الشريعة الجديدة..!ا

العصب السابع

الشريعة الجديدة..!

شمائل النور
[email protected]

ثمة حلقة مفقودة في خطابات الرئيس بعد إنقضاء فترة الإستفتاء،فمنذ أن بدت معالم دولة جديدة بالجنوب أعلن الرئيس في خطابه الجماهيري الشهير بولاية بالقضارف عن انه بعد إنفصال الجنوب لا تهاون ولا تراخي في تطبيق الشريعة الإسلامية في السودان الشمالي وليس هذا فحسب بل إعتماد اللغة العربية كلغة أساسية..صحب هذا الخطاب ضجة كبيرة وتساؤلات عريضة تباينت ما بين الإستياء والدهشة عن ماذا يقصد الرئيس بتطبيق الشريعة الإسلامية،هل يتحول السودان إلي طالبان،وأعتقدنا حينها أن الخطاب جاء في مقام الرد على فتاة الفيديو التي طبقت عليه حدود الله بطريقة لا تمت إلي الله بصلة،وترجم كثيرون مقصد الرئيس من الخطاب هو لا تهاون في إقامة حدود الله،لكن ما تلى خطاب القضارف من خطابات كانت كلها تؤكد شريعة خطاب القضارف.

السؤال..كيف كان يٌحكم السودان قبل إنفصال الجنوب عن الشمال،وإذا افترضنا ان هناك بعض تهاون في تطبيق الشريعة الإسلامية كمطلب للجنوب بأغلبيته الساحقة من المسيحيين…فهل كان يمنع ذلك تطبيق الشريعة،ولماذا التراخي أصلاً.؟وهل في الأصل ابتعدنا عن حكم الشريعة..وكأن الأمر يعني أن وجود المسلمين وغير المسلمين في بلد واحد ينتقص من تطبيق الشريعة شيئاً.ويتساءل كُثر عن كيف سيكون السودان الشمالي بعد تطبيق الشريعة وكيف كان قبلها أصلاً.؟فعلى المستويات المجتمعية مثلاً لا يوجد أدنى فرق يُمكن ان يغير واقع الحال،وعلى مستوى الدولة هل كان الدستور وكل القوانين قبل الإنفصال غير إسلامية،هل أجبرت الدولة على التنحي عن شرع الله.مقابل أن تكون الوحدة جاذبة.؟ هب أن الوحدة قد تحققت بين جنوب السودان وشماله،وأي وحدة تلك التي تأباها الشريعة الإسلامية.؟

خطابات الرئيس تتوالى وفي كل مرة التأكيد يأتي بصورة أقوى من التي قبلها،وفي كل مرة يجول في ذهنك ألف سؤال حتى تتخيل انك تحتاج إلي الرجوع إلي نصوص القرآن والسنة لتخرج بمعنى آخر للشريعة الإسلامية..وكأن المقصود بتطبيق الشريعة..شريعة أخرى جديدة علينا ونحن لا نعلمها،الحديث المتوالي بتطبيق الشريعة الإسلامية على دولة شمال السودان بعد الإنفصال والتذكير به على الدوام ليس هو حديث عادي مثله مثل أي حديث.

في تقديري ان المقصد من هذا الحديث هو مقصد سياسي أكبر مما نتصور،هو مقصد يؤطر لكيان عربي سوداني ويُحدد ملامح الهوية لدولة السودان العربية أولاً ثم الإسلامية،نعم العربية أولاً،والتأكيد على اللغة العربية لهو أخطر من تطبيق الشريعة الإسلامية..وخصوصاً ان حديث هنا وهناك عن كونفدرالية بين مصر والسودان الشمالي قبل رحيل مبارك،فهذا الحديث ليس هو مقترح عادي تبناه عدد من الكُتاب والمفكرين وبعض القادة السياسيين بقدر ما انه مشروع استراتيجي واسع الأهداف،خطابات الشريعة لا تعني الشريعة في ذاتها..هذا الحديث يحمل رسائل عديدة مابين تنفير البعض والبعض هنا معلوم للجميع،وتأكيد لهوية السودان العربية الإسلامية،وهذا هو الهدف الأساسي..وحتى يصبح السودان دولة عربية (Pure) فالإسلام خير مُعزز لعروبة السودان التي تحوم حولها كل شبهات العروبة..والله أخشى أن يُقبل السودان بالفعل على مرحلة فرز ألوان.

التيار 17-2-2011

تعليق واحد

  1. حكومتنا كما وصفها الصادق المهدي زي السيارة ترمي اشاره يمين وتلف يسار ….مجموعه غوغاء ومتطرفين وحراميه وحالمين حار بيهم الدليل

  2. WHAT APPALLS IS THE THREATENING NATURE OF THT SPEECH WHEN IT CAME TO SHARIAA LAWS
    , HOW COME THAT A LEADER THREATENS HIS OWN PEOPLE AND WITH WHAT,, THE SHARIAA LAWS? =

  3. الشريعة المفتري عليها هي لعبة النظام و " الجوكر" الذي يستخدمه، و طوال عشؤين عاما من الصياح و الكواريك عن الشريعة و كل الادعاءات بان السودان مستهدف بسبب الشريعة كانت مجرد ديكور للاستيلاء و البقاء في السلطة باستغلال الاسلام و الشريعة، و الرئيس رجل علي قدر حاله في الفهم يعني ببساطة بليد و عوير و اهبل، و لكن ما " يكورك " به و يرقص معه من تصريحات هي املاءات ممن يمسكون خيوط مسرح العرائس … تصريحات الاراجوز المملاة عليه تقود لسؤال مهم: لماذا لم يطبق هؤلاء الشريعة و قد كانوا يحدثونا بانها مطبفة؟ لماذا تنازل تنظيم المافيا الحاكمة الذي يهضرب بالشريعة و يدعي مجيئه من اجلها لماذا تنازل عن الشريعة طيلة عشرين عاما؟
    و هل يجوز النتازل عن الشريعة؟
    كل خطرفات الرئيس و حديثه عن انهم سيطبقون الشريعة بعد انفصال الجنوب ما يعني انهم تنازلوا عنها و لم يطبقوها حتي الآن

  4. الحقيقة التي لا مراء فيها أنه شرف لكل مسلم أن تكون العربية لغته بما كرمها الله بأنها لغة القرآن الكريم واللغة العربية ليست ملكا لأحد ولا لأمة من الأمم وقد كانت العربية لغة السودان من قبل عمر البشير وستبقي بعده ما دام هناك مسلمون في السودان ومادام هناك قرآن يتلى في أرضه . ولايجب أن تعمي المعارضين للإنقاذ كرههم لها عن إدراك هذه الحقائق البدهية . أما عروبة أهل السودان فالمرجع هو حديث المصطفي (ص) حيث قال "ليست العربية بأبي أحدكم ولا بأمه فمن تكلم بالعربية فهو عربي ".وليقل البشير ما يشاء لكن أن يتخذ كلامه للطعن في مقدسات الأمة فليس ذلك ما يحقق أهداف المعاؤضة ولا يخدم تطلعاتها. ولقطع الطريق أمام المتأسلمين يجب أن يتوخى الناس الحذر عند الحديث عن ثوابت الناس ودينهم الذي ليس هو شعارات المتأسلمين الذين يقصدون الفتنة وشغل الناس عن فسادهم بصرف انظار الناس وجرهم لمثل هذا الجدل.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..