الأمير متعب: الاختلاط في الجنادرية ليس عيبا، هذه سنة الحياة

جدة (السعودية) ـ قال رئيس اللجنة العليا لمهرجان الجنادرية الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز إن كل ما يقام في مهرجان الجنادرية الثقافي لا يختلف عن قيم مجتمع المملكة وليس فيه أي مضار تذكر عليه.

وردا على الانتقادات التي وجهها بعض المتشددين لمهرجان الجنادرية بأنه أصبح مكان للاختلاط غير الشرعي بين الجنسين، دعا رئيس الحرس الوطني السعودي وفي حوار مع قناة العربية، لهؤلاء بالهادية، قائلا إن “جميع الأسواق (السعودية) فيها اختلاط وهذا ليس عيبا فهذه سنة الحياة”.

وذكّر النجل الأكبر للعاهل السعودي الرافضين للاختلاط بين الجنسين بما كانت تعانيه المرأة والفتاة السعودية في السابق قائلا “حينما كان هناك فصل للنساء عن الرجال، كانت تنتج عن ذلك حالات اضطرارية مرضية للنساء نضطر إلى نقلهم بالإسعافات دون ان نعرف ولي أمرهم أو من يمكن أن نتصل به، إضافة إلى بعض المشاكل الأخرى”.

وخصص المشرفون على المهرجان جناحا خاصا للنساء في قاعة الندوات تم حجبه عن الرجال، مع شاشة تعرض منها الندوات، غير أنه سمح للنساء إما بأن تجلس في هذه القاعة او أن تشارك الرجال حضورهم في القاعة المخصصة لهم وذلك وفقا لرغبة كل واحدة منهن.

وواجهت نسخة 2013 من المهرجان مثل العديد من النسخ السابقة، احتجاجات قوية من بعض الشيوخ السعوديين المتشددين من بينهم الشيخ صالح الفوزان على مسألة اختلاط النساء بالرجال في بعض فقرات المهرجان.

وكانت مصادر مقربة من المهرجان قالت تعليقا على تغيير فقرات اليوم الاختتامي للمهرجان، إن المشرفين على مهرجان الجنادرية اضطروا إلى إلغاء بعض فقرات المهرجان بسبب فتوى الشيخ السعودي المتشدد صالح الفوزان وبتحريض من الجماعات السلفية المتشددة.

وانهى الجنادرية مهرجانه الثقافي السنوي الثامن والعشرين. وتم الاكتفاء بزيارة الضيوف إلى القرية التراثية وكان الحضور اختياريا، بينما تراجع عن إقامة مهرجانه الفني الذي أشرفت على إعداده مجموعة من النساء السعوديات مقررا بذلك إلغاءه.

وكان المشرفون على المهرجان قد أعلنوا عن تأجيل حفل الافتتاح الخطابي والفني، وذلك لتزامنه مع وفاة الأمير بدر بن عبد العزيز نائب الحرس الوطني السابق، لكنهم لم يعلنوا عن إلغائه، وهو ما فتح الباب لتأويلات عديدة بشأن اسباب الإلغاء التي يبدو أن ضغوطات الجماعات المتشددة هي التي تقف وراءها.

وأفتى رجل الدين السعودي المتشدد صالح الفوزان بتحريم حضور فعاليات مهرجان الجنادرية، الثقافية والفكرية والأدبية، ليثير بلبلة في أوساط رواد المهرجان.

واعتبر الشيخ السلفي في اليوم ما قبل الأخير من المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالسعودية، أن “هذه الفعاليات هي أجواء غير سليمة وضد الدين، وتدفع إلى الفجور والفسق”.

وكان الشيخ المتشدد يشير بذلك إلى حضور النساء لفعاليات المهرجان، وعلى غير العادة، وجها لوجه مع الرجال، وقد ركزت فتواه على الاختلاط غير المسموح به دينيا.

وإلى جانب فتوى الشيخ صالح الفوزان، فقد واجه المهرجان طيلة ايام نشاطه احتجاجات مجموعة من الشباب السلفي أمام دائرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وسط الرياض، للمطالبة بمنع فعاليات الجنادرية، على اعتبار أن الهيئة هي الدائرة المختصة في الحسبة، ومنع الاختلاط بين الجنسين في هذه الفعاليات.

ويقول مطلعون سعوديون إن احتجاجات الشباب السلفي كانت بتحريض مباشر من مشايخهم.

وتعتبر فتوى الفوزان واحتجاجات السلفيين، تكرارا لنفس الممارسات المتشددة في نسخة الموسم 2012 من المهرجان، عندما هاجم المشايخ المتشددون الفعاليات نفسها ودفعوا مريديهم من الشباب للاحتجاج بنفس الذرائع والاسباب.

ويقول مثقفون سعوديون ان فتوى الشيخ صالح الفوزان وتجمع الشباب الأصوليين أمام هيئة الأمر بالمعروف ممارسات تسعى لتكريس للتخلف، وتحاول إعادة أمجاد السلفية، والعمل على عزل المملكة العربية السعودية عن العالم.

ويؤكد هؤلاء أن “وصف الاختلاط في ندوة ثقافية أو أمسية شعرية بالفجور والفسق تصرف لا أخلاقي وينم عن محاولة لتكريس الارهاب الفكري وغرس التخلف”.

وتجد السلطات السعودية نفسها في هذا التجاذب المحموم بين وجهتي نظر متناقضتين وتقسمان المجتمع السعودي بحدة، مضطرة إلى أن تمسك العصا من وسطها في محاولة لإرضاء جميع القوى الاجتماعية المتصارعة حول مفاهيم تتعلق بالحرية بصفة عامة، وبحرية المرأة على وجه الخصوص.

ويقول مراقبون إن مثل هذا الموقف يقيم دليلا إضافيا على الصعوبة التي يواجهها بعض دعاة فك الحجر عن المرأة السعودية وتمكينها من بعض حقوقها التي لا علاقة لها بالدين الإسلامي وإنما بتأويل القوى المتشددة لهذا الدين الحنيف وتعاليمه.

وقال الأمير متعب بن عبدالله إن “الإسلام يدعو إلى تقارب العائلة وخروجها مع بعض وزيارتهم للجنادرية يجب أن نشجعهم عليها، ونحن لدينا من العقل والحكمة أن نعرف المضر وغير المضر”.

وشدد على ان بلاده لن تسمح سواء في الجنادرية أو في غير الجنادرية بـ”أن يكون هناك اختلاط غير شرعي ومخالف لديننا وعاداتنا وتقاليدنا”.

ويرى المثقفون السعوديون أن تصريح الأمير متعب يحمل على رضوخه لضغوطات المتشددين أكثر حتى من محاولة التأليف بين الموقفين.

ميدل ايست أونلاين

تعليق واحد

  1. الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات، فمن اتقي الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه

  2. اذا كان منع الاختلاط من مظاهر التخلف والرجعية فنقولها بملء افواهنا مرحب بالرجعية من اجل الاسلام وكما ذكر سيعود الاسلام غريبا , ياايها المومنون من كان لا يستطيع ان يغير فعليه بالصمت

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..