سيّدي .. لماذا ظلمتني!ا

تراســـيم..

سيّدي .. لماذا ظلمتني!!

عبد الباقي الظافر

جاء أربعة رجال إلى داري في منتصف إحدى ليالي فبراير 2011.. أخبروني أنني مطلوب في تحقيق في رئاسة جهاز الأمن.. إمعاناً في التطمين اقترحوا عليّ قيادة عربتي حتى أعود لأهلي بعد انتهاء الاستجواب.. صدّقتهم.. عصّبوا عينيَّ وتولُّوا قيادة عربتي.. بعد جولة قصيرة في المدينة أدخلوني إلى أحد بيوت الأشباح.. انهالوا عليّ ضرباً وشتماً وتجريحاً. فتحت بلاغاً بقسم امتداد الدرجة الأولى بالخرطوم متهماً.. ثمّ عقدت مؤتمراً صحفيا متّهماً رجلاً يدعى الملازم محمد عبدالله النور باختطافي وتعذيبي.. بعد قليل اتضحت الصورة.. الذين فعلوا ذلك وصادروا عربتي الحكومية لم يكونوا من منسوبي جهاز الأمن.. الحقيقة أنّهم من إخوتنا السابقين في قطاع الطلاب.. العمليّة نفذها مكتب الأمن والمعلومات. لم يكن عسيراً على شخص مثلي عمل سنوات طويلة داخل ردهات المؤتمر الوطني الوصول إلى الحقيقة.. بدأت رحلة البحث عن أعدائي.. أعلى القائمة وضعت اسم المسئول الأول عن المكتب الأمني.. بذلت جهداً كبيراً للوصول إلى عنوانه.. ذهبت إلى منزل أسرته الكبيرة في أمبدة.. أحالوني إلى العنوان الصحيح.. ذهبت إليه في منزله في جبرة أو الصحافة.. قابلتني ابنته الصغيرة في المدخل خالجني إحساس أن أخطف فلذة كبده.. استغفرت الله وقد كان الشهر رمضان.. فوجىء بزيارتي.. قرأتُ الرعب في عينيه.. أنكر الاتّهام ثمّ لاذ هارباً من مواجهتي متحججاً بصلاة التراويح. نسيت هذه القصة إلى أن فوجئت بإعلان غريمي معتمداً في ولاية الخرطوم.. بدأت أفكر في الذكرى الأليمة من جانبها الإيجابي.. تلك (السياط) التي أدمت ظهري كانت النقطة الفاصلة في حياتي السياسية.. لولاها لكنت من العائدين أفواجاً إلى ركب النظام الشمولي في السودان.. تحت إثر ذلك التعذيب الوحشي عرفت أنّ أرض الله واسعة.. في الغربة عرفت مئات الحكايات.. قصتي كانت مجرد وصلة من المرح في مسرحية تراجيدية متزاحمة الفصول.. إذن أنا الكاسب في تلك المعركة. في كل قضايا التعذيب الخاسر ليس دائما هو الضحيّة.. بل عناك الأثر النفسي الذي يظل يلاحق الجلاد طوال عمره.. اقترح تسوية تريح الجانبين .. وصفة استخدمت لوقف ترياق الكراهية في جنوب إفريقيا.. تجربة تمّ استخدامها في المملكة المغربية وأثبتت جدواها في بث روح التسامح داخل المجتمع. الحقيقة والمصالحة والمصارحة يحتاجها مجتمعنا اليوم.. فكّروا معي في منظمة اسمها مثلاً (لماذا ظلمتني؟)..الضحايا يقيدون أسماءهم ويحددون خصومهم بالاسم.. بداية يتعهد الطرفان باللجوء أولاً لهذه الآلية.. يترك الطرفان في غرفة مغلقة.. الضحيّة يقدم اتهاماته والجاني يرفع مرافعته.. مرة وأخرى .. في النهاية سننزع الغل من قلوب الضحايا.. الاعتذار يريح الجناة أيضاً. ليس هذا باب للإفلات من العقاب.. ولكنّه مدخل صحيح لبناء وطن متسامح..صحيح هنالك بعض الجرائم ربما تكون أكبر من أن تعالج عبر هذه الآلية المجرّبة. سيّدي المعتمد أنا اتهمك بتسبيب الأذى النفسي لشخصي الضعيف.. أطلب منك أن تتحلى بقدر من الشجاعة لنكون أنا وأنت مثالاً للتسامح.. لم أذكر اسمك سيدي المعتمد حتى لا أظلمك قبل أن استمع إلى مرافعتك.. تعال أخي لنكون أنا وأنت أول عضوين في جمعية (لماذا ظلمتني؟).

التيار

تعليق واحد

  1. عرفنا أهلك ما علموك بأنو أكل السحت حرام ,,,,,, كمان ما علموك أنك ما تمشي مع زول ما بتعرفو ؟؟؟؟؟ ساكت كده مشيت معاهم ؟؟؟؟ بدون حتى ما تسأل عن بطاقة أو أي اثبات هوية ,,,, ساااكت كده !!!!! والله حيرتنا معاك ,,,, ياخي نحنا حتى نمر عرباتم حافظنها ,,,, أقول ليك شنو بس ….. تستاهل مش ضرب السياط ,,,,,, تستاهل ضرب الجزم كمان ,,,,, بيني وبينك كده ,,,,, الموضوع ده حصل صحي صحي ,,,, ولا دي وهمة من وهماتك ؟؟؟؟

  2. دى وهمة من وهماته .. انظر إليه يقول فى إحدىليالى فبراير وكان ذلك يوافق رمضان 2011 ترى هل جاء رمضان هذا العام مرتين إحداهما فى فبراير ؟ إذا كنت كذابا كن ذكورا!

  3. الله يكضب الشينة فعل بك مافعل وانت اخوهم فى قطاع الطلاب طيب حافعل شنو بالمعارضين اللهم لا نسألك ردالقضاء ولكن نسألك اللطف بعبادك فهذة البلد اما انت يا الظافر تستاهل بعد هذة العلقة برضو واقع لينا شكر فى الاكلو عدس وزبادى خلاص عرفنا السبب خائف من العلقة التانية واللهم لا شمات فى حكم

  4. يا ابو اواب العلقة والتعذيب كان فى فبراير واكتشاف هوية الفاعل كان فى شهر رمضان يعنى نحت مخولمعرفة من من اخوته السابقين فى المؤتمر الوطنى فعل ذلك فى خمسة شهور موش كدا ياالظافر والله من حكاية الزبادى والعدس الناس فقدت الثقة فى مقالاتك الليلة طلعت لينابقصة جديدة فهمنا منها انك اختلفت مع الجماعة وانسلخت منهم يعنى انت الان شعبى؟؟؟

  5. من الي قالك اكتب مقال بهذا الشكل اكيد نفس المحافظ الي ارتكب تلك الجريمة البشعة لاني اعرف اقلام اصحاب جريدة التيارة مدفوعة الاجر .

  6. والله فكرة حلوة الشعب كلوا يجي يقول للبشير ظلمتني ليه؟ بس وسومحك سومحك سامحناك

    ويجي الرجال الرجال اللي إتعرضوا للإغتصاب سومحك يسامحوا مغتصبيهم

    ويجوا ناس دارفور المشردين والنازحين والمصابين من ضرب الطائرات ووووووو

    ياخي أخدتا ليك صوتين من زملانك الكيزان وعاودك الحنين عشان تسامح . طيب شعورك شنو لو إغتصبوك إنت أو أمك أو أختك بتسامح برضو ؟ عليك الله رد على تعليقي دا

    دا يوم القيامة ربنا بيقتص للشاة العجفاء من القرناء

  7. انتوا عاوزين تجننونا ولا شنو ؟ …………………….. قال: لماذا ظلمتني!!
    انتو ياالكيزان بتفتشو ليكم في مخرج ………….. لا مافي تسامح البلد دي تاني مابتسعكم معانا.
    ياناس الراكوبة الزول دا شوفوا ليهو حل.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..