السلفيون يعلنون تونس أرضا للجهاد

تونس ـ أكد مصدر أمني تونسي الثلاثاء أن وزارة الداخلية التونسية شرعت في “ملاحقة” سلفيين متشددين بعدما حرضوا عبر شبكات التواصل الاجتماعي وفي خيام دعوية على “الجهاد ضد الطاغوت” في اشارة الى رجال الشرطة.

ويأتي ذلك متزامنا مع كشف مسؤول أمني عن ان “الشرطة السلفية” وهي قوة يفترض أنها جهاز للأمن الموازي، قتلت الاسبوع الماضي ضابط شرطة في مدينة جبل الجلود جنوب العاصمة تونس.

وأعلن محمد علي العروي الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية الثلاثاء “هناك اشخاص تم ايقافهم واشخاص ملاحقون” محذرا من أن “كل جهة تحرض على رجال الامن سواء خلال خيام دعوية او عبر الانترنت سوف نلاحقها قضائيا”.

وأضاف “سنقف بالمرصاد للخيمات الدعوية التي ينظمها السلفيون إن حرضوا على الامنيين وسنكافحهم بالقانون وإن لزم الأمر بالقوة”.

وكثيرا ما تبرر حركة النهضة دفاعها عن المتشددين بقولها إن جميع هؤلاء، بما في ذلك تيار أنصار الشريعة بقيادة رياض بن حسين المكنى بـ”ابوعياض” الذي يوصف بانه ممثل بن لان في تونس، يحرمون ان تكون تونس أرض جهاد.

والاثنين، ندد عماد بلحاج خليفة الناطق الرسمي باسم “الاتحاد الوطني لنقابات قوات الأمن التونسي” بدعوة مجموعات سلفية متطرفة الى “الجهاد” ضد رجال الامن.

وقال “شرف لي ان اكون طاغوتا في حماية بلادي”.

وفي موازاة ذلك، كشف مسؤول امني الثلاثاء ان “الشرطة السلفية” قتلت الاسبوع الماضي ضابط شرطة في مدينة جبل الجلود جنوب العاصمة تونس.

وقال الصحبي الجويني المكلف الشؤون القانونية في “اتحاد نقابات قوات الامن التونسي” في تصريح لإذاعة تونسية خاصة “أؤكد أن الزميل الذي تم اغتياله غدرا في جهة جبل الجلود قتله سلفيون من الشرطة السلفية”، دون الادلاء بمزيد من التفاصيل.

وكانت وزارة الداخلية اعلنت في بيان الخميس الماضي العثور على جثة الإطار الأمني تحمل جروحا على مستوى الرقبة بواسطة آلة حادة، فيما ذكرت وسائل اعلام ان القتيل “ذبح”.

ونددت الوزارة بهذه “الجريمة النكراء” واعلنت اعتقال اثنين من القتلة المفترضين.

ولم تذكر مصادر الأمن التونسي ما إذا كانت الجريمة قد جاءت استجابة لدعوات تحريضية ضد الامن والجيش التونسيين على خلفية الأحداث الجارية في جبل الشعانبي بمحافظة القصرين اين تدور نعارك بين الأمن التونسي وجهاديين ينتمون الى تنظيم القاعدة.

وذكرت وسائل اعلام محلية ان سلفيين متطرفين أطلقوا الاسبوع الماضي خلال خيمة دعوية اقاموها بأحد احياء العاصمة تونس وعبر مكبرات صوت دعوات الى “الجهاد ضد الطواغيت” فيما وزعت نساء منقبات ي مركز ولاية الكاف (شمال غرب) مناشير تحث على “الجهاد ضد الطواغيت”.

وقال رجال امن ان سلفيين اقاموا الاسبوع الماضي وليمة في مركز ولاية القصرين احتفالا بإصابة عناصر من الحرس الوطني والجيش في انفجار الغام أرضية زرعها مسلحون مرتبطون بـ”تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” في جبل الشعانبي من الولاية نفسها.

وأدت انفجارات لـ4 الغام في جبل الشعانبي إلى إصابة 10 من عناصر الحرس الوطني (3 بترت ارجلهم) و6 من الجيش (اثنان بترت ارجلهما).

وظهر مصطلح “الشرطة السلفية” في تونس أول مرة في شباط/فبراير، عندما استغل سلفيون الأزمة السياسية والامنية التي اججها اغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد (في السادس من الشهر نفسه) لتنظيم “دوريات” غير مسبوقة “لحفظ الأمن” بمناطق عدة في البلاد.

وتركزت هذه “الدوريات” بشكل خاص في مركز ولاية صفاقس (وسط شرق) وهي ثاني اكبر ولاية بعد العاصمة تونس، وسيدي بوزيد (وسط غرب) وستة احياء شعبية بالعاصمة تونس.

واعلن تنظيم “انصار الشريعة” السلفي المتشدد الذي يطالب بتطبيق الشريعة الاسلامية في تونس، في صفحته الرسمية على فيسبوك، في شباط/فبراير ان الهدف من هذه الدوريات هو “حماية الاعراض والممتلكات”.

وتوقفت هذه الدوريات بعدما اعتقلت وزارة الداخلية بعض من شارك فيها ما دفع تنظيم انصار الشريعة الى دعوة “جميع الاخوة في لجان الانصار الساهرين على حماية الاعراض والممتلكات (الى) ان ينسحبوا من الساحات من باب الحكمة والفطنة”.

ميدل ايست أونلاين

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..