مقالات وآراء

المتوكل محمد محد موسى

 

الحرب غير المسبوقة التي إندلعت في السودان في الخامس عشر من أبريل 2023م كانت ضارية وسريعة الإنتشار شديدة الوقع على السودانيين ، فبين ليلةٍ وضحاها واجه السودانيون أوضاعاً مزرية وخطيرة ، لقد قُتل عددٌ كبير منهم ، وخسروا أموالهم ودُمِّرت بيوتهم، إذ لم تترك لهم الحرب السريعة والعاصفة وقتاً لتدبير أمورهم فبعضهم خرج بملابسه فقط من شدة أوارها وفظاعاتها ، والمحظوظون هم من حملوا معهم مستنداتهم فقط.

أكثر من عشرة ملايين فروا في زمنٍ وجيزٍ إلى دول الجوار يبحثون عن مأوى آمن ريثما يلتقطوا أنفاسهم ثم يروا كيفية الخروج من هذا المأزق الذي وجدوا أنفسهم فجأةً فيه ، يواجهونه دون سابق إنذار وبلا حولٍ منهم ولا قوة.

إندفاع السودانيين بهذه الأعداد الكبيرة للجوء في دول الجوار أدى إلى ضغوط وصعوبات في الدول التي فروا إليها ، من هذه الدول دولة ليبيا ، فليبيا أصلاً دولة قليلة السكان ، تعداد سكانها نحو 7 مليون ونصف المليون مواطن وبالتالي فالبنية التحتية للعقارات المتاحة لن تفي بحاجة أعداد اللاجئيين الكبيرة ، ولذا واجهوا مشكلةً كبيرة في موضوع الإيواء والسكن خاصة في ظل هذه الأيام من أيام الشتاء إذ تتميز ليبيا بشتاءٍ قاسٍ للغاية.

مما يُحمد له أن السلطات الليبية رحبت بمقدم اللاجئيين السودانيين رغم التحديات التي تواجهها ، وسمحت لهم بالبقاء وإلتحاق التلاميذ بالمدارس ، والآن تبذل مجهودات جبارة في سبيل تقديم حل لمشكلة الإيواء وتقديم الإغاثة والمعونات.

ضمن جهود الحكومة الليبية لتخفيف آثار المحنة على اللاجئيين السودانيين، أرسلت وفداً برئاسة الفريق عبدالباسط لطفي أبوغريس مكلفاً من قبل السيد القائد العام للقوات المسلحة الليبية للإجتماع بوفد بعثة الأمم المتحدة الذي وصل ظهر يوم الخميس التاسع عشر من ديسمبر 2024م إلـي مدينة الكُفرة، وقد كان الأمم المتحدة برئاسة السيدة إستيفان خوري.

وحسب منشور المكتب الإعلامي لجهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية ، عُقد الإجتماع بحضـور رئيس جهاز المُخابرات العامة الليبية ، اللواء سليـمان العبّار وآمر القطاع العسكري الكفرة ، وصلاح محمود الخفيفي رئيس جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية ومدير مديرية أمن الكُفرة ، والأمين العام الهلال الأحمر الليبي ، ورئيس الهيئة الليبية للإغاثة ، وغرفة الطوارئ بوزارة الصحة ، وعميد بلدية الكفرة.

كان الهدف من الإجتماع مناقشة الأوضاع التي يعيشها السودانيون الذين لجأوا إلي دولة ليبيا بسبب الحرب الضارية التي تشهدها دولة السودان ، وكيفية تأمين إحتياجاتهم الضرورية واللازمة لتحقيق الإستقرار لهم خلال فترة تواجدهم ولجوئهم إلى دولة ليبيا ، بلإضافة إلـي متابعة المشاريع الإنسانية التي تنفذها البعثة الأممية بالتنسيق والتعاون مع الجهات ذات الإختصاص والصلة بالدولة الليبية.

قد تناول الإجتماع المهم كافة التفاصيل التي تهم اللاجئين السودانيين والمشاكل التي تواجههم وكيفية معالجتها والتصدي لها ، وستشهد الأيام القادمة إنفراجاً في أوضاعهم إلى الأفضل.

نثمن الجهود الليبية الحثيثة لتخفيف العبء على أهلنا السودانيين الذين لم يسبق لهم الخروج من ديارهم بهذه الأعداد الكبيرة ، هي كارثة بكل ما تعني الكلمة من معنى ، فهناك سودانيون لم يفكروا يوما في مغادرة ديارهم وبلادهم لأي سبب من الأسباب وجدوا أنفسهم مكرهين على مغادرتها ومواجهة ظروف معقدة للغاية ، نسأل الله أن تنقشع غيوم هذه الأزمة الإنسانية المريرة ويعودوا إلى وطنهم.

 

مرفق :

 

https://www.facebook.com/photo?fbid=122190473060181161&set=pcb.122190473372181161

 

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..