الإنهيار الإقتصادى قادم..!!

فيصل الباقر

وصلت الأزمة الإقتصادية فى البلاد إلى مرحلة اللاعودة، وبلغ سيلها الزبى، وما عادت سياسات ” ترقيع الجُلباب ” بقادرة على مُعالجة فساد الطبقة الحاكمة، وعلى رفع ما يسمونه ” البلاء ” و ” الإبتلاء” ، ويريدون تحميل الشعب مسئوليته، كذباً وافتراء، بمطالبة الجوعى والفقراء بالعودة إلى الله ! ..وها قد عجزت كُل المُسكّنات اللحظية، عن كبح جماح غول سياسات ” التمكين ” الإقتصادى، بعد السياسى، فقد أصبح – الآن- الإنهيار الإقتصادى حقيقة بائنة، لا مفرّ منها، وقد ظلّ الإقتصاديون – من مختلف المدارس الفكرية- يُنبّهون، ويحذّرون، بل، ويطرحون السياسات الإقتصادية البديلة، دون أن تستمع لآرائهم القيّمة، الدولة القمعية، بل، ظلّت أجهزتها الأمنية، تواجه الإنتقادات، والإحتجاجات السلمية، فى كل مرّة، بالمزيد من إنتهاكات حقوق الإنسان، وفى مقدّمة ذلك، مواصلة مُصادرة الحق فى التعبير، وتخوين الرأى الآخر والمُختلف، ومنعه و قمعه، بالإعتقال والتعذيب، كما ظلّت إمبراطوريتها الإعلامية، تضخ الدعاية الكاذبة، وتبث التطمينات الوهمية، وتُغرّد بقرب ميعاد زمن الوفرة، والإكتفاء الذاتى، بل، والتصدير، بدلاً عن فتح الإعلام، لمختلف الآراء، وإدارة حوار جاد وبنّاء، لمناقشة قضايا الإقتصاد، بكل صدق، وشفافية، وفق توفير المعلومات الحقيقية للجمهور.
لقد فشلت كُل الروشتات الوهمية، التى كتبها أطباء الإقتصاد الإنقاذى، فى علاج المرض الحقيقى، وذلك، لأنّها ظلّت تتعامل مع الأعراض، وتترك الأمراض، وفى مقدّمتها داء الفساد، الذى أصبح مؤسسة كاملة الدسم، وها قد ثبت للجميع أنّ الدولة الإنقاذية، ومشروعها الحضارى، لا يهمّهم علاج الأزمة الإقتصادية، بسبب طبيعة النظام وسيادة الإقتصاد الطُفيلى، وكل الذى يُمكنهم فعله، فى مواجهة الرفض الجماعى لسياساتها التدميرية، هو المزيد من التنكيل بمنتقدى ومُعارضى سياساتها التى أوصلت البلاد لهذا الوضع، وهاهى دوائر ومساحات زرع الخوف، والقمع والإعتقال، تكبر وتتّسع رقعتها، يوماً بعد يوم، فيما تتواصل حُمّى وجنون ارتفاع الأسعار، كنتيجة موضوعية، وحتمية، لسياسات (رفع الدعم )، الذى طال كل شىء، من الدواء والغذاء ( الخبز ” العيش” )، إلى كُل الخدمات، الضرورية للناس العاديين، من مواصلات، إلى تعليم، وانتهاءاً بالصُحف، التى أعلنت عن زيادة جديدة فى الأسعار، ستُنفّذ من أوّل ديسمبر المُقبل، وبدلاً من التفكير الجاد فى علاج ناجع للأزمة، تمضى الدولة، فى السير فى طريق العلاج الأمنى، أى ” الدعم الأمنى”، بزيادة جرعات القهر والإذلال للمحتجين على الغلاء، الذى لم يعد ممكناً التعايش معه، لتشمل مظلّة القمع الأمنى، فئات إجتماعية جديدة، ما كان الإعتقال والقمع والتنكيل المُباشر قد وصلها، من قبل.
الآن، اكتملت حلقات انهيار النظام، ولاعاصم لكم من غضبة الشعب، وسستواصل المقاومة، فى طريق انجاز شعار ” الشعب يُريد اسقاط النظام”، وقد بلغ السيل الزبى، وكما قال الشاعر أحمد مطر” فإذا ما أصبح العيش قريناً للمنايا،،،فسيغدوا الشعب لغماً،،،وستغدون شظايا “…فقد آن أوان التغيير.
فيصل الباقر
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. العنوان غير موفق, لان الافتصاد اصلا انهار منذ فقدت الدولة القدرة على :
    1/ احداث اى تنمية اقتصادية ببناء مشاريع انتاجيةمنذ عام 89
    2/ انقاذ المشاريع الانتاجية التى دمرت
    3/ معادلة الميزان التجارى على الاقل
    4/ التوسع او على الاقل المحافظة على الخدمات التى تقدمها الدولة
    5/ البيع فى اصول الدولة لمقابلة النقفات و هذا قمة الفشل
    لذا من الموقف ان يكون العنوان : المصير الاسود الذى ينتظر السودانيين من الانهيار الاقتصادى , التدقيق فى الكتابة الصحقية مهمة و ليس الغرض كتابة و السلام لان الكتابة السياسية الغرض منها التوعية بالاضافة للمعلومة.

  2. لدماء التي سالت والتي ستسيل مستقبلا فان الله سيسأل عنها الرقاص لانه فشل في اطعام الناس وتامينهم من الخوف ورب البيت سبحانه وتعالي اوضح ذلك في سورة قريش اللهم ارفع غضبك وسخطك عن اهل السودان وابدلهم حاكم يخافك ويخشاك ولا يخشي امريكا او الاتحاد الاوربي حاكم عادل صادق امين متجرد يختار البطانة الصالحة التي تحضه علي فعل الخيرات وتنصحه ان حاد عن جادة الحق مش عصابة هي لله التي تسرق باسم الدين وتفسد باسم الدين
    صاحب التعليق مييسى

  3. اكثر مايحزني ان هذا السودان العملاق اصبح كالشجرة علي جرف هاويه كل هذا من السياسات الخاطئه وجبروت الحزب الواحد

  4. اعرب الجمله الأتيه : الدعم اترفع و اتفتح و اتكسر و انضم و الناس في حالة سكون .

  5. الى كل من يتشكك بان الاقتصاد السوداني في حالة انهيار تام
    حتى البحبوحة والترف الذي عليه حكومة المؤتمر الوطني ومحاسيبها لم يعد يمكنهم الاستمرار فيه الا بزيادة سعر الدواء وكل شئ
    بلا شك ان امريكا في غاية السعادة وهي ترى ان سياسة العقوبات التي فرضتها على حكومة المؤتمر بدات تؤتي اكلها وبدات تظهر ملامح فعاليتها رغما عن ان الشعب السوداني قد دفع الثمن حتى انه لم يستبق شيئا لديه والان جاء دور حكومة المؤتمر الوطني ان تدفع الثمن حيث من المرجح ان تقوم ادارة ترمب الجديدة بالضغط المحكم حتى لا تجد حكومة المؤتمر الوطني مناصا من منح الشعب الحرية ليمارس حقه في التظاهر تحت المراقبة الامريكية والمجتمع الدولي وفقا للدستور السوداني وحقوق الانسان وتلك نهاية كل ظالم متجبر
    الطبخة الامريكية استوت تماما وحان قطافها

  6. والله يافيصل دائما تكتب فى الصميم حتى اصبحت كاتبا مميزا تتبع مقالاتك الملاين من السودانين قراء الصحيفة الحرة الراكوبة: وبمناسبة الغلاء الجنونى للاسعار: ارجو قبول اسامى فى شكل سجع:-

    ((( كان شفتو الليله ابو عمار / حالف ألا يزيد الأسعار / قال مافى بديل وألا حتنهار / وهو حاكم 27 سنه بالنار / وكل سنه مخروتين كأنو قمار / البترول الفى اتبخر وطار / المشروع والمصنع بقو آثار / السوق والكبرى أكلهم فار / لعب والله واستهتار / وصل حدو حكم السمسار/ وحيرفعهم الشعب يوم فى الدفار)))

    الاتهى وامر ان (10) شركات طيران ستتوقف تماما عن تسيير رحلاتها الى السودان بعد (10 ايام) فقط اى فى 30/11/2016م, وذلك لافرازات الحكومة وسياساتها الرعناءالتى, وتوقف شركات الطيران معناها قتل ممنهج للسودانين حيث يبقون بالداخل ولامخرج لهم حتى تصعد ارواحهم من الضيق والكرب والجوع والعوز الى ان يأتى يوم ان يأكل السودانين بعضهم البعض, وهذه الغاية الكبرى للهذا النظام الفاسد, وعلى العموم يافيصل, بالرغم من اننى سودانى واعانى الامرين, الا اننى اقول لكل السودانين بالداخل كلمة واحدة وهى ( تستاهلوا) لان جميعهم دون استثناء بلغت ارواحهم الحلقوم وهم فى نوم عميق مما شجع الحكومة الضالة ان تفعل بهم الافاعيل, ولسة القادم اصعب.
    وهنا يافيصل سؤال مهم جدا: ( لماذا تفعل الحكومة كل هذه الافعال؟؟؟؟ ) الاجابة بسيطة جدا وهى : ( تسليم واستسلام وخنوع وقبول وخوف وجبن وعجز وارتهان الشعب السودانى هو ماجعل هذا الحكومة الضالة ان تفعل بهم ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر), وهم فى نوم ثبات عميق. مش لى حق اقول (يستاهلوا). >>> ولا يغير الله بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..