زمن الأبآلسة ..

كلما تأملت في حال جماعة النظام و متقلبهم في تراك السلطة وركضهم المتوالي فيها وإليها منذ مجئيهم وإلي الساعة وكل قبضتهم هذه إياها ومع كل التحولات التي نتجت من صراعهم الخارجي والداخلي كي يكونوا فقط علي واجهة المشهد واعلي الرقاب أيقنت يقيناً لا يتثرب إليه الشك أننا نعيش زمن الأبآلسة ! ..
عندما كنا صغاراً كان يصور لنا الشيطان في صورةً مرعبة وكريهة حتي يتم تنفيرنا من بعض الأشياء حتي لانقربها وظل الشيطان في مخيلتنا مثال للقبح والدمامة والاشياءالسئية , وعندما بدأنا نعلم عن الدين ومفهوم الخير والشر تواصل ايضاً ذات الفهم ولكن بصورة اكثر تطوراً أن ابليس هو العدو الأول للإنسان وأنه محور الشر ومنبعه وأن كل الموبغات تبدأ منه إيعازاً وتحريضاً وأنه ليست هنالك حدود لكبح جماح شره إلا وفق تحصينات محددة وكثير من الصراع المتواصل معه كي لا يؤدي بك إلي التهلكة ! , ورغم عدم ماديته التي يمكن ان تراه عليها في انه كائن غيبي إلا ان التعوذ منه ومن شره من الاشياء التي يفعلها كل الناس المؤمنون بالغيب .. ولكن ماذا إن كان الآبالسة يتجولون بيننا ويخاطبونا في التلفاز ومن علي منصات الخطابة يحدثونا عن التمسك بالقيم السماوية وبشرع الله وعن الجهاد والدين وحتي عن الإبتلاءات ! ماذاإن كانوا يرفعون رايات الطهر والعفة وأنهم لم يسرقوا يوماً او يقتلوا وإن فعلوا شئياً كهذا فماهذا إلا من وراء فتوي وانه يحل لهم كما تحل بعض الطوائف الإسلامية مضاجعةالرضيع والتمتع به ! , هؤلاء هم انفسهم من إنقلبوا علي بعضهم البعض وصار بعضهم يصرح بإن اهل النظام من إخوانهم السابقين يريدون تصفية كل ماهو إسلامي لصالح رضاءالامريكان فيأتي الرد من الإتجاه الآخر ومن زمرة المؤتمر الوطني انهم لازالوا علي عهد التمسك بقيم السماء ومشروع الطهر والنقاء ومبادئ العقيدة والدين وان علي الآخرالغاضب علي إخوته الخارج عليهم ان يحسن الظن بإخوته ! الذي صرّح ان هنالك صفقة بين النظام والامريكان في ان ترفع العقوبات مقابل تصفية المشروع الإسلامي ماهو إلا غازي صلاح الدين عتباني احد رموز النظام وقياداته كل تلك السنوات إلي ماقبل ثلاث سنوات فقط واما الذي ردً عليه بان يحسن الظن بإخوته وانهم مازالوا يتمسكون بقيم العقيدة والدين والمشروع الاسلامي والذي دونه الارواح والدماء ماهو إلا امين التعبئية السياسية بالمؤتمر الوطني وإسمه عمار باشري احد كوادرهم الشابة وللعلم هذا الاخير متهم بالمشاركة في إغتيال الطالب محمد عبدالسلام في جامعة الخرطوم في 1998 والذي كان في ذلك الوقت احد طلاب ذات الجامعة مع محمد عبد السلام ! .. هذا المشروع الذي اقرّ مؤسس النظام وعرابه الاول حسن الترابي بفشله وسقوطه , واقرّ يس عمر الإمام قبل موته بذلك وان الخجل يلازمه إن هو قال امام ابنائه انه ينتمي لذات الحركة الإسلامية هذه , وآخر من صرحوا بفشله من بينهم مبارك الكودة والجميعابي بل وحتي امين حسن عمر قال انه لولا يخشي من ان يستقل خصومه السياسين ما يندم عليه داخله من افعال كثيرة لصدح بها ! ورغم كل هذا ذات هؤلاء يقبضون علي السلطة لايريدون فكاكها والمختلفون معهم من بينهم يلهثون كي يعيدون إنتاجها لسنوات قادمة بذات المفردات ( الشريعة والتأصيل وقيم السماء … الخ ! ) ! ..
اي آبالسة هؤلاء ومن اين لهم بكل هذه المساحيق والاقنعة والحيل ومداورة الكذب البواح ! .. كل هذا الثراء المنهوب من عرق التعابي ,افرغوا كل اموال البترول في بطونهم والآن يكنزون الذهب خاصة الشعب ويجمعونه في خزاناتهم الداخلية والخارجية ويأكلون من جميع ماحرم عليهم من اموال ولا زالوا يقولون هل من مزيد ! كل هذه الدماء التي سالت بايديهم وبسببهم وهم لازالوا يتعطشون لإراقة كل الدماء , كل هذا التشظي لوطن كنا نفاخر بإنه الاكبر في القارة والاغني بالموارد وهم لازالوا يريدون له الإنكماش والتشرزم ! كل هذا الصراخ الذي يخرج مكتوماً ويملؤه الألم من شعب يحكمونه غصباً وكرهاً وهم لايبالون !.. اخيراً هل التعوذ منهم يجوز شرعاً ياهئية علماءالسودان فنحن نعلم انكم قد قلتم لنا سابقاً لاتخرجوا عليهم ام هل هذا ايضاً لايجوز في فقهكم ومتن كتبكم التي تخرجون منها فتاويكم التي يأتيها الباطل من جميع الجهات وحقاً إنه زمان الأبآلسة !..

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..