مقالات متنوعة
“الوطن والبُقجة”

جرأة
امرأة يبدو أنها في نهاية عقدها السابع، تتجول يومياً بالقرب من مستشفى بحري التعليمي، وتثقل كاهلها بحمل عدد من الجوالات والأكياس، ملامح وجهها؛ الذي رُسمت عليه “شلوخ”، يكسوها المرض والإعياء، لكنها تتحامل على نفسها، وأحياناً تطلب من المارة مساعدتها في حمل الجوالات التي تخفي ما بداخلها، رغم أن ظاهرها متسخ، وربما هي قصاصات من قماش، أو قارورات مياه.
وعند الليل تتوسد تلك المرأة “العجوز” جوالاتها وأكياسها، لتنام عليها بالجهة الشمال من بوابة الطوارئ والحوادث في مستشفى بحري، والناظر إليها يلحظ أنها تنام غير مبالية بكل ما يحدث، لتبدأ في الصباح “رحلة الكر والفر” من جهة لأخرى في تلك الشوارع.
وربما تراودك أسئلة على شاكلة “من أين تلك المرأة ؟.. أين أهلها ؟.. كيف تعيش حياتها ؟..وووو….، لكن الشاهد أن أمثالها كُثر في المجتمع السوداني من الجنسين، من يحملون “البُقج” كما نُسميها، أو الذين لايقون على حمل أنفسهم، أو ثيابهم الممزقة.
تذكرت هؤلاء، وهذه الأيام تداهمنا الأحاديث عن الوطن، والتشديد على المحافظة عليه من الأعداء، وهو كذلك، وكما قال الشاعر : بلادي وإن جارت عليّ عزيزة.. وأهلي وإن ضنوا عليّ كرام، وغيرها من الأشعار التي تمجد الأوطان.
الوطن يعلو ولا يُعلى عليه، فهو الملاذ الآمن، يحتوينا بالدف والحب والحنان، لكن السؤال الذي يطرح نفسه.. ماذا فعلنا من أجل الوطن ؟، مع الإشارة إلى وجود الكثيرين الذين يخلطون بين الوطن والحكومة، فمنهم من يسيئون للوطن، ويقصدون الحكومة، كما فعل البعض، حينما أساءوا عبر فيديو على طريقة “توم أند جيري” لـ(السودان والدول المجاورة).
الكثير من السياسيين، خاصة الحكام، يُكثرون من الحديث عن الوطنية؛ عندما تضيق عليهم الأوضاع، رغم أن بعضهم اختزل الوطن في “جيبه”، فاغتنى على حساب “الوطنية المزيفة”؛ التي تقُال ويُراد بها باطل، أو أهواء شخصية، ولا نستثنى من ذلك بعض المعارضين للأنظمة، الذين يبيعون ويشترون في الوطن.أخيراً :”من يخن وطنه، ويمزقه بأفعاله، ربما لايجد غداً بقجة يأوى إليها”.
امرأة يبدو أنها في نهاية عقدها السابع، تتجول يومياً بالقرب من مستشفى بحري التعليمي، وتثقل كاهلها بحمل عدد من الجوالات والأكياس، ملامح وجهها؛ الذي رُسمت عليه “شلوخ”، يكسوها المرض والإعياء، لكنها تتحامل على نفسها، وأحياناً تطلب من المارة مساعدتها في حمل الجوالات التي تخفي ما بداخلها، رغم أن ظاهرها متسخ، وربما هي قصاصات من قماش، أو قارورات مياه.
وعند الليل تتوسد تلك المرأة “العجوز” جوالاتها وأكياسها، لتنام عليها بالجهة الشمال من بوابة الطوارئ والحوادث في مستشفى بحري، والناظر إليها يلحظ أنها تنام غير مبالية بكل ما يحدث، لتبدأ في الصباح “رحلة الكر والفر” من جهة لأخرى في تلك الشوارع.
وربما تراودك أسئلة على شاكلة “من أين تلك المرأة ؟.. أين أهلها ؟.. كيف تعيش حياتها ؟..وووو….، لكن الشاهد أن أمثالها كُثر في المجتمع السوداني من الجنسين، من يحملون “البُقج” كما نُسميها، أو الذين لايقون على حمل أنفسهم، أو ثيابهم الممزقة.
تذكرت هؤلاء، وهذه الأيام تداهمنا الأحاديث عن الوطن، والتشديد على المحافظة عليه من الأعداء، وهو كذلك، وكما قال الشاعر : بلادي وإن جارت عليّ عزيزة.. وأهلي وإن ضنوا عليّ كرام، وغيرها من الأشعار التي تمجد الأوطان.
الوطن يعلو ولا يُعلى عليه، فهو الملاذ الآمن، يحتوينا بالدف والحب والحنان، لكن السؤال الذي يطرح نفسه.. ماذا فعلنا من أجل الوطن ؟، مع الإشارة إلى وجود الكثيرين الذين يخلطون بين الوطن والحكومة، فمنهم من يسيئون للوطن، ويقصدون الحكومة، كما فعل البعض، حينما أساءوا عبر فيديو على طريقة “توم أند جيري” لـ(السودان والدول المجاورة).
الكثير من السياسيين، خاصة الحكام، يُكثرون من الحديث عن الوطنية؛ عندما تضيق عليهم الأوضاع، رغم أن بعضهم اختزل الوطن في “جيبه”، فاغتنى على حساب “الوطنية المزيفة”؛ التي تقُال ويُراد بها باطل، أو أهواء شخصية، ولا نستثنى من ذلك بعض المعارضين للأنظمة، الذين يبيعون ويشترون في الوطن.أخيراً :”من يخن وطنه، ويمزقه بأفعاله، ربما لايجد غداً بقجة يأوى إليها”.
صحيفة الوطن
From: أمير علي الكعيك [email protected]