المظاهرات واسلاميو المعارضة… شكوك ما بعد التغيير

الخرطوم : احمد عمر خوجلي
عندما انخرط زعيم المؤتمر الشعبي الراحل الترابي في مبادرة الحوار الوطني قبل سنوات كان ذلك مفاجأة صادمة لكثير من انصاره في الحزب وبل لحفائه في المعارضة بسبب التحول المفاجي في خط الحزب ودعواته لتغيير النظام بالثورة الشعبية مما شكل داعما قويا لحكومة المؤتمر الوطني ووقت إضافي مجاني منحها القدرة الى التفكير والتريب بعد الاهتزاز الذي احدثته في كيانها بعد أحداث سبتمبر 20013م . والآن ومع تكرار تجربة دعوات التغيير عبر حركة مشابهة لتلك والبلاد تحيط بها أزمة اقتصادية خانقة اعطت الحراك مزيدا من القوى والموضوعية والدعم الشعبي في الوقت الذي وجد فيه حزب المؤتمر الشعبي مشاركا فاعلا في الحكومة وفي مجالسها التشريعية فصار في ورطة كبرى بين البقاء في شراكته مع الوطني او وصول محاولة التغيير التي تتفاعل الآن وهو داخل مركب الانقاذ .
فالقيادي في الحزب ابوبكر عبد الرازق قال ان حزبه مستمسك بالحوار الوطني ووثيقته لعدم اطمئنانهم للخيارات المطروحة باعتبار انها غير محسوبة العواقب وان قطعوا بعدم المجازفة في اوضاع غير مضمونة ودعا عبد الرزاق القوى السياسية ان تحترم قراراتهم التي قال انهم لا يتخذونها بناءا على العاطفة واشار الى ان الحزب ترك للقواعد حريات الانخراط في الاحتجاجات . ربما الكثير من وجهات النظر المتطرفة من مجموع الإسلاميين في مختلف الأحزاب من قوى سياسية فاعلة في المعارضة ترى لأسباب فكرية ان معركته لن تكون مع الحزب الحاكم بل حتى مع الأحزاب التي تحمل خلفية اسلامية فقد اشار كمال عمر المحامي في حوارته السابقة انهم اندفعوا ناحية الحوار الوطني بعد ان شعورهم ان هبة سبتمبر لم تشركهم في العمل الجماعي التنسيقي المعارض الشي الذي شكل حافزا للترابي الاندفاع ناحية الحوار الوطني بدعاوي حفظ البلاد من التمزق والانقسامات .
امتحانات متكررة
وعلاقة الشعبي بالمؤتمر الوطني رغم مرورها في كثير من المراحل بفترات حرجة وصل الى حد اتهام الحزب بمحاولة نظام الحكم والتي زجت بكثير من عضويته وزعيمه الراحل في السجون والمعتقلات لكنها ظلت على الدوام تتصل بوتوجهات الحزب الفكرية والنظر الى دولة الانقاذ بانها ليست ملكا للمؤتمر الوطني وهذا الأمر منح المؤتمر الوطني على الدوام فرصة للمزايدة وصلت في كثير من الأوقات الى حد الابتزاز .. فقد شكلت مقولة الحفاظ على الدولة واحدة من اهم آليات الاستقطاب لعضوية المؤتمر الوطني أيام المفاصلة برغم الموقف المساند لوجاهة الرؤية التي قادها الدكتور الترابي وجعلته يتحول الى معارض بل ان الأمر استمر كوسيلة ماضية في استعادة اعداد من عضوية وقيادات الشعبي للوطني ومنهم على سبيل المثال محمد الحسن الأمين وبدر الدين طه وحتى الدكتور الحاج آدم يوسف الذي وصل الى منصب نائب رئيس الجمهورية بعد تحوله الى ضفة الوطني لكن غالبية تلكم القيادات صارت بعيدة عن مناصب الحزبية والتنفيذية بل ان الكثير من القيادات الأخرى من ذوات الوزن الثقيل صارت في حالة اشبه بالمعارضة او الاختلاف مع المسار الذي يمضي فيه الحزب ودولته .
وورطة الاستجابة لنداء ضرورة التغيير وبيان موقف واضح في وقت يسيطر فيه الغموض الأفق لا يمر بها الشعبي وحده ولكن ايضا حركة الاصلاح الآن برغم انها حركة مفتوحة وشاملة لكثير من المدارس الفكرية لكن وجود قيادات اسلامية راسخة مثل الدكتور غازي صلاح الدين وحسن عثمان رزق واسامة توفيق جعل صبغتها الاسلامية في صورتها لدى الراي العام والمجموعات السياسية المختلفة تبدو ويتم التعامل معها كجماعة اسلامية مثلها مثل المؤتمر الشعبي .
الكاسب
وعلى طول تجارب الشعبي ثم الاصلاح الآن في بيان مواقفهما القاطعة حول المستجدات والأحداث ودعوات تغيير النظام وضح حزب المؤتمر الوطني الحاكم يستفيد دوما مثلما يحدث الآن فهما بين أمران احلاهما مر الاتجاه والاستجابة للمساهمة في نداء التغيير بقوة او انتظار ما ستفسر عنه الأيام واذا عادت الأمور واستقرت لصالح الوطني يكون قد سحب الكثير من رصيد الشعبي في ومن عز في الرصيد والسيولة وعز فيه الحليف والنصير عندما يستثمر في هواجس البديل واوضاع المستقبل وحسابات الماضي .
التيار