مقالات وآراء

اليوم مولد شعبنا

ها نحن نطوي صفحات العام 2020 ونستقبل العام 2021 وكلنا أمل بغد مشرق ومستقبل أجمل ، خاصة وأن المعاناة ظلت هي عنوان عام 2020 الذي وصفه معظم أهل السودان بأنه عام (ثقيل) بدأ بكورونا وانتهى بها، وفيه فقدوا الامام المهدي وآخرين من أبناء السودان البرره.

وبالرغم من هذه النظرة التشاؤمية والتي عززتها الأزمات الاقتصادية التي تراوح مكانها، إلا أن هناك كثير من الومضات المشعة سربت ضوء من الأمل يتسع لرسم مستقبل أفضل.

في العام 2020 نجحت الحكومة الانتقالية في تحقيق تقدم كبير في ملف عودة السودان للأسرة الدولية إبتداء بمؤتمر أصدقاء السودان ومروراً برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، ونجحت ايضاً في تحقيق إنجاز كبير لم يتم الانتباه له بشكل كافي من قبل الأجهزة الاعلامية ، وذلك بحصولها على التمويل التجسيري البالغ مليار دولار والذي يسمح ببدء عملية اعفاء ديون السودان في يناير المقبل. وما يتلو ذلك هو العمل على جذب الاستثمارات للسودان بعد ان ظل باب ذلك مغلقاً على مدى ٢٧ سنة لخلق فرص عمل جديدة وتمتين ركائز الاقتصاد.

وكذلك تحدث رئيس الوزراء بشكل واضح عن المؤسسة الاقتصادية العسكرية واضعاً الخطوط العريضة للحل الذي يؤدي الى الاستفادة الوطنية من هذه الموسسة بدلاً من تحويلها لساحة معركة سياسية وتناحر جديد.

اصلاح هذا الاقتصاد لينعكس على معاش لن يحدث بين يوم وليلة وهو طريق طويل محفوف بالتعقيدات ، وهو ملف واحد من ملفات عدة ظلت الحكومة تعمل فيها بصمت وهدوء ويحتاج الآن الى تضافر الجهود للبناء وليس الى رفع معاول الشعبوية للهدم.

إن واجب القوى السياسية والثورية والوطنية الآن هو طرح السياسات الموضوعية التي تتناول المصاعب الحقيقية والواقعية وتطرح الحلول الممكنة لها، وليس القفز فوق الحقائق بطرح الخطاب الشعبوي الذي قد يحقق لها مكاسب سياسية وقتية ولكنه يضر بمسار الانتقال وبالوطن على المدى الطويل.

الآن وبالرغم من بدء إنفاذ اتفاق سلام جوبا إلا أن الايقاع بطيء وما زالت المحاصصات ترفع عقيرتها ، في وقت تزداد فيه السيولة السياسية التي تسمح بنمو الخطاب الشعبوي بشكل كبير.. هذه الشعوبية تنزع العقلانية عن الاطروحات السياسية ويصبح السائد في الخطاب السياسي هو الصوت العالي والمطالب الرغبوية التي تداعب مزاج الجماهير وتعدهم بالمن والسلوى من السماء دون وضع أي اعتبار لامكانية تحقيق ذلك من عدمه.

ماذا لو أدركت كل القوى السياسية في السودان ونحن نتنسم اليوم ذكرى الاستقلال الـ64 أن الوقت الآن للعمل، وأن الشعار الذي يجب أن نرفعه جميعاً …فاليوم مولد شعبنا.

الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..