ميسي أو رونالدو .. من يحميهما؟

قلّم النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي أظفاره على دكة البدلاء وتحرق مثل الجمر بانتظار إشارة من مدربه تيتو فيلانوفا لإشعال فتيل كاتالونيا في “كامب نو” والرد على الغزو الفرنسي الذي قاده السلطان السويدي زلاتان ابراهيموفيتش!.
وعندما دخل الملعب في الدقيقة 62، لم يركض كثيراً وبدا كأنه “يلعب واقفاً” لكنه أظهر شخصية اللاعب القيادي وسجل العلامة الفارقة في الميدان بلمسات سحرية كانت وراء الهدف البرشلوني بمرمى باريس سان جيرمان بعد 8 دقائق فقط من اشتراكه بديلاً لزميله سيسك فابريغاس.
الدقيقة 62 “التاريخية” حملت الكثير من المعاني الفنية لكل متذوقي كرة القدم، فقد فرض وجود “البرغوث” إيقاعاً مغايراً لبرشلونة في الشوط الثاني بعدما عانى أبناء كاتالونيا الأمرين في الحصة الأولى وكادوا يدفعون ثمن جلوس النجم “المصاب” احتياطياً.
شخصية برشلونة الحقيقية لا تظهر إلا بوجود ميسي، كيف لا؟ إذ برهن للملايين أنه قادر على قلب المجريات وإبراز دور تكتيكي “حاسم” ليس بصناعته الهدف فقط وإنما في حسن التعامل مع اللحظات الحرجة التي أعقبت التعادل بقدم “معذب الفرنسيين” بيدرو رودريغيز.
وعلى الرغم من أن قاموسه يخلو من كلمة “إهدار”، بيد أنه أهدر وقت الفريق الباريسي بشغل لاعبي الأخير في وجوده والابتعاد عن المجازفة في الاندفاعات الهجومية فضلاً عن احتفاظه الايجابي بالكرة ودقة تمريراته مما أجبر رجال المدرب الإيطالي كارلو أنشلوتي على التراجع لحماية مرماهم من لدغة ثانية كانت ستحمل توقيعه.
برشلونة يمتلك أسماء رنانة يتقدمها أندريه انييستا وتشافي هيرنانديز وديفيد فيا إلا أن العلامة الفارقة تجسدت في الملعب، الأربعاء، بحضور ميسي فهو وحده القادر على إنقاذ البارشا من براثن الخصوم الغاضبة وأكثرهم شراسة “العملاق ابراهيموفيتش” الذي كاد ورفاقه يخرجون من ملعب الجحيم منتصرين بعدما ظن كثير من المراقبين أن البرشا سيتلاعب بهم أمام 90 ألف متفرج.
لا يمكن تصور كرة القدم في العصر الحالي من دون ميسي وغريمه التقليدي أسطورة ريال مدريد “الدون” كريستيانو رونالدو، فهما نكهة اللعبة، وبغياب أحدهما عن الملاعب بداعي الإصابة أو أي موقف طارئ، فإن على الجماهير انتظار “مرارة الحنضل” في مباريات البرشا والريال وعدم توقع وجبات رئيسية مغرية في كل موسم كروي.
أخيراً، لا بد من توجيه رسالة إلى كل مدافعي العالم مفادها “ابتعدوا عن ميسي ورونالدو!”، وبات “واجباً كروياً” على قضاة الملاعب بحمايتهما من الإصابة التي قد تحرم الجماهير من فنونهما كما حرمتهم في تسعينيات القرن الماضي من قناص ميلان الايطالي، النجم الهولندي “الخالد” ماركو فان باستن الذي أبعدته ركبته المصابة عن الملاعب في عز عطائه!.
Eurosport