
طاهر عمر
لا شك بأن الشعب مصدر السلطة وهو القادر على التغيير وليس النخب ولا المفكريين والقادة ولا المثقفين . مشكلة النخبة السودانية قد لعبت دور نخب المجتمعات التقليدية بامتياز وها هي تعيد وتكرر في أعقاب ثورة عظيمة كثورة ديسمبر ما فعلته النخب السودانية في صبيحة فجر الاستقلال عندما غاب عن أفقها مفهوم الدولة الحديثة وظاهرة السلطة وفقا لمسيرة الانسانية التاريخية والانسان التاريخي . غياب هذه المفاهيم صور لنخب فجر الاستقلال بان كل ما يجب ان يقوموا به هو كيفية توزيع الغنيمة التي قد تركها لهم الانجليز وقد رأينا كيف كان تهافتهم وكيدهم لبعضهم البعض في مسألة تسليم السلطة للعسكر بعد عامين من فجر الاستقلال ومن حينها لم يستعدل الحال الى لحظة تكالبهم على السلطة وتوزيع الغنيمة وما تركته الانقاذ من خراب بعد ثورة عظيمة كثورة ديسمبر .
المؤسف بأن عقلهم الكاسد كان يصور لهم بان الخراب الذي تركته الانقاذ هو غنيمة يجب ان يصطرعوا على تقسيمها وهنا يظهر بؤس عقلهم وصغره وصغر عزائمه وسببه بأنهم لم يصلوا بعد الى مستوى فهم ان الركام الماثل أمامهم لا يسمى دولة بل يجب إزالته وتأسيس الدولة بملامح الدولة الحديثة التي تقود التحول الاجتماعي والتحول الديمقراطي وهذا يحتاج لتغيير منظمومة قيمهم التي يرتكزون على أسسها وأقصد مشاربهم الفكرية وما ظهر عنها من أحزاب وحل الفكر الديني المتمثل في أتباع الحركة الاسلامية وبالمناسبة هنا يتضح لكم مستوى الانحطاط الفكري الذي وصلت الى مستواه النخب السودانية وهو انحطاط لم يصل بعد الى القاع لان اتباع الحركة الاسلامية بجهلهم الذي لا يعرف نهاية يحلمون حتى اللحظة بأن لهم عودة وعليه قس أتباع أحزاب الطائفية من أتباع الامام ومولانا في محاكاة الغريم أي في محاكاة اتباع المرشد وفوق كل ذلك يأتي أتباع النسخة المتخشبة من الشيوعية السودانية بجهل يصلح كمقياس لمستوى التردي في الوعي عند النخب السودانية بانهم يستطيعون إعادة عقارب الساعة الى الوراء بثورة بلشفية وهذا لا يعكس غير فقر فكري وعدم موهبة لنخب تتعاطى الوهم وتجافي واقع العقلانية يوم أوحت لنا بأن تجربة الانسان وضمير الوجود يقول لنا بأن أتباع الحركة الاسلامية وأتباع الطائفية والسلفيين والشيوعيين السودانيين بنسختهم المتحجرة هم أعداء الاشراق والوضوح وهم من يوصد الباب امام الشعب السوداني الذي يريد الدخول الى الحداثة ولا يمكن الدخول الى الحداثة والدولة الحديثة بأحزاب مهلهلة كحال أحزابنا السودانية.
للأسف جاء حمدوك بدلا من أن يكون علامة فارقة في مسيرة تاريخ الفكر السوداني الكاسد فاذا به يسير معهم كالسائر في نومه وقد قلنا من قبل له ولغيره بأن حمدوك قد صادف قلب الثورة عندما سار على طريق الاقتصاد الليبرالي وقد أعاد السودان الى حضن المجتمع الدولي إلا انه لم يصادف عقل الثورة و لم يبتدع خطاب عقلاني يوضح للنخب السودانية بأن أحزابهم وأفكارهم خارج النموذج وبالمناسبة مثلما نجح حمدوك في طرح قد تحدى به اليسار الرث أسيري فكر وشعار لن يحكمنا البنك الدولي وبرنامج اسعافي الذي يوضح فقرهم الفكري كان يمكن ان يقدم حمدوك خطاب سياسي عقلاني يتحدى به النخب السودانية المتمثلة في اليسار السوداني الرث واليمين الغارق في وحل الفكر الديني وهذا الذي يقطع الطريق امام المغامرين والعسكر ولكن صمت حمدوك صمت القبور وكأنه ميت بين يدي غاسله وهي حاضنته الرثة التي قد أضاعت ثورة ديسمبر وبسببها سوف يواجه الشعب السوداني من جديد مصيره فيما يتعلق بالحرية كقيمة القيم وأكيد سينتصر الشعب السوداني على إنقلاب البرهان .
حمدوك أضاع فرصة تاريخية في ان يطرح خطاب سياسي ليبرالي بشقيه السياسي والاقتصادي وخاصة بعد نجاح جهوده الاقتصادية ولكن يظل السؤال لماذا لم يطرح حمدوك خطاب سياسي ليبرالي ناجح ومساوي لنجاح خطابه الاقتصادي الذي قد اعاد به السودان الى حضن المجتمع الدولي؟ هذا الخطاب السياسي الليبرالي الذي غاب عن أفق حمدوك وكان عبره يستطيع ان يوجه به دفة الحراك الفكري بدلا من ان ينتظر حاضنة مهلهلة لا علاقة لها بالفكر بل كان فكرها فكر من يتأهب للخروج من التاريخ . ها هو حمدوك قد أضاع فرصة لخطاب سياسي عقلاني أخلاقي ليبرالي ينتصر للفرد والعقل والحرية وكان سيكون الطريق أمامه سالك لأن خطابه الليبرالي الاقتصادي قد نجح وقد كسر به اوهام اليسار السوداني الرث أسير شعار لن يحكمنا البنك الدولي بنفس المستوى كان حمدوك وباستطاعته طرح خطاب سياسي ليبرالي يحييد به وحل الفكر الديني ويبعد به اوهام اليسار السوداني الرث ولكنه لم يفعل ما ينبغي ان يفعله.
بغياب حمدوك رغم سجمه ورماده إلا أنه غياب يفتح الباب الى عديمي الموهبة متعاطي الاوهام من أتباع اليسار السوداني الرث واتباع وحل الفكر الديني وسيطول الطريق امام الشعب السوداني إلا أنه لا محالة بانه شعب منتصر على إنقلاب البرهان وقد قلنا من قبل بان الشعب السوداني يحس بنبض إرادة الحياة أكثر من نخبه الفاشلة وان صحيته في ثورته اليوم هي صيحة الجبار وتجسيد لقصيدة الشاعر البريطاني . برمثيوس طليق ولم يعد بروميثيوس في الاغلال وأكبر أغالا تقيد الشعب السوداني هم نخبه الفاشلة.
القاسم المشترك الذي يجعل من نخب فجر الاستقلال ونخب ما بعد ثورة ديسمبر عوامل تقبل القسمة عليها هو غياب الفكر وغياب التصور لفكرة الدولة الحديثة . من أضاعوا ثورة ديسمبر هم ورثة عقل جيل مؤتمر الخريجين وعقلهم الكاسد وفقرهم للفكر الذي يؤسس لبناء الدولة الحديثة وللأسف ما زالت النخب السودانية كالسائر في نومه لا تعي بأن بناء المجتمع يحتاج لابداع العقل البشري كنتاج لمجد العقلانية الغائبة من حقول فكر النخب السودانية وها هم باصرارهم على كساد فكرهم قد أضاعوا ثورة ديسمبر الى حين ان يستردها الشعب الجبار في انتصاره على انقلاب البرهان .
بالمناسبة بجهلهم منقطع النظير لا يكف أتباع الحركة الاسلامية من قطع الطريق أمام الشعب السوداني ولكنهم جهلوا بان من يزرع الريح يحصد العاصفة لن يحصدوا شئ غير الندم سينتصر الشعب السوداني وسوف تستمر مسيرة ثورة ديسمبر ولا عودة الى فكر وزمن وحل الفكر الديني لا خطاب أتباع الحركة الاسلامية السودانية ولا اتباع الطائفية ولا أتباع النسخة المتخشبة للايدولوجية المتحجرة الشعب السوداني ينتظر ميلاده الثاني واكيد لم تكن القابلة كقابلة ام النبي موسى التي كانت تقتل المولود سوف تنتصر ثورة ديسمبر ولكنها ستفتح على عالم جديد لا علاقة له بالسودان القديم ولا النخب القديمة التي أدمنت الفشل . حال السودان كحال العالم يوم صوره شارلز ديكنز في قصة مدينتين ومقدمته التي تحمل التناقض ولكن بعدها كانت لحظة ميلاد لعالم مختلف عالم استقبل الثورة الصناعية وعوالمها ومعها تغيرت المفاهيم وهكذا يصير حال المجتمع السوداني بعد نجاح ثورة الشعب على غنقلاب البرهان .
انتصار الشعب مسألة وقت ونقول للنخب في لحظات انقلاب الزمان نحتاج للحكماء والفلاسفة والانبياء تحتاج الامة السودانية اليوم الى من أحتاجت له الامة الفرنسية كديغول عشية تحررها من النازية وكما احتاجت امريكا لروزفلت يوم صبيحة الكساد الاقتصادي العظيم وسوف ينتصر الشعب على انقلاب البرهان ولحظة الميلاد الثانية قاب قوسين أو أدنى.
المؤسف بأن عقلهم الكاسد كان يصور لهم بان الخراب الذي تركته الانقاذ هو غنيمة يجب ان يصطرعوا على تقسيمها وهنا يظهر بؤس عقلهم وصغره وصغر عزائمه وسببه بأنهم لم يصلوا بعد الى مستوى فهم ان الركام الماثل أمامهم لا يسمى دولة بل يجب إزالته وتأسيس الدولة بملامح الدولة الحديثة التي تقود التحول الاجتماعي والتحول الديمقراطي وهذا يحتاج لتغيير منظمومة قيمهم التي يرتكزون على أسسها وأقصد مشاربهم الفكرية وما ظهر عنها من أحزاب وحل الفكر الديني المتمثل في أتباع الحركة الاسلامية وبالمناسبة هنا يتضح لكم مستوى الانحطاط الفكري الذي وصلت الى مستواه النخب السودانية وهو انحطاط لم يصل بعد الى القاع لان اتباع الحركة الاسلامية بجهلهم الذي لا يعرف نهاية يحلمون حتى اللحظة بأن لهم عودة وعليه قس أتباع أحزاب الطائفية من أتباع الامام ومولانا في محاكاة الغريم أي في محاكاة اتباع المرشد وفوق كل ذلك يأتي أتباع النسخة المتخشبة من الشيوعية السودانية بجهل يصلح كمقياس لمستوى التردي في الوعي عند النخب السودانية بانهم يستطيعون إعادة عقارب الساعة الى الوراء بثورة بلشفية وهذا لا يعكس غير فقر فكري وعدم موهبة لنخب تتعاطى الوهم وتجافي واقع العقلانية يوم أوحت لنا بأن تجربة الانسان وضمير الوجود يقول لنا بأن أتباع الحركة الاسلامية وأتباع الطائفية والسلفيين والشيوعيين السودانيين بنسختهم المتحجرة هم أعداء الاشراق والوضوح وهم من يوصد الباب امام الشعب السوداني الذي يريد الدخول الى الحداثة ولا يمكن الدخول الى الحداثة والدولة الحديثة بأحزاب مهلهلة كحال أحزابنا السودانية.
للأسف جاء حمدوك بدلا من أن يكون علامة فارقة في مسيرة تاريخ الفكر السوداني الكاسد فاذا به يسير معهم كالسائر في نومه وقد قلنا من قبل له ولغيره بأن حمدوك قد صادف قلب الثورة عندما سار على طريق الاقتصاد الليبرالي وقد أعاد السودان الى حضن المجتمع الدولي إلا انه لم يصادف عقل الثورة و لم يبتدع خطاب عقلاني يوضح للنخب السودانية بأن أحزابهم وأفكارهم خارج النموذج وبالمناسبة مثلما نجح حمدوك في طرح قد تحدى به اليسار الرث أسيري فكر وشعار لن يحكمنا البنك الدولي وبرنامج اسعافي الذي يوضح فقرهم الفكري كان يمكن ان يقدم حمدوك خطاب سياسي عقلاني يتحدى به النخب السودانية المتمثلة في اليسار السوداني الرث واليمين الغارق في وحل الفكر الديني وهذا الذي يقطع الطريق امام المغامرين والعسكر ولكن صمت حمدوك صمت القبور وكأنه ميت بين يدي غاسله وهي حاضنته الرثة التي قد أضاعت ثورة ديسمبر وبسببها سوف يواجه الشعب السوداني من جديد مصيره فيما يتعلق بالحرية كقيمة القيم وأكيد سينتصر الشعب السوداني على إنقلاب البرهان .
حمدوك أضاع فرصة تاريخية في ان يطرح خطاب سياسي ليبرالي بشقيه السياسي والاقتصادي وخاصة بعد نجاح جهوده الاقتصادية ولكن يظل السؤال لماذا لم يطرح حمدوك خطاب سياسي ليبرالي ناجح ومساوي لنجاح خطابه الاقتصادي الذي قد اعاد به السودان الى حضن المجتمع الدولي؟ هذا الخطاب السياسي الليبرالي الذي غاب عن أفق حمدوك وكان عبره يستطيع ان يوجه به دفة الحراك الفكري بدلا من ان ينتظر حاضنة مهلهلة لا علاقة لها بالفكر بل كان فكرها فكر من يتأهب للخروج من التاريخ . ها هو حمدوك قد أضاع فرصة لخطاب سياسي عقلاني أخلاقي ليبرالي ينتصر للفرد والعقل والحرية وكان سيكون الطريق أمامه سالك لأن خطابه الليبرالي الاقتصادي قد نجح وقد كسر به اوهام اليسار السوداني الرث أسير شعار لن يحكمنا البنك الدولي بنفس المستوى كان حمدوك وباستطاعته طرح خطاب سياسي ليبرالي يحييد به وحل الفكر الديني ويبعد به اوهام اليسار السوداني الرث ولكنه لم يفعل ما ينبغي ان يفعله.
بغياب حمدوك رغم سجمه ورماده إلا أنه غياب يفتح الباب الى عديمي الموهبة متعاطي الاوهام من أتباع اليسار السوداني الرث واتباع وحل الفكر الديني وسيطول الطريق امام الشعب السوداني إلا أنه لا محالة بانه شعب منتصر على إنقلاب البرهان وقد قلنا من قبل بان الشعب السوداني يحس بنبض إرادة الحياة أكثر من نخبه الفاشلة وان صحيته في ثورته اليوم هي صيحة الجبار وتجسيد لقصيدة الشاعر البريطاني . برمثيوس طليق ولم يعد بروميثيوس في الاغلال وأكبر أغالا تقيد الشعب السوداني هم نخبه الفاشلة.
القاسم المشترك الذي يجعل من نخب فجر الاستقلال ونخب ما بعد ثورة ديسمبر عوامل تقبل القسمة عليها هو غياب الفكر وغياب التصور لفكرة الدولة الحديثة . من أضاعوا ثورة ديسمبر هم ورثة عقل جيل مؤتمر الخريجين وعقلهم الكاسد وفقرهم للفكر الذي يؤسس لبناء الدولة الحديثة وللأسف ما زالت النخب السودانية كالسائر في نومه لا تعي بأن بناء المجتمع يحتاج لابداع العقل البشري كنتاج لمجد العقلانية الغائبة من حقول فكر النخب السودانية وها هم باصرارهم على كساد فكرهم قد أضاعوا ثورة ديسمبر الى حين ان يستردها الشعب الجبار في انتصاره على انقلاب البرهان .
بالمناسبة بجهلهم منقطع النظير لا يكف أتباع الحركة الاسلامية من قطع الطريق أمام الشعب السوداني ولكنهم جهلوا بان من يزرع الريح يحصد العاصفة لن يحصدوا شئ غير الندم سينتصر الشعب السوداني وسوف تستمر مسيرة ثورة ديسمبر ولا عودة الى فكر وزمن وحل الفكر الديني لا خطاب أتباع الحركة الاسلامية السودانية ولا اتباع الطائفية ولا أتباع النسخة المتخشبة للايدولوجية المتحجرة الشعب السوداني ينتظر ميلاده الثاني واكيد لم تكن القابلة كقابلة ام النبي موسى التي كانت تقتل المولود سوف تنتصر ثورة ديسمبر ولكنها ستفتح على عالم جديد لا علاقة له بالسودان القديم ولا النخب القديمة التي أدمنت الفشل . حال السودان كحال العالم يوم صوره شارلز ديكنز في قصة مدينتين ومقدمته التي تحمل التناقض ولكن بعدها كانت لحظة ميلاد لعالم مختلف عالم استقبل الثورة الصناعية وعوالمها ومعها تغيرت المفاهيم وهكذا يصير حال المجتمع السوداني بعد نجاح ثورة الشعب على غنقلاب البرهان .
انتصار الشعب مسألة وقت ونقول للنخب في لحظات انقلاب الزمان نحتاج للحكماء والفلاسفة والانبياء تحتاج الامة السودانية اليوم الى من أحتاجت له الامة الفرنسية كديغول عشية تحررها من النازية وكما احتاجت امريكا لروزفلت يوم صبيحة الكساد الاقتصادي العظيم وسوف ينتصر الشعب على انقلاب البرهان ولحظة الميلاد الثانية قاب قوسين أو أدنى.




مقال ممتاز….اعتقد ان ثورة ديسمبر ليست معركة بين الشباب والكيزان بل هي معركة بين الماضي من جهة والحاضر والمستقبل من جهة اخري فمن البديهي أن ينتصر الحاضر والمستقبل انظروا عبر شاشات التلفاز عندما تكون هناك مسيرة للشباب فلن تجدوا من يرتدي العمة والجلابية وليس هناك من كبار السن فالاف من كبار السن ينتقلون سنويا الي رحمة مولاه والمقابر شاهدة علي ذلك وفي المقابل الاف المواليد ينضمون الي جيش الحاضر والمستقبل في معركته مع الماضي التعيس والتي سوف تؤدي إلى اختفاء واندثار الاحزاب البائسة المتحجرة لكن نعيب علي الشباب المثقف عدم التفكير والنظر الي المدي البعيد مثل تكوين وبناء احزاب جديدة فالملعب خالي من الفريق الخصم فقبل ايام قليلة فاز شاب يبلغ من العمر خمسة وثلاثون عاما برئاسة وزراء شيلي بامريكا الجنوبية يجب أن يكون هذا قدوة لكم….
اتفق مع كاتب المقال أن انتصار الشعب مسألة وقت لا أكثر.
كلام في الصميم كعهدنا بك دائما يا استاذ طاهر!!
طيب … خلينا ناخذ الكلام نقطة نقطة …
أولا الطرح الليبرالي للإقتصاد … المعروف ان الطرح الليبرالي بدأ مسيرته الواقعية في المدرسة التشيلية مع انقلاب بينوشية . تم تخصيص تقريبا كل مرافق الدولة التشيلية واندرج اقتصادها بكامله تحت شعارات الاقتصاد الحر بكل ما تحمل الكلمة من المعاني الاقتصادية. وماذا كانت الحصيلة اليوم بعد تقريبا نصف قرن من التطبيق العملي لتلك البرامج الليبرالية؟ فوز مرشح اليسار (الاشتراكي وليس الشيوعي) في الانتخابات بفارق كبير عن مرشح اليمين الليبرالي (كان والد مرشح اليمين الحالي هو الذي اناط به بينوشية مسئولية لبرلة الاقتصاد). كانت كلمات المرشح الفائز في الانتخابات التشيلي واضحة “الليبرالية الاقتصادية بدأت هنا وسوف تنتهي هنا”. ولكن مثل صاحبنا طاهر زي “الأعمي المسكوهو العكاز” واللي كل تحليلاتو بتصدر من ردود أفعال وشتائم ضد الشيوعيين والكيزان من دون أي نظرة نقدية واقعية للمآلات السياسية والاقتصادية العالمية. دا مثال واحد ويمكن ضرب عدد كبير من الأمثلة من “النجاحات” الاقتصادية في البلدان التي لم تبدأ ابدا بالليبرالية الاقتصادية كما في كوريا الجنوبية وسنغافورة وماليزيا وحتى البدايات اليابانية ناهيك عن الصين وفيتنام وهي امثلة واضحة لملك الدولة “لمعظم” المسار الاقتصادي. وانا جاهز ان شاء الله في تحدي نقاش اقتصادي مع شيخنا طاهر حول ما حصل في تلك الدول.
اما النجاحات التي يتحجج بها في كل مقالاته فهي غير دقيقة. أولا نقول بأن الخصصة ولبرلة الاقتصاد قد بدأها النميري في 1978 حين كان اول تخفيض للعملة وحينما بدأ فعلا التنفيذ الفعلي لبرامج البنك الدولي في السودان . ماذا كانت النتيجة؟ الكل يعرف. ثم جاءت الإنقاذ واستمرت في نفس البرامج وكانت على وشك ان تقوم بنفس ما قامت به حكومة حمدوك (حيث قام بتنفيذ الإجراءات الاقتصادية القاسية “الكوز ” جبريل) ولم تردعها عنه إلا هبة 2013 وشهدائها . ويا له من نجاح غريب ان تقول بأن سعر الصرف استقر بعد ان تم رفعه بأكثر من 300%. كان بإمكان الكيزان القيام بنفس الاجراء لولا هبة 2013. وقد اصدر البنك الدولي عدة شهادات بتعافي الاقتصاد السوداني أيام الكيزان. اذن فما الفرق؟ الفرق سياسي وليس اقتصادي ما بين الكيزان وحكومة حمدوك. سياسي تدخل فيه الاعتراف بإسرائيل وتسديد مدفوعات الإرهاب وادراج السودان في البند السابع واولا وأخيرا ثورة الشباب وتضحياتهم التي رفضت إجراءات 2013 الاقتصادية الليبرالية وتوجتها بعزل البشير في ديسمبر 2019.اذن قل لنا يا ليبرالي، وان تتشدق بعداءك للكيزان، ما هو خلافكم مع الكيزان اقتصاديا (وليس سياسيا)؟
ثالثا نكرر انت يا ليبرالي هل تعتقد ان نجاح أي مشروع ليبرالي مرهون فقط بتكرار السفسطة والشتائم السياسية والاقتصادية من دون البرامج الاجتماعية. لماذا لا تتكلمون علنا عن انكم تدعمون الشذوذ الجنسي مثلا؟ هذه بعض الحريات التي تدخرونها سرا ولكن لجبنكم لا تقولونها علنا بنفس طريقتكم الملتوية الآن فانتم “تدعمون الثوار” ولكن دون شعاراتهم ” لا تفاوض ولا شراكة ” بتأييدكم الأعمى لحمدوك حتى عندما ظهر للناس واعترف بعضمة لسانه بأنه كان منذ اليوم الأول ،الذي خدعنا فيه بأنه معتقل ، بل كان يخطط مع الانقلابيين ويلتقي مع الجهات السياسية المختلفة في مكان “اعتقاله” المزعوم حسب اعترافه الصحيح.
القضية الآن واضحة. ليست لدينا مشكلة مع الحزب الشيوعي فهو لا يمثل ثقل يمكن ان يكون حاسما في أي مشوار سياسي مقبل . قضيتنا الآن مع العسكر الحاكمين والمتمكنين من كل مفاصل السياسة والاقتصاد والغريب ان مقالك الطويل لا يحتوي على انتقاد واضح لحكم العسكر بحجم تمكنهم بل ترجع كل الأسباب لأوهام وغبائن بليدة في فكر الليبراليين المتمترس على تلقين بليد وتكرار ببغاوي لمصطلحات يركلها العالم مع كل يوم جديد.
المقال وصفي معبر عن الواقع بكل حيادية ودون تجميل فهو ( طاهر) من هذه الناحية كاسم صاحبه , وثوري , وتنويري , وأزعم أنه لسان ناطق للحالة الثورية المستمرة الآن..
هؤلاء الثوار العظماء قتلوا الأب بماضيه وهزائمه وانكساراته الأليمة ,
لذلك لن يعود..؟!
قتلوه القتل المعنوي الذي يستحقه!
لا تستغربوا للسؤال: في هذه الثورة لماذا لا يموت الآباء و ( النخب المتخشبة ) ـ بتعبير الكاتب ـ فقط من يضحي هم الشباب والشابات ؟؟!!
ولو لم يفعلوا لما خرجوا , ولما واجهوا الرصاص بصدور عارية وشفاه محبة للحرية والأمجاد العالية والسلام.
هم يعلمون أن هذه الثورة ثورتهم هم..
هي حاضرهم, وهي مستقبلهم .
لذلك هم الذين يحمونها ويدافعون عنها بالرغم من كثافة الرصاص وقذارة حامليه.
الثوار الذين يسقطون برصاص الغدر والخيانة أحياء لا يموتون , لن يتوقفوا ما لم يغيروا حياة البؤس هذه ! الى الحياة وفق شروطها الإنسانية الكريمة .
شكرا لك يا سيدي
ابوبكر حسن خ
السؤال لماذا لم يطرح حمدوك خطاب سياسي ليبرالي ناجح ومساوي لنجاح خطابه الاقتصادي سؤال منطقي لكن الرد عليه سهل جدا فكيف لحمدوك ان يطرح هذا الخطاب السياسي وهناك من يتجاذبونه يمنة ويسرة من حاضنة سياسية تعتقد انها هي صاحبة القرار السياسي وليس حمدوك وبين حاضنة عسكرية دكتاتورية لا تفهم معني كلمة ديمقراطية, رغما عن طرحه لعدة مبادرات للخروج من عنق الزجاجة تكرارا ولكنه لم يفلح واعتقد انحمدوك جاء للسودان في الزمن الخطأ