الشخصية السودانية و الحساسية للنقد … لماذا؟!ا

الشخصية السودانية و الحساسية للنقد … لماذا؟!

رشيد خالد إدريس موسي
[email protected]

مقالان قرأتهما في هذا الموقع في وقت واحد. الأول كتبه , السيد / أحمد المصطفي إبراهيم بعنوان ( لو ما كنت سوداني) و هو تلخيص لرسالة وصلته من أحد الكتاب. و الثاني بعنوان ( الشخصية السودانية بين ضمور الأنا الفردية و تضخم النحن الجماعية) بقلم السيد / خالد محمد فرح ( دكتور). و من الصدف أن المقالين إصطفا جنباً إلي جنب عند نسخهما و تحميلهما في جهاز القراءة.
الحديث عن الشخصية السودانية يطول و يتشعب, كل يدلي بدلوه. و عندما يطول الحديث و يتشعب حول موضوع ما , فإن هذا يعد دليل عافية. و لكن عندما يقابل الموضوع المطروح بالنقد و الحساسية الزائدة لما يكتب, فإن هذا يشير إلي عيب في شخصيتنا السودانية, و هي الحساسية للنقد و عدم تقبله, حتي و إن كانت الأخطاء بادية للعيان. من هذا ما قرأته من تعليق كتبه أحدهم , رداً علي ما كتبه أحمد المصطفي إبراهيم. كتب المعلق أدني المقال : نحن خلقنا هكذا, و هذه طبيعتنا و عادتنا…. لماذا ينتقدنا كل من يسافر إلي خارج البلاد و يعود ؟
لنتفق أولاًً و نقول , أننا شعب , مثل بقية خلق الله لنا حسناتنا و لنا عيوبنا, و لنا خصوصيتنا السودانية التي تميزنا عن بقية الشعوب, و هي جزء من هويتنا , و جزء من موروثنا. ما يميزنا من حسنات في حاجة إلي تدعيم . و أن العيوب التي تعاني منها الشخصية السودانية, في حاجة إلي نقد و نقد ذاتي , و في حاجة إلي علاج, حتي نتمكن من التخلص من هذه العيوب, التي تقف حجر عثرة في طريق تطورنا. لم نخلق هكذا, و إنما البيئة التي نشأنا فيها, غرست في نفوسنا بعض العادات و التقاليد الضارة. و لنتفق و نقول, أن ليس هناك إنسان كامل و ليس به عيب, ذلك أن الكمال لله وحده. هذه بديهية ليست في حاجة إلي برهان. إذن لماذا الحساسية للنقد, و بدون مبرر؟
لست بصدد الإفاضة في الكتابة و تعداد الحسنات و العيوب, التي تعاني منها الشخصية السودانية. هذا حديث يطول و يتشعب, و قد سبق أن كتبت عن ما يدعيه البعض ,من كسل يميزالسودانيين. لكني أري , أنه لابد من العمل علي محاربة هذه العادات و التقاليد الضارة, و التي ينتج عنها سلوكيات سالبة , تميز هذا السوداني و تخصم من رصيده, و خاصة في سوق العمل الخارجي.
إن السبيل إلي العلاج و التقدم إلي الأمام, هو التعليم ثم التعليم, وبث الوعي و الثقة بالنفس , و ضرورة النقد الذاتي و تقبل النقد. جاء في الأثر : رحم الله إمرئ بصرني بعيوبي. و جاء في الأثر : أن المرء مرآة أخيه.
ثم هناك تعلم أداء الواجبات, قبل المطالبة بالحقوق. و أن يعترف المرء بخطأه, و يقول معذرة, لقد أخطأت. هذه من مظاهر الشجاعة و الرقي, و ليست من الجبن و الإنكسار.
أطرح هذا الموضوع للنقاش عبر هذا الموقع.

الرياض / السعودية

تعليق واحد

  1. مناقشة موضوع الشخصية السودانية يا اخ رشيد يحتاج لعلماء في علم النفس وعلم الاجتماع لانها شخصية فريدة في نوعها والدليل علي ذلك اراء جميع شعوب العالم في هذه الشخصية في تميزها بالطيبة التي تصل لحد السذاجة ودي واحدة من الميزات التي تتمتع بها الشخصية السودانية.قال لي احد اصدقائي بان الشعب السوداني يعاني من مرض الشذوفيرنيا وفي اعتقادي ان كلامه فيه جانب كبير من الحقيقة!!!اما مسالة عدم تقبل النقد فاعتقد انها ناتجة من عدم الثقة بالنفس.ارجو من الاخوة الكرام في راكوبتنا الادلاء بارائهم في هذا الموضوع لنصل لتحليل علمي ومنطقي لشخصيتنا السودانية والرجاء البعد عن الاسفاف .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..