اخر العمالقه

ايا استاذنا الجليل.. السلام عليك وعلى من سبقك الى دار الخلود والقرارمن رفاقك – معلمينا الاخيار فى صرحنا الشامخ ذاك..يجنى جمعكم الخلد والاجر من ربكم الرحمن الرحيم الغفارالكريم جزاءا وفاقا لما قدمتم لطلابكم من نافع العلوم والمعارف وهديتموهم الى سبل الرشاد .. ولاشك ان لله جازيك انت ومثيبك لما اعطيت كل ذى حق حَقّه من موظفى السودان وعمّاله بعد مغادرتك ارجاء المدارس وفصولها ومنصاتها الى آفاق الخدمة المدنيه الرحبة المتعددة الجوانب بين دهاليزما كان يعرف بقسم “الاستابليشمنت” كواحد من اقسام مصلحة ووزارة المالية واصبح فى لواحق من الازمان ديوانا لشؤون الموظفين ثم وزارة للخدمة العامة والاصلاح الادارى فى داخل السودان وفى خارجه..رحمة الله عليكم اجمعين ما لاح بدر او نادى مناد بالاذان..
يا فقيدنا العزيز الراحل جسدا .. الباقى بيننا روحا وصورة وذكرى.. العيون تظل تدمع والنفوس تجزع على رحيلك ورحيل كريمتك التى سبقتك الى دار البقاء..ذلك الرحيل المفاجى الذى هز النفوس .. كل النفوس والوجدان والذى لم تحتمله نفسك لتؤثر اللحاق بها فى اقل من شهر مخلّفيْن وراءكما احزانا تدوم وتبقى بين افراد اسرتك وبين عارفى افضالك التى لا تحصى ولا تعد من اسرتك و معارفك وطلابك فى سوابق القرون وكل من عرفك وتعامل معك عبر سنوات حياتك العامرة بكل جميل و خيّر من الاعمال.. تفتقدكما ويظل الجزع يفيض بين حوانح الاستاذة الفضلّى..رفيقة دربك..وابنتيك منى وسارّه وتفيض عيونهما وعيون كل دخل دارك اوالتقاهم خارجها دمعا هتونا مدرارا. على الرغم من محاولات الابن سامرللتماسك ايمانا بقضاء الله وقدره ولكنه لا ينفك جزِِعا يتمزق داخليا كل حين.. لهف نفسى على حفيدك الصغير”احمد” فانه كل حين يتساءل عن اسباب غيابك عن الدار والى متى لا يراك لتتبادله الاحاديث والتعليقات الذكية الممراحة ..وينتظر عودتك وهو يصرعلى البقاء على فراشك كما اعتاد لصيقا بك. رحمة الله عليك فى اعلى عليين بين الشهداء والصديقين .. واننا والله على رحيلك لمحزونون.
ايا فقيدنا الخالد.. منذ ان اعلن المستر براون فى ذلك الصباح الاغر من اواخر ايام عام 1951عن وصولك سندا لرفيقى دربك المرحومين احمد صلاح بخارى و ابراهيم عبدالله..اشرأبت اعناق طلاب الصرح الشامخ لترى من كان قد وصلت سيرته العطره الى مسامعهم من رفاقهم فى وادى سيدنا .. ذلك المعلم الذى كان فى زمان دراسته الاول رئيسا لرؤساء وادى سيدنا ورئيلها فعل السحر فى نفوس الطلاب .. اعجابا واجلالا واكبارا فضلا عن استحقاقك لذلك الاعجاب والاكبار بحكم ما أوليت تدريسه من مقرر مادة التاريخ على مستوى شهاد كمبريدج ولم يمض على تخرجك فى كلية الخرطوم الجامعيه اكثر من عام واحد..بدات سعادتنا بلقائك تفيض وتزداد.. طلاب رابعه ابن خلدون و رابعه فرادىْ.. طوال ذلك العام الدراسى الفريد الذى تجمعت فى ايامه الكثير والوفير من الاحداث التى لا يزال – الى اليوم – يجتر ذكراها وذكرياتها الذين مد الله فى ايامهم من الاحياء من الرفاق..لن ننسى لك سعيك الدؤوب المتوافق مع وفير عطائك على المنصات وبين طلاب فصول ابن خلدون وفرادىْ وثالته بيتهوفن (الذى اوليت ايضا ريادته..ابوته) تدريسا متميزا لم يعتمد على التلقين والحفظ و اجترار المعلومات واعادتها على اوراق الاجابه.. كان العصف الذهنى واتاحة الفرصة لتلاقح الافكار واستنباط المعلومات مع نشر الوعى والعودة الى جذور الاحداث التاريخيه باالأطلاع على اكثر من مصدر دون الارتباط الوثيق بالكتاب المدرسى وعلى ما ياتى من المعلمين والاعتماد على ما يقولون..فضلا عما كنت تفتح به آفاق طلابك من تساؤلات تزيدهم رغبة فى الاطلاع..وتقصى المزيد من الحقايق… وفوق هذا وذاك وفى غير تكلّف او تزلّف او انحياز الى فئة من الطلاب دون اخرى كان ذلك دابك الدهر الى جانب اشاعة الود والمحبة بين كل افراد مجتمع حنتوب.. معلمين وعاملين وطلاب وسكان القرية الغر الميامين بالكلمة الطيبه وبوضوح الروية وبالاقناع والمنطق السليم وسيلة لتقويم كل معوج من السلوك بحكم قناعتك بان ال”Education ان هو الآ a change in behavior” من حسن الى احسن وصولا الى الاحسن..رايناك فى اكثر من مكان تحذر طلابك من تعاطى الدخان وتبيّن لهم مغباته واضراره..وشهدناك على الدوام تشارك طلابك كل مناشطهم دراسية اكاديمىة كانت او اجتماعية و رياضية مما يكشف لك المزيد من سلوكياتهم ما يعينك على التقويم والتهذيب.. كم شهدناك تزرع فى نفوس طلابك التقثة بانفسهم تتيح لكل واحد منهم الفرصة كاملة للتعبير عن مكنونات نفسه مبديا رايه فى حرية كامله وان كان فى حديثهم قدرا من النقد او ما كان مخالفا لما يجرى من اعمال جمعية التاريخ او غيرها من الامور . فى داخلية على ديناراحبك ساكنوها من الطلاب والمشرفين المساعدين من رفاقك المعلمين..وكان اعزازهم وتقديرهم لك لا تحده حدود..
*استاذنا الجليل..لن ننسى لك نحن طلابك اعادتك الحياة الى جمعية التاريخ..بعد ركود اصابها عاما كاملا او يزيد.. الجمعية التى سارع الكثيرون من رفاقنا الطلاب للانضمام اليها حين اعدت اليها شريان الحياو ينبض من جديد.. والتى لم يكن عدد الراغبين فى الانضمام اليها من قبل وهى تحت اشراف “ويرسويك المتغطرس الكريه” يزيد عن العشرة من الطلاب. ما احدثته الجمعية على يديك من حراك كبير فى الحياة المدرسيه كان مثار اعجاب منقطع النظير.. حتى كاد براون ان يطلب الانضمام اليها بحضوره بعض اجتماعاتها والمشاركة فى انشطتها و ندواتها وما قدمته من مسرحيات . وما قدمه الكثيرون من افرادها من ابحاث عن عدد من رموز اهل السودان من الرجال عبر الزمان الذين حملت بعض الداخليات اسماء نفر منهم.. خاصة وان المستر براون لم يعترض بل كان قد سارع بالموافقة على راى كبار المعلمين الذين اختارهم بنفسه من معلمى كلية غردون ليصحبوه الى حنتوب عندما انبرت من عرينها فى عام 1946 على اطلاق اسماء مشاهير اهل السودان على داخليات حنتوب (مك نمر .. عثمان دقنه وابو عنجه وغيرهم من المشاهير. ولم يذهب الى ما ذهب اليه رفيقه مستر لانق باصراره على اطلاق اسماء اهله من حكام السودان الانجليزعلي داخليات وادى سيدنا التى انتقلت اليها من كلية غردون رئيسا للرؤساء الذين ساروا معك تقودون رفاقكم مطالبين بسودنة اسماء الداخليات (كتشنر وونجت وآرشر وغيرهم لتصبح جماع ..ودالبدوى وبابكر بدرى وغيرهم ) وكانت رحلة الجمعيه الى شمال السودان من ابرز احداث تلك السنة الوحيدة التى قضيتها بيننا.. رحلة تاريخية اسما وشكلا وموضوعا..ونظل لك شاكرين ان هيأت لجمعنا القيام بالرحلة التاريخية تلك ونفّذت مسارها بدِقّة متناهية من الخرطوم عبر البركل ومروى الى كل المناطق التاريخيه..( من دفوفه..وكُرو..)الى الخندق ودنقلا وكرمه (بلد ونُزُل) الى “تبج” وعبرى وبدين وارقين وصولا الى مدينة حلفا و الحدود بين السودان ومصر عند فرص وادندان..رحلة سعدنا خلالها برؤية اجزاء عزيزة من السودان ربما لم تكن تتاح لنا فرصة رؤيتها لولا وجودك بين معلمى حنتوب وبفضل تخطيطك المتقن..وحزمك فى رحابة صدر وحسن تعامل وتفهم لنفوس طلابك.
*ايا شيخنا الكبير..خسارتنا اليوم فى رحيلك وخسارة التعليم فى بعدك عنه فى اواخر عام 1952 (مُكرَها لا بطل) عظيمة وكبيره.. يطول التعبير عنها..ولكن ها هو يوم شكرك وتذكار محاسنك قد اطل.. رغم علمى انك كنت على الدوام من الزاهدين فى كل اطراء وثناء على شخصك ..ومهما تحدثنا عما عرفناه عنك خلال الثمانية عشر سنة التى غمرتنا السعادة بتجدد لقائنا بك من بعد ان فرّق بيننا الزمان وسار كل منا فى دروب الحياة ودهاليزها وما توافق عليه اهل السودان عنك وانت بينهم تبذل وتعطى لا تنتظر جزاءا او شكورا فقد عرفوك بالخارج دواما عن نفسك لتهبها للآخرين ..لن نوفيك حقك.. كانت الانسانيه تتجسد فى كل خلجة من خلجات نفسك وفى كل نظرة منك وفى كل كلمة تخرج عن لسانك..كنت دواما السائل عن المرضى تطلب وترجو لهم الشفاء العاجل.. كنت الهاش الباش للناس اجمعين عند كل لقاء.. كم كنت اسعد بسماع صوتك على الهاتف نستعيد الكثير من ذكريات حنتوب وشيئا عن ايام عملك وتولّيك القيادة فى قسم”الاستابليشمنت”.. القسم الذى ظل يتطور ويتقدم الى ان اصبج ديوان شؤون الخدمه الذى سعدت بلقائك فى ارجائه منذ بدايات عملك فيه تقدما وارتقاءا بين علية “مفتشيه” وشخصى الضعيف يين موظفى العطلات الصيفيه المؤقتين كل عام فيه..وكان دورك وعطاؤك مبذولا ومقدرا فى الرقابة الاداريه ومن بعدها وزارة الخدمة العامة والاصلاح الادارى مثلما كنت مضرب المثل لاكفاء السودانيين خدمة و بذلا فى خارج السودان وفى المصرف العربى بالخرطوم. كنت تمثل الانسانية فى كل قول وعمل.. كنت الزائر السبّاق لديار كل معارفك..(وما شهدناك او شهدك غيرنا تدخل دار أى واحد منهم وايدك فاضيه).. فاض قلبك الكبير بحبك للناس اجمعين.. الذين بادلوك حبّا بحب ووفاءا بوفاء.. تفرح مع الناس .. كل الناس ولهم وتشاركهم الاحزان بقلب مفعم وعين باكية ما رايت مثلها تذرف دمعا مثل عينك وانت يستبد بك الحزن والاسى عند رحيل استاذنا الجليل مصطفى عوض الكريم فى عام 1962. كانت تستخفك بسمة الصغار والاطفال ولكنك القوى الذى تصارع الاجيال..
رحمة الله عليك استاذنا الجليل وجعل الفردوس الاعلى مقرّا لك ومقاما. ولو كانت الدموع تعيد الراحلين من دار الخلود الى دنياهم الفانيه لاطلق الاحياء لها العنان .. ولكن هيهات من الاجل المكتوب والكتاب المسطور والمقدّر اللى لا بُدّا يكون.. سنّة الله فى ارضه وارادته هى الغالبه فلا بقاءا للارض ولا دواما للسماء وانّا لله وانّا اليه راجعون.
الطيب السلاوي
[email][email protected][/email]
الأستاذ الطيب السلاوى .. معلم الأجيال عبر القرون .
سرد ما يسمى بالسهل الممتنع لا تستطيع كل كلمات الإطراء أن توفيه حقه وانت قد أوفيت كل الحق فى أستاذك الراحل ..الأستاذ محمد عبدالحليم الذى نسيت ان تذكر اسمه وجعلتنا نتساءل عمن تكتب هذا الرثاء العميق .
الا رحم الله الأستاذ محمد عبدالحليم برحمته الواسعة بقدر ما قدم لطلابه ووطنه .وأثابك أيضاً لنستمتع بما يخطه يراعك من كلمات واسلوب متفرد فى الكتابة ..
المات منو؟ أستاذ السلاوي و شوقي بدري حيرتونا!! تدخلوا بي حمد و تطلعوا بي خوجلي و ما نعرف منكم حاجة!!!
مقال غريب يا استاذ الطيب
من هو المتوفى حتى نشاطرك الحزن ونترحم عليه؟
الأستاذ الطيب السلاوى .. معلم الأجيال عبر القرون .
سرد ما يسمى بالسهل الممتنع لا تستطيع كل كلمات الإطراء أن توفيه حقه وانت قد أوفيت كل الحق فى أستاذك الراحل ..الأستاذ محمد عبدالحليم الذى نسيت ان تذكر اسمه وجعلتنا نتساءل عمن تكتب هذا الرثاء العميق .
الا رحم الله الأستاذ محمد عبدالحليم برحمته الواسعة بقدر ما قدم لطلابه ووطنه .وأثابك أيضاً لنستمتع بما يخطه يراعك من كلمات واسلوب متفرد فى الكتابة ..
المات منو؟ أستاذ السلاوي و شوقي بدري حيرتونا!! تدخلوا بي حمد و تطلعوا بي خوجلي و ما نعرف منكم حاجة!!!
مقال غريب يا استاذ الطيب
من هو المتوفى حتى نشاطرك الحزن ونترحم عليه؟
نسى اسم الشخص المتوفى… معليش بسيطة استاذ الطيب السلاوى متعك الله بالصحة والعافية.
نسى اسم الشخص المتوفى… معليش بسيطة استاذ الطيب السلاوى متعك الله بالصحة والعافية.