أخبار السودان

قصة هاني مع الميز

قصة هاني مع الميز

كمال كرار

قصة الحكومة مع عائدات البترول في السنوات الماضية تشبه قصة زميلنا الدكتور هاني في ( ميز ) بورتسودان قبل 30 عاماً بالتمام والكمال .
كنا 15 موظفاً في استراحة سكنية تتبع للمؤسسة العامة للبترول ، يدفع كل واحد منا مبلغ 20 جنيهاً ( قديماً ) ما يعادل 2 قرش جديد نظير التمتع بوجبتي الغداء والعشاء مع التحلية طيلة شهر كامل حيث كان ( عمك حسن ) الطباخ يجيد الطهي بصورة لا تضاهي

وكان علي كل فرد منا الإشراف علي الميز وهو يحدث بطريقة دورية حسب البرنامج المعد ، وكان المشرف يستلم الميزانية كاملة ( وهي 300 جنيه قديم ) يبرمجها مع عمك حسن بحيث لا يتجاوز الصرف عشرة جنيهات كل يوم .

وقع الإشراف في شهر ما علي هاني ، وكان حديث عهد ببورتسودان حيث نقل لها حديثاً

ومن أول يوم في الشهر ، ومن الميزانية التي استلمها ( نزل ) فينا سمك وفراخ مشوي ثم فراخ بروست ولحمة سلات وكستليتة وحاجات تانية .

أما التحلية فقد تجاوزت البطيخ إلي الأناناس والكمثري والتفاح وكانت فواكه غالية ونادرة ، ثم عرج علي ام علي وسلطة الفواكه وغيرها من حلويات الشام التي ينتمي لها الحلبي هاني بالأصالة .

وانبسط أفراد الميز من هاني حتي كادوا أن يقلدوه وساماً من الدرجة الأولي ، وقارنوا بين المأكولات الفارهة وتلك الوجبات التعبانة التي ازدردوها أيام كان الاشراف علي زيد وعبيد .

ولما انقضي اليوم العاشر من الشهر أعلن هاني في وجبة الغداء عن انتهاء الميزانية وطلب من الجميع دعماً إضافياً قدره 20 جنيهاً من كل واحد .

وهاج الناس وماجوا واتهموا هاني بتبديد القروش قبل أن ينقضي ( تلت ) الشهر ، فأجابهم ساخراً ( وكنتوا بتاكلوا حمام وجداد علي حساب شريف التهامي ؟ ) وكان شريف وزيراً للطاقة والتعدين يومها .

ومن يومها أعفي هاني من الميز مخلوعاً غير مأسوف عليه .

وإن كان هاني قد ( قرض ) القروش لأجل الوجبات الفاخرة لسكان الميز ، فإن الحكومة قرضت قروش البترول علي الفنطزة والعنطزة الفارغة ، وأكلت كمان مال احتياطي البترول دون أدني تفكير في نتائج استفتاء الجنوب وما سيحدث بعد يوليو القادم .

في بلاد أخري فيها شفافية وحبة ديمقراطية يؤدي عجز الميزانية بنسبة واحد في المية إلي إقالة الحكومة بسبب قصر نظرها وسوء إدارتها الاقتصادية ، أما هنا فالعجز يصل إلي 36% وسط ابتسامات وزير المالية ومخططات زيادة الأسعار .

قيل لوزير مالية جمهورية العتود عيش مافي . قال ( ما ياكلوا كسرة ) . قالوا كسرة مافي . قال ( استنوا تعلية الخزان أو الدهب الرنان أو شواهد الماس في غرب امدرمان )

الميدان

تعليق واحد

  1. يا ابو كمال

    على الاقل هانى اكلكم 10 يوم من احلى ما يمكن- اى 1/3 المدة التى قضاها فى حكمه متعكم بها لكن عاوز تقارنه بالانقاذ المن ما جات قاعدين ياكلوا هم فقط احلى مايمكن وياكلوا الشعب الويل ومامعروف لياتو مده قاعدين

    حراااااااااااااام عليك ظلمت هانى

  2. ا كمال
    الود هانى حشرتو فى الحتة دى بدون ذنب
    الجماعة ديل بيشيلوا حق الميز من الشعب السودانى وموارده وبياكلوا هم براهم والله معظم الشعب السودانى الفضل صلتو بالبروست وماشابهو ماتزيد على صورة تزكارية تلتقط خلسة عشان مايجوعوا باقى الشهر
    الناس ديل من السمعناهو تحت تحت كانوا خايفين تتقلب عليهم قبل الاستفتاء عشان كده صرفوها كلها وزيادة ( ديون وقروض )
    وبعد كده شوفوهم بعد الانفصال براهم حايتخارجوا لأنو مابقى فيها شئ يكدوا
    اما يتخارجوا كيف دى ابليس ذاتو متحير فيها لأنها مقفله عليهم والناس بعد الثورات العربية دى بقوا مفتحين وبيعرفوا كيف يرجعوا حقهم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..