مقالات وآراء سياسية

الجيش السوداني : صناعة الفشل والاستبداد أم مشروع للإصلاح المستحيل؟

ابراهيم برسي

 

هل كان الجيش السوداني يومًا مؤسسة وطنية تعمل لصالح الشعب، أم أنه ظل منذ الاستقلال أداة في يد النخب الحاكمة، يُستخدم لقمع الثورات وإعادة إنتاج الاستبداد؟ .

 

على امتداد التاريخ السوداني الحديث، لم يكن الجيش مجرد قوة نظامية تحمي حدود الدولة، بل كان لاعبًا سياسيًا رئيسيًا يقود الانقلابات، ويصنع الأنظمة، ويفرض سلطته عبر العنف، متحولًا من مؤسسة يُفترض أن تحمي الوطن إلى كيان يخدم مصالح قادته، ويؤمن بقاءهم في السلطة.

 

لكن المشكلة أعمق من مجرد حكم العسكر؛ فالجيش السوداني لم يكتفِ بالسيطرة على السياسة، بل ساهم في إنتاج نخب فاشلة. صُمّمت عقيدتهم العسكرية ومنهجهم التدريبي منذ عهد الاستعمار البريطاني بحيث يكرّسون الطاعة العمياء، ويصبحون أداة طيّعة لخدمة أجندات داخلية وخارجية.

 

المناهج التي وضعها الإنجليز لم تُنتج قادة يمتلكون بصيرة استراتيجية، بل صنعت جنودًا مسلوبي الإرادة، منفذين ميكانيكيين لأوامر عليا، لا يملكون رؤية تتجاوز حدود الثكنات، ويعتقدون أن الحكم ليس عقدًا اجتماعيًا، بل امتياز مقدس لا يحق انتزاعه.

 

الانقلابات العسكرية : دائرة مفرغة من الفشل

 

هذا التكوين لم يكن وليد الصدفة، بل امتداد لعلاقة معقدة بين الجيش والسياسة بدأت حتى قبل الاستقلال. فمنذ حركة “اللواء الأبيض” في عشرينيات القرن الماضي، كان هناك وعي بدور المؤسسة العسكرية كأداة للتغيير السياسي.

 

لكن مع الاستقلال، وجدت الأحزاب السياسية نفسها تستخدم الجيش لتحقيق مكاسب قصيرة الأمد، مثلما حدث مع حكومة عبد الله خليل التي سلّمت السلطة للجيش في انقلاب 1958م، ما فتح الباب أمام عسكرة الدولة.

 

هذا التكوين جعل كل الانقلابات العسكرية في السودان، منذ إبراهيم عبود عام 1958م وحتى عبد الفتاح البرهان في 2021م، مجرد حلقات في مسلسل طويل من الفشل المؤسسي.

 

لم تقدّم الأنظمة العسكرية نموذجًا ناجحًا للحكم، بل زادت الأزمات الاقتصادية، وأشعلت الحروب الأهلية، وعمّقت القمع السياسي، وأنتجت دولًا هشة غير قادرة على الاستقرار.

 

وعلى الرغم من التغيير المتكرر في قادة الانقلابات، إلا أن المنهج ظل واحدًا: حكم يعتمد على القوة لا الشرعية، واقتصاد تديره المافيات العسكرية، وتحالفات تُبنى على المصالح الضيقة لقادة الجيش.

 

الطاعة العمياء : كيف تُنتج الكليات العسكرية عقيدة استبدادية؟

 

لم يكن هذا الفشل عشوائيًا، بل هو نتيجة مباشرة لعقيدة عسكرية ترى في الطاعة قيمة عليا، وفي الولاء للأفراد بديلًا عن الولاء للوطن.

 

التدريبات داخل الكلية الحربية لا تؤهل الضباط للتفكير النقدي أو اتخاذ قرارات مستقلة، بل تكرّس نمطًا من التنشئة العسكرية التي تُقصي أي شكل من أشكال المساءلة، وتجعل العسكري يرى نفسه فوق المدنيين.

 

يتم تلقين الضباط، منذ دخولهم الكلية، أن الأوامر لا تُناقش، حتى لو كانت غير عقلانية أو غير أخلاقية، ويتم تغذيتهم بأيديولوجيا سلطوية تجعلهم مقتنعين بأن السودان لا يمكن حكمه إلا بـ “القبضة المطلقة، حيث يصبح القهر هو المعادل الموضوعي للنظام، ويغدو السلاح لغة الدولة الوحيدة”.

 

هذه القناعة تجعل الجيش بطبيعته معاديًا لأي مشروع ديمقراطي.

 

الجيش كأداة إقليمية ودولية

 

لم يكن الجيش السوداني مستقلاً في قراراته، بل ظل خاضعًا لنفوذ قوى إقليمية ودولية.

 

فلطالما لعبت مصر دورًا رئيسيًا في اختراق الجيش السوداني لضمان عدم وصول قوى ديمقراطية إلى السلطة، خوفًا من تأثير ذلك على الداخل المصري.

 

بينما تعاملت بعض دول الخليج معه كوسيلة لحماية استثماراتها في السودان، خاصة في مجالات الزراعة والذهب.

 

ومع صعود روسيا، دخلت مجموعة “فاغنر” على الخط، مستغلة حاجة الجيش للدعم الأمني، مقابل تسهيلات في تجارة الذهب وصفقات أمنية سرية.

 

أما القوى الغربية، فقد لعبت دورًا متذبذبًا، حيث دعمت في فترات معينة بعض النخب العسكرية، مثلما حدث خلال الحرب الباردة عندما دعمت واشنطن نظام جعفر نميري لمواجهة النفوذ السوفيتي في القرن الإفريقي.

 

الجيش والشعب : علاقة مبنية على القمع

 

تسببت هذه العقيدة العسكرية في عزلة الجيش عن الشعب، حيث ينظر العسكريون إلى المدنيين باعتبارهم تهديدًا أو قُصّرًا يحتاجون إلى توجيه.

 

هذه الرؤية ترسخت خلال عقود من الاستبداد العسكري، جعلت الجيش لا يرى نفسه خادمًا للدولة، بل وصيًا عليها.

 

انعكس هذا في تعامل الجيش مع الاحتجاجات الشعبية، حيث كانت الردود دائمًا دموية، دون أي اعتبار لمطالب الجماهير.

 

لم يكن ذلك مجرد قرارات فردية، بل سياسة ممنهجة ترى أن “الرصاصة تسبق الكلمة، وأن القوة هي المنطق الوحيد الذي لا يقبل الجدال”.

 

العقلية العسكرية : بين جنون العظمة والتحجر الوجداني

 

على المستوى النفسي، أدى هذا النمط السلطوي إلى تكوين شخصية الضابط السوداني بطريقة تجعله يعاني من عدة اضطرابات، أبرزها “وهم الألوهية المؤسسية”، حيث يرى نفسه الحامي الوحيد للوطن، ويعتبر أي محاولة لمساءلته تهديدًا وجوديًا.

 

كما أن الانخراط في القمع والتعذيب أفقد العديد من الضباط حسّهم الإنساني، فصاروا يعانون من “التحجر الوجداني”، متعاملين مع العنف كأداة حكم أساسية.

 

وكما يقول الفيلسوف أنطونيو غرامشي :

 

“الاستبداد العسكري لا يبتكر، بل يعيد إنتاج نفسه بوسائل أكثر تخلفًا” .

 

وهو ما يظهر في تكرار نفس أخطاء الحكم العسكري عبر العقود، دون محاولة جادة للتغيير أو التعلم من الماضي.

 

ويعزز هذا ما أشار إليه عالم النفس إريك فروم، حين وصف السلطويين بأنهم :

 

“شخصيات مريضة نفسيًا، تعوّض خوفها من الحرية عبر فرض السيطرة العنيفة”.

 

وهي ظاهرة تنطبق على العديد من الجنرالات الذين يرون في أي تحول ديمقراطي تهديدًا مباشرًا لوجودهم.

 

هل يمكن إصلاح الجيش السوداني؟

 

في ظل هذه المعطيات، يبرز السؤال الأساسي: هل يمكن إصلاح الجيش السوداني، أم أن تفكيكه وإعادة بنائه من الصفر هو الحل الوحيد؟ .

 

التجربة أثبتت أن أي محاولة للإصلاح من الداخل ستبوء بالفشل، لأن المشكلة ليست في الأفراد، بقدر ما هي في بنية المؤسسة نفسها.

 

الجيش السوداني، كما هو اليوم، ليس مؤسسة وطنية، بل كيان يخدم مصالح قادته، ويعمل وفق أجندات داخلية وخارجية.

 

لا يمكن إصلاحه إلا عبر تغييرات جذرية تشمل :

• تفكيك المنظومة العسكرية الحالية.

• حل الأجهزة الأمنية.

• إنهاء سيطرة الجيش على الاقتصاد.

• إعادة بناء مؤسسة عسكرية جديدة تقوم على عقيدة وطنية، وتكون خاضعة لسلطة مدنية منتخبة.

• إعادة هيكلة المناهج العسكرية، بحيث يتم تدريب الضباط على الاحترافية العسكرية بدلًا من الطاعة العمياء.

 

لكن أي عملية إصلاح حقيقية تستلزم أيضًا إنهاء النفوذ الخارجي على الجيش، وإعادة بناء علاقة جديدة بين المدنيين والعسكريين، بحيث يصبح الجيش مؤسسة دفاعية حقيقية، لا أداة لحكم البلاد بالقوة.

 

التجربة التاريخية تقول :

 

“السودان لن يعرف الاستقرار طالما ظل الجيش لاعبًا سياسيًا”.

 

والسؤال الذي يجب أن يُطرح اليوم ليس: “كيف نصلح الجيش؟” بل :

 

“كيف نكسر الحلقة الجهنمية التي جعلت من الجيش لعنة أبدية على الدولة السودانية؟” .

 

[email protected]

‫2 تعليقات

  1. ادعاء التفلسف عبر محاولة تقديم خطابات مفارقه ذات شحنات اصطلاحيه مجافيه للمفاهيم يؤسس ترف فكرى وترف سيأسى لا يضاهى المثقف العضوي ويجافى القدرة على تحليل معطيات الواقع تلازما مع السرديات التاريخية والتاريخانيه وهنا تكمن جدليه الترف المركزي النيلي وسط السودانيين خاصتا النيليين………………………………………………………………………….
    البنيه التكوينية للجيش توكد انه أسس في اطار خدمة المستعمر, وتنسيب الجيش للدولة السودانية خلل منهجي وذلك لان الدولة بمنظورتها الفلسفية والاجتماعية والقانونية والدستورية والأنثروبولوجي لم تؤسس في السودان , وانما اطلاق دوله على السودان مجاز وليس حقيقه وذلك لان ما اؤسس في السودان هو منظومه اداريه وجهاز ادارى استعماري نيلي ادار السودان بذهنيه الخدمة وامتياز الوظيفة واحتكار السلطة والثروة والاعتبار , ومن ثم وظف الجهاز الأداتى الإداري لخدمه مجموعه مركزيه نيليه احتكرت الامتيازات التاريخية وهيمنت على الجيش عبر توظيف قيادات من ابناءها داخل الجيش كضباط نيليين ( كما ذكر د. وليد مادبو 19 فريق 14 منهم من الشمال النيلى) وجنود وصف ضباط وطنيين يشكلون جميع الوان الطيف وغالبهم من ابنائ الهامش والمهمشين وضباط غالبهم ( شماليين مندوكورات – حلب ساكت لاحتكاهمر الكليه الحربيه )………
    ادعا ان الجيش قاد انقلابات تزييف للحقائق وذلك لان من اقحم الجيش في السياسه هي الأحزاب السياسيه عبر اختراقها للجيش او تسليم السلطه باراده مدنيه للجيش( انقلاب نميرى كانت حاضنته المدنيه شيوعيين وقوميين – انقلاب 28 ضابط حاضنته البعثيين – انقلاب 1989 حاضنته التيار الاسلاموى – انقلاب البرهان على حكومه الفشل الحمدوكيه الكوموليه حاضنته الكيزان بقياده على كرتى- وتلسيم عبدالله خليل السلطه الى عبود …………..)………………………………………..
    ادعا ان الجيش صمم نخب يؤكد ان كاتب المقال لايفهم ماهيه النخب !!!!! علما ان د. منصور خالد قد وصف النخب بانها فاشله وحاقده وتحديدا النخب الغردونيه ……………………………………….
    مما لا يعلمه كاتب المقال الذى يمارس الترف الفكرى, ان طبيعه الجيش في كل الدنيا تعتمد على تراتبيه ميكانيكيه تعتمد على الضبط والربط وتنفيذ الأوامر العسكريه التي لهام ضوابطها القانونيه والادرايه ( اقدم منك ارجل منك) وهذا يعكس عجز الملكيه فهم الطبيعه البنيويه والوظيفيه للجيوش في الدنيا …………………..
    ادعا ان الجيش يفهم ان الحكم ليس تعاقد اجتماعى بل امتياز مقدس -هذه مقولة حق اريد بها باطل::::::: الاعداد التكوينى للجيش ليس للحكم ولا للتعاقد ولا للقداسه بل لحمايه البلد بقانون قوات الشعب المسلحه المنبثق من الدستور والمتمظهر في العقيده العسكريه والعقيده القتاليه …………
    ينظر الجيش للحكم على انه تحكم و سيطره حسب طبيعه التكوين وتنشيئه الميرى………………..
    ادعا ان ثوره اللواء الأبيض شكلت وعى تغيير -كلام فيه نظر!!!!!!!!!!!!!! شكلت ثوره اللواء الأبيض بعث لوعي اوطني في السودان ضد الاستعمار البريطاني والدعوة للوحدة بين مصر والسودان تحت شعار وحدة وادي النيل من منظور الأداء السياسى والبناء السياسى , فهى ثورة ضد الاستعمار وهذه بداههه!!!!!!!!!!
    “لم تقدّم الأنظمة العسكرية نموذجًا ناجحًا للحكم، بل زادت الأزمات الاقتصادية، وأشعلت الحروب الأهلية”………………………….
    هذه مقوله غريبه عجيبه :::::: الطبيعه التكوينيه للجيش والحكم العسكرى ليس مناط بها الحكم فمثلا نميرى عندما حكم مع الشيوعيين وجدهم منظراتيه ساكت فاستعان بالفئوين والمهنيين لقاهمك طير ساكت فاستعان بالنخب الغردونيه من اساتذات الجامعات لقاهم مواسير ثم استعان بالاسلاموين فركبوه التونسيه ………………. فلذا طبيعى ليؤسسوا بنية اقتصاديه غير ناجحه اما حكم الكيزان فمعلوم هدفه بناء دوله داخل دوله عبر تأسيس تمكينى وتخليق حاله الفساد والافساد ————-اما صناعة الحروب الاهليه فهذا كذب:::::::::::::::::: الجيش هو من ورث تمرد منذ 1955 – والحكم المدنى لم يوقف الحرب -فالهالك الصادق المهدى لم يوقف الحرب ولا حكومه الفشل الحمدوكى لم توقف الحرب وفقط من استطاع ايقاف الحرب بعد اشعالها نارا هم الكيزان حيث وقععو نيفاشا والتزمو بمخرجات اسمره للقضايا المصيريه فاكدو تقرير المصير ومن ثم تحرر الجنوبيين من الاستعمار النيلى الاسلاموعروبى ………………………………………………
    يازول المافيا العسكريه والكارتيلات العسكريه الاقتصاديه برزت في عهد الكيزان عبر اقتصاد الجيش !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
    ادعا ان التدريبات داخل الكلية الحربية لا تؤهل الضباط للتفكير النقدي أو اتخاذ قرارات مستقلة كذب لان غالب التدريب في الكليه الحربيه 27 شهرا تتمحور حول استراتجيات وتكتيكات وصنع قرار واداره وجغرافيه الخرائط وعلوم سياسيه وكلها تستلزم التفكير خارج الصندوق واعمال ال
    HOT( high order thinking entailing analysis, synthesis and evaluation in addition it is composed of various thinking patterns and syllogistic epistemic structure
    التنشئة اما النظر الى ذاتيه العسكرى مفارق للمدنى واعتباريه انه اعلى من من الملكيه فهذا سلوك امتيازى متعلق ببنيه التطبع الاجتماعى والتنشيئه وليس سلوك يدرب داخل الكليه وانما هو انطباع ذاتى وتنميط مخالف لطبيعه الملكيه حيث يجد خريج الكليه الحربيه انه مختلف وغير قادر على التكييف والتاغلم مع نكمط العيش والسلوك الاجتماعيه مع الملكيه ويجد نفسه في مجتمع الجيش ____________واجتماعيا لايوجد جدار حاجز بين الجيش والملكيه فكلهم عايشين مع بعض ويمارسون الحياة مع بعض بل ساهم كثير من ضباط الجيش في ممنظمات المجتمع المدنى( ولكن تظل النظره الاستعلائيه الغردونيه غيوره من الضباط من منظور الامتياز والتميز الطبقى )……………………………………
    ادعا ان الضباط يتم تدريبهم على انفاذ الأوامر حنى لوكانت غير عقلانيه اوغير اخلاقيه!!!!!!!!!!! هذا تدليس وكذب مخل:::::::::::لان طبيعه الأوامر عسكريه صرفه ويتم انفاذها حسب التراتبيه اما قد تكون لا اخلاقيه فهذا غير صحيح لان الأوامر لها مشروطيتها وفق قانون القوات المسلحه وليس فوضى ساكت………………………………… اما ادعا تدريبهم على ايدولجيه سلطويه فهذا مضحك هههههههههههههههههههههههههههههه
    متى كانت كانت الايدولجيه سلطويه ؟؟؟؟؟ هذا ترف فكرى !!!!!!
    اما ادعا ان الجيش ظل خاضعا لتدخلات خارجيه وله تبعيه لمصر فيه نوع من الجهل لان الانظمه هي التي لها تدخلات خارجيه وليس الجيش ولكن كاتب المقال غاب عنه ان الانظمه تربط النظام بالجيش ومن ثم تسيطر على الجيش وهذا ما فعله الكيزان حيث تحكمو في الجيش باركانه الاربعه وصار الجيش تابع للنظام وخادم للنظام لا للدوله………………………
    اما على المستوى النفسى ههههههههههههههههههههههههه انتم الملكيه من تصنعون القداسه للشخوص حيث اذا ركبت نجمه( وتكون داخل الكليه الحربيه بواسطه وشهاده قاده عربى وانجليزى ورياضيات ودين …………..) يتملق لك المدنيين -جنابو سعادتك سعادة سموؤك ويعينوم رئيس للنادى والحسنوات يجرن وراك ( الطبق بالعربات جنابو حيانى بكابو) — بعد كبير الراس دا , وعاوز الضابط ما يحس بالعظمه ——————–

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..