أيام ..صحافتهم تلك …وصحافة ..أيامنا هذه ..!

أيام ..صحافتهم تلك …وصحافة ..أيامنا هذه ..!
محمد عبد الله برقاوي..
[email][email protected][/email]
البروفيسور الراحل العلامة الدكتور عبد الله الطيب ..عطّر الله ثراه بقدرما أثرى حياتنا متعة بالمعرفة في شتى الضروب الأدبية والثقافية والروحية ، كان يقول دائما كل قديم كان في زمانه حديثا ، وكل حديث في زمانه سيؤول الى قدم !
والمعني المفهوم من ذلك القول الحكيم أن الذي يشيخ أو يتبدّل ليس الزمان في حد ذاته وانما مكوناته من البشر فهما وعاطفة وسلوكا ومظاهر حياتهم وخيوطها وهي ترسم نسيجهم الحضاري والمعرفي وفقا للمعطيات الثقافية والاجتماعية والعلمية والمعيشية الاقتصادية التي تؤثر في تركيبة الفرد وبالتالي تنسحب على طبيعة تكوين العقل الجمعي في المكان والزمان !
ومن طبيعة البشر أن كل جيل يتحيز لانجازاته ، لكن يظل القياس في المفاضلة بين المراحل واردا وحقا مشروعا في رفد أو رفض ذلك التشبث بالمقارنات التي تأتي في مقام التوجيه والنصح بل وحتى التقويم من طرف الشاهد المجرب الذي يسبق الآخرين بالمعايشة الواقعية لاسيما اذا كان معاصرا لأكثر من حقبة فلا يبخل ببسطها من قبيل الحرص على اعتدال عود الشجرة التي يستظل بها مع زملائه وزميلاته !
الصحافة ظلت بيتي الذي رضعت تحت ظلاله حب الكلمة وتشكلت فيه ملامح رؤاى الحياتية على تواضعها ، وان لم أحترفها كمهنة ، وهذا ما زاد من تسارع نبض العشق داخل صدري نحوها !
سعدت كثيرا بأن تتلمذت على اياد دهاقنتها في زمانهم ، وزادت سعادتي أكثر أن عشت حتى أرى فيها بكل الفخرالوفا من شباب اليوم أناثا وذكورا ، يعمرون صفحاتها بشتى الوان الحروف !
ولكن يسؤني ويحزنني أيضا أن أرى بعضهم ربما في سبيل لفت النظر او اكتساب شهرة أو مال أو حربا بالانابة عن الآخرين ، وهم يتقاذفون بأحذية البذءات والقتل المعنوي التي تجرح مشاعر القاريء ولاتصب في ماعون معارفه ، الا بمعين الفضائح ونبش العيوب التي قد تطيش فيها تلك المقذوفات وترتطم بالعروض والأهل والعشيرة أو الخلقة !
وهذا يدعوني الى اقتراح أقدمه دون مقابل الى المؤسسات الصحفية ، بان تطلب من مستخدميها لاسيما المستجدون منهم ، بان يقضوا شهرا في تقليب أرشيف صحافة أيام زمان ، قبل أن يمارسوا الكتابة في صحافة هذا الزمان ولكن شريطة الا يكون أصحاب الدارمن كبار المنصب والقلم والقرطاس أنفسهم ضاربين بالدف !
فتتوفر بذلك للقادمين الجدد قاعدة القدوة الحسنة ماضي وحاضرا ليتشربوا من أخلاق المهنة التي أرسى دعائمها المتينة اساتذة عاركوها بالسليقة التي يتفوق فيها حب الصحافة على احترافية التكسب منها ، و كان يغمرهم الشعور الوطني غرقا وهم يؤدون رسالة قيادة المجتمع وريادة الرأي العام ويتماسك نسيجهم تماهيا في بعضهم حتى لاتكاد ان تميز بينهم ولا تتسأل عن اختلاف دورهم التي يمثلونها وهم يتسامرون في آخر الليل عند ملمات الاخاء الذي لا ينقطع بينهم ، الا بفراق الأجساد التي تحل محله حلو الذكريات!
فيا شباب وشابات اليوم وأنتم تمسكون بسلاح القلم الذي قد يكون قاتلا !
لا أحد يمنع الخلاف بينكم في الرأى أو الرؤي ، فالانسان بطبعه يتمسك برأيه وأحيانا بتشنج وتصلب الا من رحم الله وهدى ، ولكن ذلك لا ينبغي أن يكون بتجاوز الأصول و بعناد يستعصي على مثالية ادارة الخلاف بالمنطق والقول الحسن ، ان كان تباين الأراء حول شان عام ، بعيدا عن ممحاكات الغرض الشخصي !
فكونوا بقدر مسئؤلية الكلمة التي ستبقى من بعد الفناء شجرة أما طيبة ترفع من ذكر قائلها وأما خبيثة تحط من قدره وهي تنمو على تربة التاريخ الذي لا يرحم !
فهلا رحمتم أنفسكم وقرائكم ومن ثم نحن أهل الهم المشترك وان كنا نناشد من مدرجات الحادبين ليس الا . .!
والله من وراء القصد.
محمد عبدالله برقاوى .
لا فض فوك .
لا بد من التشديد على الكتاب المبتدئين وتعليمهم أصول الكتابة .
ولكن ماذا نقول لثورة التعليم الفاشلةالتى افرزت لنا سواقط من اصحاب الأقلام الرديئة التى لا تعرف حتى أصول الكتابة الصحيحة من أملآء ونحو وصرف , ناهيك عن تبنى الافكار والاطروحات التى تشغل بال القرآء .
أصبح القآرئ فى زمننا هذا أكثر تثقيفاً وعلما من الكاتب ( الموضوع بقى ماشى بالقلبة ) .
هذا زمانك يا مهازل فامرحى .