وتدحـرج (العتـاب) في الاغنية السودانيـة…من (تسامـح) الكبار…إلى (إنتقـام) الشباب..!!

الخرطوم : يوسـف دوكـه
كانت أغنياتنا السودانية مترعة بالتسامح والتصافى.. حتى العتاب فيها لم يكن جارحا،وكان بكل ذوق واحترام، أما اليوم فقد اضحت الصورة مغايرة وصار العتاب في الاغنية السودانية يتسم بالكثير من عدم التسامح ، واذا قمنا بمقارنة طريقة العتاب الى الحبيب او المحبوبة من جيل الرواد ومروراً بجيل العمالقة الى هذا الجيل سوف نلتمس هذا الاختلاف بوضوح ،ففى جيل الرواد كانت اغانى العتاب جميله وليس فيها مايخدش الحبيب أو المحبوبة، ومن شدة جمالها الاخاذ كان يتغنى بها المغنون فى حفلات الاعراس، وينشدها الشباب فى تلك الحقبه فى الطرقات لعذوبة الحانها وسحر موسيقاها وجمال معانيها مما جعل لها مكانتها الخاصة فى نفوس الناس وظهر ذلك واضحا فى اغنية (أفكر فيه وأتأمل)، التى يقول فيها الشاعرعبيد عبد الرحمن (هواه بجسمى يتخلل مجاري الدم اذا تحلل..وقيع لرضاه

اتذلل وما هماه ياسيدى دا واحد اصلو بتدلل)…وهذا العتاب الشفيف يملا النفس من اللذة والبهجه، اما الان فقد اضحت طريقة العتاب للمحبوب او المحبوبه (حدث ولاحرج) ،ومثال لذلك اغنية: (اضربنى بمسدسك ) لشكر الله و (لو مابكيتك سنة ) لطه سليمان… (السوداني) استطلعت مجموعة من اهل الوسط الفني عن سبب تدحرج العتاب في الاغنية السودانية فماذا قالوا..؟
مشكلة مجتمع:
يقول الشاعر عبد الوهاب هلاوي ان المجتمعات كلما كانت متحضرة.. كل ماكانت فيها القدرة علي التعبير المختلف في المواقف التي تكون جارحة بالنسبة للطرف الاخر.. ولعل العتاب والتسامح من اشكال التحضر،والاعتذار شئ جميل ومن المفترض ان تكون اغانينا مرآة تعكس مايدور في مجتمعنا الذي يتسم بالطيبة والتسامح ، ولكن أغاني هذا الجيل تختلف عن الاجيال السابقة ،نسبة لتغير اشياء كثيرة منها المفردة نفسها ،حيث صارت مصطلحات الشارع هي التي تعبر عن الحبيب او المحبوبة، ولذلك تتنوع فيها الكلمات ذات المضمون الجارح ، والعتاب له انواع كثيرة منها العتاب بالنظرة ،والصمت ،والكلمة وفي هذه الاخيرة من المفترض ان تكون شفافة وليس جارحة للحبيب.
ماذنب الشعراء.؟
بينما يقول الشاعر الشاب محمد ديكور ان الزمن اختلف والمجتمعات اتغيرت واضاف: (افتكر القسوة دي مستمدة من المجتمع والعتاب اضحى جارحا ليس من الشعراء فهم الذين يتحسسون آلام الاخرين ويقومون بعكسها في قصيدة، والشعراء تشكلهم بيئتهم لذلك شيء طبيعي ان يكون العتاب بهذة الطريقة مثل (لومابكيتك سنة).. وهذا شي طبيعي ناجم عن التعامل مع الاخرين بنفس هذا اللهجة الحادة ،ويضيف ديكور:ان شعراء هذا الجيل ليسوا بهذه القسوة ولكن هذا هو حال المجتمع والشاعر هو مرآة للمجتمع يعكس ما بداخله من قسوة وحنية واذا كانت القسوة هي السائدة ماذنب الشعراء..؟؟
ونسة ساااكت:
ويقول الفنان (خالد الصحافة) أن الطريقة التى يغنى بها بعض الفنانين الشباب والمتمثلة في ترديد الغناء الجارح وتجسيد القسوة ويعتبرونها ناتجة من المجتمع، انا اختلف معهم، واقول لهم هذا ليس اختلافا في المجتمع ولكنه اختلاف في المفردة عموما، والذين يتغنون بمثل هذه الاغاني ويعتبرونها عتابا اقول لهم بأنها ليست لها اية علاقة بالعتاب.. وهو (هبوط) في الكلمة ليس الا ، ويضيف الصحافة: (اذا جلست مع بعض الذين يروجون لمثل هذه الاغاني و(اتونست) معاهم ستجد هذه هي طريقة عتابهم معك ، مما يؤكد ان اغنياتهم تلك لاتعدو مجرد كونها (ونسة).. وهذا تغيير جيل في الكلمة وليس له علاقة بالموروث الغنائي والكلمة الجارحة في الاغاني السودانية اصبحت تتمدد والموضوع طويل والله يستر..!!

شئ طبيعي:
(خنت قلب بجد بريدك إن شاء الله تشقي وتضوق المرة واصلوا ماتلقي البريدك)…هكذا ابتدر الفنان الشاب احمد البنا حديثه معنا واضاف هذا شيء طبيعي ان نغني مثل هذه الاغاني الذي يعتبرها الكثير من الناس فيها نوع من القسوة ولكن في هذا الزمن اصبحت الخيانة هي سيدة الموقف والتسامح في الاغاني اصبح قليلا وانا عندما غنيت (خليتك لي الله) انتشرت هذه الاغنية انتشارا غير مسبوق ويضيف احمد : انا زول خائن اسامحو كيف..؟

السوداني

تعليق واحد

  1. .. الحق مش عليكم .. الحق على الجماهير .. والاعلام الذى يكثر من تقديم امثالكم .. زمان خلال الدورة المدرسية امثالكم لا يستطيعون اجتياز لجان الاختبار للمشاركة فى الفعاليات .. لجان فشلت جميع سبل المحاولات فى التعامل معها او الدخول اليها عبر الواسطات والمجاملات والهدايا .. لن تجد طريقا لها الا عبر الموهبة الصادقة الحقيقية المؤثرة القوية التى تفرض نفسها .. حتى الازياء كانت ضمن مواد الاختبار مثل ( الصوت ..الاداء..الحضور ).. هذه هى لجان الدورات المدرسية فى ذلك الزمن الجميل .. فمابالكم بلجان النصوص والاذاعة والتلفزيون والمسرح .. دي مراحل دراسات وتحضير عليا يصعب الخوض فى تفاصيل حجمها و قرارها .. يعنى ذي مواهبكم واعمالكم الغنائية وآدائكم وحضوركم وازيائكم اللابسنها دي لا تؤهلكم حتى لمجرد المرور فقط عبر الطريق الذي يؤدى الى موقع مكتب استقبال مقر اللجنة .. ناهيك عن مقابلة مسؤول مكتب الاستقبال نفسه او الفراش او تصريح الدخول .. دا كلام كبير .. اللجان الحالية والمشاركين فى تقييم المواهب عبر برامج التلفزيون وغيرها .. هؤلاء القائمين على امر التقييم نفسهم يحتاجون الى تقييم .. ((( وفاقد الشئ لا يعطيه ))).. وحينما تغنى اسماعيل حسب الدائم لم ننتظر احد كى يحدثنا عن ابداعه وفنه .. وحينما تغنى الراحل المقيم خوجلى عثمان .. ادهش الحضور فى حدائق عبود بمدينة بحري .. لم ننتظر احدا ليخرج الينا ويطلب الاستماع الى صوته المميز او التأمل فى طلته البهية واناقته العصرية .. ((( دا برضو كلام يازمن )))؟! .. ابحثوا عن مواهب اخرى تناسب مقدراتكم .. ومؤهلاتكم فى ميادين اخرى قد تكون افيد لكم و للبلاد والعباد !!

  2. وخليك من الأغنية السودانية شوف شكل الفنان السوداني بقى كيف لا تقول لي تقليعة ولا كلام فاضي عالم قبيح والله

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..