رفع المستوى البرتكولي للبشير في الإمارات..لماذا وكيف !

حقاً صدق من قال إن السياسة مرجيحة مصالح .. قد تحط من قدر الكبير في نظر الصغار .. وقد ترفع من شأن الصغير في عيون الكبار !
فحتى الأمس القريب كان الرئيس البشير يتم إستقباله في قطر استقبال الفاتحين .. وهاهوالآن يعبر أجواء الدوحة دون أن يلوح ولو بكف ذكريات الماضي الجميلة لحبايب الآمس !
كانت دولة الإمارات التي عرف أهلها بالرزانة والطيبة تستقبله في تأفف ينكأ جروح الأمس حينما وقف نظام الإنقاذ ذلك الموقف غير المدروس في تقييمه لمردود إحتلال العراق للجارة الكويت وما رافق ذلك من بذي القول وقبيح الفعل والتبجح الظالم في حق قيادة ذلك البلد المسالم جهارا نهارا في إعلام وخطاب النظام الإنقلابي البغيض !
ودارت دورةالأيام و كشأن نظام الإنقاذ الذي لا يخجل من إتباع أقذر الوسائل وصولا لغاياته في الخروج من أزماته التي يصنعها بيديه ثم ينفضها عنه بعيدا استغفالا بذاكرة الشعوب و استخفافا بما يخطه التاريخ في دفات دفاتره التي لا تمحوها رياح الزمن .. فعاد البشير ونظامه لاوياً ذيل الندم خلف خيبات التردي الإقتصادي التي لا حقته في دروب مسيرته المتعثرة .. فباع أصدقاءه في طهران وبدون مقدمات وأصبح مكاويا أكثر من أهل الشعاب الحجازية ..وخليجيا بدون عقال يحدمن فورة خبل راسه المتصدع أو غترة تستر سوءات إنكساره .. وأهل الديار يستقبلوه على أدنى المستويات البرتكولية التي لا تليق برؤساء الدول المحترمين لآنه في تقييمهم هو ليس منهم !
ولكن لآن البشير لا يقيم لدم الإنسان السوداني وزنا إلا بمقدار ما يتقاضاه مقابلا لذلك ..فقد رفد عاصفة الحزم بما ضنت به حتى بعض دول الخليج نفسها وسلطنة عمان مثالا في بداية الحرب!
الان البشير أصبحت أبوظبي وطنه الآول .. يتضرع فيها في كل شهر لإستلام المعلوم الذي يبدو أنه سيرتفع مع زيادة عددالقرابين التي سيدفع بهم الى محرقة اليمن وقد وعي المصريون فيها درسا من قبل ُ جعلهم يرددون المثل القائل ..!
( من لسعته الشوربة مرةً .. تجده ينفخ في الزبادي في المرات الأخرى )
في زيارته الحالية فجأة ارتفع مستوى استقبال البشيرفي سلم برتكولات الإماراتيين .. بل تم تقليده أرفع وشاح إماراتي هو وسام مؤسس الدولة الراحل الشيخ زايد طيب الله ثراه ..و بواسطة أهم رجلين في الدولة بعد رئيسها الشيخ خليفة وهما الشيخان محمد بن راشد نائب رئيس البلاد ورئيس وزرائها وحاكم دبي ومحمد بن زايد ولي عهدابوظبي و نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة !
ونحن نعلم أن هذا التقدير ليس لان البشير قد صار كبيرا في نظرهؤلاء القوم الذين يدركون بفطرة وذكاء البداوة كيف ينفخون في هذا الجراب الخاوي الذي يغره الثناء و يفجر عروقه بالزهو !
ولكن يكفينا فخرا أن مكانة الشعب السوداني ظلت عالية عندهم في مقام الشمس ..حينما كان البشير في حسبانهم نفعيا جاحدا تبع أهواء شيخه دون إرادة ..ولن تتدني عن علوها وقدجعلوا منه الآن بالونا يتصاعد كالدخان وهم لعمري يعلمون كم هو وضيع !

[email][email protected][/email]