أسماء الأعمدة الصحفية.. الاعتماد على حيثيات حياتية وأكاديمية وظرفية.. بعيون القراء

الخرطوم – عثمان الأسباط
يحفظ القراء عن ظهر قلب كل أسماء أعمدة كتابهم، ويصل الولع بإطلاق التعريف على الكاتب باسم زاويته لشهرته ووقعه وصداه في أفئدة ومشاعر القراء، لا ريب أن غالبية ممن اشتهروا في مهنة الكتابة الراتبة قد توخوا اختيارات أسماء أعمدتهم من وقائع وحيثيات حياتية وأخرى أكاديمية وثالثة ظرفية محضة.
لكن هنالك من يزعم أن تسمية العمود لا ترمز إلا للاسم الرنان أو الذي يحمل الغرابة بعض الشيء، ورغم أن عنوان الزاوية مهم بالنسبة للقارئ إلا أن الأهم بالتأكيد ما يحمله من مضامين تعبر عن هموم وتداعيات الكتابة الصحفية في تناولها للقضايا والشأن العام.
تعبير عن المضمون
اكتسبت أعمدة صحفية شهرتها من عرضها للمواضيع المختلفة، بخلاف أخرى لم تستطع حتى الوصول إلى غاية ما تحمله من عنوان وشعار واسم، وفي السياق يقول الأستاذ نبيل غالي مدير تحرير صحيفة (اليوم التالي) إن المادة الصحيفة في الغالب لا تخرج عن اسم العمود بالنسبة لبعض الكتاب، وإنما تعبر عن مضمون دقيق لما يحتويه الموضوع وعلاقته المباشرة مع اسم الزاوية. ويضيف: هناك كتاب يختارون أسماءً لأعمدة خبط عشواء، وليس بتخطيط دقيق يتواءم مع ما يعرضونه من مواضيع، مبينا أن هناك أسماء تعجب الكتاب، فيشرعون في تسمية زواياهم عليها.
تحتمل كل المواضيع
وكشف غالي عن نوع ثالث يكون فيه اسم العمود فضفاض يمكنه تحمل أي موضوع في كافة القضايا التي تهم الناس، مؤكداً أن هذا النوع من الأعمدة هو الأكثر شيوعاً بين كتاب الإصدارات المختلفة. وأردف: إلى جانب ذلك يفضل آخرون اختيار اسم عمود كان له نجاحات في السابق وتركه كاتبه بسبب الوفاة أو ترك المهنة، ويلجأ هؤلاء إلى الكتاب العرب في الصحف العربية لكي يكتسبوا شهرة من اسم تلك الزاوية من واقع أنها ناجحة، ويميل إليها القراء كثيراً. وأضاف: هناك كتاب ينقلون أعمدة لكتاب أجانب خاصة من الإصدارات العربية، وفي نهاية الزاوية يكتبون اسم الكاتب بخط مصغر، الأمر الذي يخيل للقارئ أن صاحب هذه الزاوية هو من كتب الموضوع ليفاجأ في نهاية المادة باسم الكاتب العربي، مشيراً إلى أن ذلك يعد تغييباً معتمداً، وفيه قصد وخداع للقراء، لأن الأمانة الصحفية والمهنية تقتضي كتابة اسم صاحب الموضوع الذي نقل في أعلى المادة أو وضع صورته في المكان المخصص لصورة حتى يتعرف القارئي من أول وهلة على كاتبها، مؤكداً أن هناك قراء يعتمدون على الصورة فقط في قراءة العمود ولا ينظرون للاسم.
تعبر صادق عن الاسم
من جانبه، يقول صديق حامد – قارئ منتظم للصحف – إنه ظل يتابع الإصدارات الصحفية منذ (10) سنوات خلت ويداوم على قرءاة أعمدة لكتاب كبار من بينهم عثمان ميرغني. ويضيف: في رأيي الشخصي أن ميرغني هو الأفضل في صحفنا المحلية لأنه يكتب بموضوعية، ويملك قدرات صحفية عالية ولغة رفيعة، مبيناً أن اسم (حديث المدينة) وهو عمود الكاتب عثمان ميرغني رئيس تحرير صحيفة (التيار) يعبر عن عنوان الزاوية تماماً في اختاره للمواضيع، مشيراً إلى أنه ظل يقرأ لميرغني منذ أن كان في صحيفة (الصحافة) مروراً بـ (الرأي العام) و(اليوم التالي) وحتى (التيار). وأضاف: لم يحدث وأن خرج عثمان ميرغني في مواضيعه التي يتناولها عن اسم زاويته، وهو يكتب داخل متن حديثه. وزاد: فعلاً إن اسم العمود يعبر عن نبض المدينة من كل القضايا المهمة.
اتفاق واختلاف
وفي الأثناء، تقول زينب عبد الغني (قارئة) إنها لا تمل قراءة زاوية إسحق أحمد فضل الله (آخر الليل) لأنها تعبر عن ما يحدث في أنصاف الليالي في البلاد. وتضيف: فضل الله كاتب وأديب ولديه أسلوب سلس في عرض المادة الصحفية، ولم أر أنه حصل وأن خرج عن مسمى العمود في تناوله للقضايا والمواضيع المختلفة. وأردفت: اسم العمود مهم جداً، وهو الذي ينصف الكتاب ويميزهم في السودان، وحدث أن تناقشنا في الجامعة حول هذا الموضوع كثيراً وتناولنا أسماء الأعمدة وقارنها مع المواضيع التي تكتب وتوصلنا إلى حقيقة تؤكد أنها تشير إلى أن بعض كاتبيها يقدمون رسالة للقراء بما تحوي أسماء أعمدتهم ولا يخرجون عن النص فيما تحتمل البعض الآخر منها كتابة أي موضوع، وعلى الجانب الثالث فإن كتاباً لا تعبر مواضيعهم عن أسماء زواياهم. وأبدت إعجابها بالكاتب والشاعر محمد محمد خير

اليوم التالي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..