سوق الكلف.. لمسات جمالية بأيادٍ رجالية.. لوازم خياطة وتطريز

أم درمان ـ درية منير
في أحد أزقة سوق أم درمان بالاتجاه الغربي من المحطى الوسطى (موقف التاكسي حاليا) ومشنقة الخليفة عبد الله سابقا، يشرع أهل الزينه وتجار الهتش والإكسسوارات التى تستخدم في الملابس في بيع ما هو لازم للخياطة والتطريز من الأنواع الجديدة والقديمة، الزقاق أطلق عليه اسم (شارع الكلف) ولازال يحتفظ بمسماه حتى الآن رغم التطور والحداثه التى طغت على معظم شوارع ومعالم أم درمان القديمة.
في رحلة البحث عن أشهر تاجر يعمل في هذه التجارة التي لا زالت قائمة رغم صعوبات الاستيراد وهجرة البعض، علمنا أن (الطاهر خلف الله الدابي) أول من افتتح دكاناً لتجارة الدمور المصنوع يدويا بجانب (الفُراد والشالات والقنج والعمم) في سوق أم درمان وكان ذلك في العام 1936م، بمبنى مشيد من طين الجالوص قبل الترميم والتحديث، (أمير) الذي ورث الدكان عن أبيه وتربى وسط أزيز الماكينات وطقطقات الزاير والسست والإبر والخيوط سعى محافظا على اسم والده، حيث تلقى جميع مراحله التعليمية من ذات الدكان وتخصص في الاقتصاد إلى أن هاجر ثم عاد بعد أن توفي والده وأخوه الأكبر.
توسع التجارة
يشير أمير أحمد إلى أن تجارة الكلف ليست جديدة ولا حديثة لكنها كانت محصورة على الأقباط واليهود والأرمن في سوق أم درمان وكانت تمسى منطقة (الفاتورة) سابقا، وهي التي تقع غرب المحطة الوسطى وأضاف: انتشرت الكلف في حقبتين الأولى كانت في أواخر الستينيات ومنتصف السبعينيات مشيراً إلى أن البداية كانت بدكانين فقط، وأردف: أول من اشتهر بالتجارة هو (قيلي) وبعدها امتدت وتوسعت من حيث الاستيراد والطلب وملحقات ومستلزمات الخياطة والموضة ورغم كل هذا التطور لا زلنا محتفظين بالقنج والشالات وسرتي العرسان والفراد إضافة إلى الخيوط وحرير التطريز والزراير وبعض ملحقات الخياطة.
أزياء رسمية
ويواصل أمير حديثه قائلاً: لفترة من الوقت اختفت ثياب (السرتي) ثم عادت مرة أخرى بجانب فراد تسمى (سيف العرب) وفراد (العظمة) والتي كانت تنسج نساجة محلية محصورة على بعض السودانيين وبعض النقادة والمصانع المحلية، وأبان أن: الفراد المضلعة كانت زياً رسمياً محصوراً على الطبقة المثقفة من المعلمات والطبيبات والطالبات، مشيرا إلى أن أشهر من ارتدتها في تلك الفترة (خالدة زاهر ـ فاطمة طالب)، مؤكداً أن هناك تجارة لبعض الإكسسوارات التي تخص ملابس العرسان والتفصيلات الفخمة لبعض السيدات مثل الخيوط الملونة بكل أحجامها وأغراضها والسكسك الذي يدخل في صناعات متعددة مثل القعدات والزينة للطاولات والترابيز إضافة إلى البدرة التي ترش لتلوين الملابس والجدران والركامات التي كانت محصورة على الثياب والعمم وأصبحت تدخل في الملابس ومسدسات اللحام الشمعية وبعض الأقمشة.
أوضاع اقتصادية
ومن حيث الحالة الاقتصادية التي تشهدها البلاد حالياً وفي ظل ارتفاع سعر صرف الدولار قال أمير: التجارة تشهد ركوداً في حركة البيع وضعفا في الأرباح وأضاف: دراستي للاقتصاد تؤكد أن التجارة تحتاج إلى صبر وطول بال مع توفر رأس المال وكل المرتكزات من دراسة الجدوى ولابد من وضع سقف للمال على أساس الشراء وتسيير الحال والمواكبة.
اليوم التالي
أشهر بائع كلّف فى فترة الستينات والسبعينات في سوق ام درمان هو العم محمد عباس ودكانه كان جوار دكان ابو خليل بتاع الفول وشرقه يقع مطعم مصطفي صبير اما غربه فقد كان يقع سوق التمارة ، كان محل العم محمد عباس نظيفا جميلا مرتبا وكان عرض الكلف والأزرار في فترينات قزاز ، بحكم سنى في ذلك الوقت لم أميز أصول العم محمد عباس هو ارمني ، يهودي ، قبطي ، ولكن المهم عندي انه كان امدرمانيا أصليا وكفى .
أشهر بائع كلّف فى فترة الستينات والسبعينات في سوق ام درمان هو العم محمد عباس ودكانه كان جوار دكان ابو خليل بتاع الفول وشرقه يقع مطعم مصطفي صبير اما غربه فقد كان يقع سوق التمارة ، كان محل العم محمد عباس نظيفا جميلا مرتبا وكان عرض الكلف والأزرار في فترينات قزاز ، بحكم سنى في ذلك الوقت لم أميز أصول العم محمد عباس هو ارمني ، يهودي ، قبطي ، ولكن المهم عندي انه كان امدرمانيا أصليا وكفى .