عمر الشيخ.. أمير شعراء البادية والتويا.. تتويج كردفاني

الخرطوم – سارة المنا
ليلة ما منظور مثيلا شهدها مسرح عروس الرمال بمدينة الأبيض وسط حضور رسمي وشعبي كبير، تقدمهم مولانا أحمد إبراهيم الطاهر الرئيس الأسبق للبرلمان ووالي الولاية أحمد هارون ووزير الثقافة خالد الشيخ، حيث تم تكريم الشاعر عمر الشيخ رباح بمبادرة كريمة من أبناء المجانين نظراً لمساهماته وأشعاره الراسخة في الوجدان.
تقدَّم هارون الحاضرين وكرَّم المحتفى به بوشاح البادية وأدب البداوة، وتبارى عدد من الشعراء بتقديم أعمال شعرية من عمق التراث الكردفاني قدمها ود نقد الله وود إدريس وإبراهيم جمعة وودالوسيلة ويوسف البلال وغبوش وغيرهم، وجدت تفاعل واستحسان الحاضرين، كما قدمت فرقة كردفان التراثية عدداً من الأعمال الفنية، بجانب مشاركة بعض الفنانين في الليلة البهيجة.
سيرة ومسيرة
الشاعر عمر الشيخ محمد رباح من أبناء المجانين منطقة المزروب بكردفان، ولد في العام 1953م وتلقى تعليمه بمدرسة المزروب الأولية، ثم معهد الكاملين العلمي، وقبلها كان في خلوة الشيخ ود بدر، بدأ كتابة الشعر في مطلع الستينيات، وهو طالب في الوسطى.. عمل موظفاً بمستشفى سودري وهيئة توفير المياه الريفية، ثم انتقل إلى وزارة الثقافة والإعلام والمصنفات الأدبية حتى نزل المعاش، وتناول في شعره (الدوبيت، الجالسة والتويا)، ويعد عمر الشاعر الأبرز في المنطقة، له ديوان شعر واواي والوناقيب كما له مجموعة من الأشعار الخاصة بأبناء المجانين مثل الكرم والحماس وأشهر ما كتب عن الطبيعة “يا حليل الخريف وهرع الضحى القناص.. وبرقا فوق نقاقير الرعد رقاص.. شايل ليلنا فوقنا مولع الرصاص.. بعتم فوق مكاميش السحاب الرأس.. وذكرني الخريف قوزا مدلي فريقا نازل هيصا جبخان ونحاس وشقيقا”.. يحب الهدوء والبعد عن الناس.. عمر الشيخ طريح الفراش لأكثر من ثلاثة أعوام فاقداً للذاكرة بعد أن دخل في تحدٍّ مع مجموعة من الشعراء، وصاغ قصيدة من سبعمائة وعشرين بيتاً.
دار نشر خاصة
أعلن الأديب بشير جمعة سهل الشروع في تأسيس دار نشر للإبداع والتراث الكردفاني. وقال: “نحن نحتفل بتكريم (واواي الوناقيب) و(أسافر أخرى) وأشعار عمر الشيخ رباح، وهو يعبر عن من سبقوه في هذا الدرب وخططوا وجدان كردفان.. ومنطقة المزروب المجانين ساهمت كثيراً في كل ما يتعلق بالفنون والمعارف والأنشطة الثقافية”.
الوفاء لأهل العطاء
من جهته، قال وزير الثقافة والإعلام إن فكرة التكريم نبعت من جلسة تحت شجرة نيمة وتطورت المبادرة وصارت واقعاً، خاصة وأن الشاعر عمر الشيخ كان موظفاً بالوزارة، وطبع ديوانه (واواي الوناقيب). وأضاف: “الشاعر أحاطت به مصيبة كبيرة وقد فقد ذاكرته، ولذلك تداعى الشباب لتكريمه والهدف إعادة سيرته وذكرياته وتعريف الناس به، واقترحنا تدشين ديوان الشعر في قصر الثقافة، ومولانا أحمد هارون شارك في المبادرة لأنه يؤمن بالوفاء لأهل العطاء بتبرعه بمنزل للشاعر، وتكفل بعلاجه، لأن عمر الشيخ كتب على قاعدة ذهبية، والشخص يُعرف بشهرته”.
تجربة متميزة
فيما قال أحمد حماد: “جاءت فكرة تكريم الشاعر كمبادرة من أبناء المجانين لعطائه الثر وإبداعاته الشعرية التي نفتخر بها، كما أنه يستحق منا كل التقدير والاحترام، إضافة إلى تسليط الضوء على التجربة الشعرية المتميزة، وعكسها للآخرين
اليوم التالي




يا سلام ذكرتنا الهرع يظللنا فترات الحش والجنكيب من الخريف، ومن لا يعرف طبيعة الهرع يترك العمل ويهرع للحلة يقول المطرة تواً ستنهمر كأنها من أفواه القريب ولكن ما أن ينتصف النهار حتى ويتبدد الهرع أو يضّاير وينحسر أجزاء متفرقة في جهات بعيدة عن كبد السماء وفي المساء أو بعد الظهيرة يتحول الهرع لسحب ركامية ممطرة تنطلق من ناحية في الأفق تسوقها رياحها الباردة بسبب هطولها في تلك الناحية وتسير بها مع وميض البروق ودوي الرعود فتغمر البوداي والزروع مياه تسقي الحرث والنسل وتنمي الزرع والحقل – ما أجمل الخريف في كردفان وبوادي السودان..
يا سلام ذكرتنا الهرع يظللنا فترات الحش والجنكيب من الخريف، ومن لا يعرف طبيعة يترك العمل ويهرع للحلة يقول المطرة تواً ستنهمر كأنها من أفواه القريب ولكن ما أن ينتصف النهار حتى ويتبدد الهرع أو يضّاير وينحسر أجزاء متفرقة في جهات بعيدة من كبد السماء وفي المساء أو بعد الظهيرة يتحول لسحب ركامية ممطرة تنطلق من ناحية في الأفق تسوقها رياحها الباردة بسبب هطولها في تلك الناحية وتسير بها مع وميض البروق ودوي الرعود فتغمر البوداي والزروع فتسقي الحرث والنسل وينمو الزرع والحقل – ما أجمل الخريف في كردفان وبوادي السودان..