مشاكلنا الاجتماعية (1)

٭ رجعت إلى ارشيف صدى في الصحافة لمدة عشر سنوات وتأملت ما كان يشغل الساحة الاجتماعية في عام 7002 وقفت عنده كثيراً ورأيت ان اطلع قراء صدى عما دار في تلك الأعمدة الثلاثة لنرى كلنا ما حدث في هذه السنوات العشر.
٭ عبر الهاتف اتصلت بي قارئة.. اخجلت تواضعي كثيراً قالت لي أنك تناقشين قضايا كثيرة وحيوية وتغوصين في أعماقها.. ولكني أحسست بأنك لا تتعمقين في مشاكلنا نحن الشابات.. قلت لها هل مشاكلن خارج أطار مشاكل هذا المجتمع قالت مشكلة الزواج.. نريد منك ان تلملمي أصداءها وتناقشيها.. وعدتها ووضعت التلفون وداهمتني دوامة السياسة ومشاكسة الشركاء.
ً٭ ولما انفردت بنفسي وانفرادي معها هى لحظات عذابي الممتع الذي أصارع فيه من أجل ان اعبر عما يدور في ذلك العالم المذهل.. عالم اغوص فيه بكل حواسي وعواطفي وعقلي.. عالم محاولاتي الذاتية لفهم الانسان.. الانسان في كل مكان وكل زمان الانسان ذلك الكائن العظيم النادر الغريب.. الانسان التراب.. الاثير.. النار.. الماء والهواء. يتشبث بالمادة ويحلق في عوالم المثاليات ويلتهب في فراش النشوة الجسدية ويتجاوز حدود العقل والعاطفة ويشعل الحروب ويرعى الفتن.
٭ وظلت رسالات السماء كلها وجهود العلماء والفلاسفة والمصلحين الاجتماعيين تعمل على خلق التوازن على ظهر الارض.. التوازن الناتج عن المزج المحكم بين لذة القلب والجسد والعقل.. فالغرق في عالم الجنس ولذة الجسد إنحطاط حيواني والتهويم في المثاليات ضرب من التطاول على الله في صفة لا يمتلكها إلا وهى الكمال.
٭ ومحاولات تجسيد الانسان الكامل اوردت الكثيرين من المتصوفة موارد الهلاك والغرق في الماديات والمعادلات الحسابية بتجرد الحياة من مباهجها ووجهها الانساني.
٭ المهم هو حفظ التوازن بسيادة فرضيات الاخلاق السوية واحترام مكونات الانسان العاطفية والعقلية والجسدية.
٭ تناقشت مع نفسي حول هذه المسألة طويلاً في اطار ما قالته محدثتي صباح ذلك اليوم وكنت قد فرغت لتوي من قراءة صحف ذلك اليوم التي استوقفني فيها خبر اوردته صحيفة الصحافة جاء كالآتي: قال ان نسبة الطلاق 33% المهدي يحذر من إنهيار اخلاقي في البلاد تفاصيل الخبر تقول:
(رهن زعيم حزب الأمة القومي الصادق المهدي تحقيق إصلاح في القضايا السياسية والاقتصادية بالبلاد وبإجراء اصلاح جذري فيها وشدد على ضرورة إصلاح اجتماعي شامل ودعا إلى تيسير الزواج للشباب).
٭ وقال المهدي في خطبة الجمعة أمس ان البلاد تمر بظروف قد تؤدي إلى إنهيار الاسرة السودانية ومعها انهيار الاخلاق كاشفاً ان نسبة الطلاق فاقت 33% وان الشباب دون سن الاربعين لا يزيد المتزوجون منهم عن 52% وان ثلث الاسر السودانية اصبحت يقودها الامهات مشيراً إلى هجرة اعداد كبيرة من الرجال.
٭ وذكر المهدي ان آثار الحرب على المجتمعات لا سيما في الجنوب والغرب صارت آثاراً مدمرة للاسرة مبيناً ان النازحين واللاجئين لا تقل اعدادهم عن 02% من السكان.
٭ وقال المهدي ان توقيع اتفاقيات السلام في الجنوب والشرق والغرب لم يغير حتى الآن من السلبيات التي افرزتها الحرب واضاف لقد رفعت الدولة يدها من تقديم الخدمات الاجتماعية من صحة وتعليم وسلع استهلاكية مما جعل ذلك يقع على ميزانيات الاسر.
٭ تأملت هذا الجزء من الخبر ورجعت إلى خطبة الجمعة للسيد الصادق المهدي ووجدتها تناقش المشاكل الاجتماعية بروح جديدة ومداخل جديدة لاسيما أنها وجهت في زواج أحد ابنائه المسمى على جده محمد أحمد المهدي صاحب الثورة الاجتماعية الكبرى واستدعينا تلك الأغنية الشعبية التي تقول:
الحار.. دفي.. الحار دفي
المهدي جاء من دنقلا
قال الفتاة بي فد ريال
والعذبه بالفاتحة
أواصل مع تحياتي وشكري
الصحافة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..