وحروب وهذا يجيب على تساؤلك (هل نتجرأ نحنُ كصحفيين وندلف إلى أحد قضايا الأمن القومي؟؟)
    اما بخصوص سد مروى فهنالك تحقيقات عديدة نشرت حتى عالميا حول الفساد حوله السؤال هو أين كانت التيار وقتها؟ أسأل رئيس تحريرك؟!!
    !!(دا ما كلام فارغ.. اوكلام بتاع شيوعيين)!
    مع وافر الود

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..