اعتبرت انقلاباً … حضور “إخواني” لافت في حفل إعلان الحاضنة السودانية الجديدة

الخرطوم: الراكوبة

أعلنت حركات مسلحة وأحزاب سودانية صغيرة الأحد عن مبادرة لتشكيل حاضنة جديدة وسط حضور لافت لعناصر تنظيم الإخوان واعداد كبيرة من اطفال المدارس القرآنية؛ في ظل رفض واسع من الشارع السوداني الذي اعتبر الخطوة انقلابا على ثورة ديسمبر التي اطاحت بنظام الإخوان في ابريل 2019؛ بحسب موقع “سكاي نيوز عربية”

جدل كبير

قال ممثلو نحو 20 حزبا وحركة مسلحة؛ خلال حفل تدشين المبادرة بقاعة الصداقة بالخرطوم؛ إنهم يسعون لتوسيع قاعدة المشاركة في الحكومة الانتقالية. لكن متابعات “الراكوبة” تفيد بأن الخطوة سبقها جدل كبير بعد خطاب مسرب صادر عن مجلس السيادة يطلب فيه من وزارة الخارجية دعوة السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية لحضور الفعالية؛ إلا ان المجلس الغى الجمعة خطابه بعد ضغط شعبي كبير على وسائل التواصل الاجتماعي.؛ واتهامات بالسعي من خلال الخطوة إلى إجهاض عملية التحول المدني في البلاد وقطع الطريق امام عملية تفكيك بنية نظام الإخوان.

كما جاءت الخطوة بعد يومين من مسيرات مليونية سيّرها السودانيون في العاصمة الخرطوم وعدد من مدن البلاد الاخرى دعما للتحول المدني ورفضا لاي محاولة انقلابية وتأييدا لعمل اللجنة الوطنية المكلفة بتفكيك نظام الإخوان والتي يعارضها علنا مشاركون في الحاضنة الجديدة من بينهم جبريل ابراهيم وزير المالية الحالي والمعروف بانتمائه للحركة الإسلامية إضافة إلى مني اركو مناوي حاكم إقليم دارفور الذي طالب مرارا بحل اللجنة.

حشود إخوانية

شهدت الفعالية حشودا كبيرة من عناصر الإخوان من بينهم قياديون في المؤتمر الشعبي “الإخوان – جناح الترابي” وعدد من العناصر المنتمية لحزب المؤتمر الوطني “الإخوان – جناح البشير”؛ إضافة إلى اعداد كبيرة من اطفال المدارس الدينية “الخلاوي” الذي اظهرت مقاطع فيديو عدم علمهم بسبب احضارهم إلى القاعة التي عقد فيها المؤتمر. واطلعت “الراكوبة” على تغريدة من أحد الناشطين يقول فيها إن احد شيوخ الخلاوي أكد له انهم تلقوا خطابا من القيادة العامة بالجيش يطلبون فيها مشاركة طلاب الخلوة في فعالية خاصة بالقوات المسلحة؛ لكن اتضح فيما بعد ان الطلاب وهم من الاطفال تم الزج بهم في فعالية قاعة الصداقة.
وضمّت قالمة المشاركين شخصيات حزبية وتنفيذية مثيرة للجدل من بينهم مدير الشركة السودانية للموارد المعدنية الذي اتهم قبل بضعة اسابيع بعمليات فساد كبيرة تتعلق بأموال المسؤولية المجتمعية للشركات.

ردود افعال واسعة

اثارت الخطوة ردود افعال واسعة في اوساط السودانيين؛ حيث أكد تجمّع المهنيين الذي قاد الثورة التي اطاحت بنظام الإخوان إنها خلق أزمة قانونية ودستورية حول من يمثِّل قوى الحرية والتغيير. وقال التجمع في بيان إن وحدة القوى الثورية اصبحت أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.

وفي ذات السياق؛ رأي الناشط السياسي محمد ناجي الأصم ان الخطوة تهدف للهروب من التعهدات والالتزامات المنصوص عليها في الوثيقة الدستورية.

ومضت الكاتبة الصحفية درة قمبو إلى ابعد من ذلك ووصفت الخطوة ب “الانقلاب” الذي ظهرت ملامحه بوضوح من خلال الخطاب المسرب من مجلس السيادة لدعوة السلك الدبلوماسي والبعثات الدولية.
وادانت شخصيات وطنية وطرق صوفية محاولات الزج بها في هذه المبادرة؛ واعتبرتها مؤامرة من عناصر نظام الإخوان للنيل من ثورة ديسمبر.