المخدرات وعقلية مايو والإنقاذ

أسماء محمد جمعة
قبل يومين وبمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات صرح رئيس اللجنة القومية لمكافحة المخدرات، الجزولي دفع الله بأن نسبة تعاطي المخدرات بالجامعات 10% وهذه النسبة نتيجة دراسة مضى عليها خمس سنوات ومازالت اللجنة تعتمد عليها، بالرغم من ارتفاع عدد العاملين في تجارتها وتعقيد الأسباب المؤدية لتعاطيها، وهناك الكثير الجديد والمثير في عالم تعاطي المخدرات بالجامعات، فعلى اللجنة القومية أن تقوم بعمل تحديث لمعلوماتها كل عام، لأن الموضوع جد خطير ولا يتحمل التقليدية في العمل.
الجزولي دفع الله لم يكتفِ بتلك المعلومة القديمة بل قال إن أغلب المتعاطين من أسر مقتدرة ماليا، وفي الحقيقة هو لم يقل الحقيقة، فكل الأدلة والبراهين تدحض كلامه لعدة أسباب، أولا لأن هذه البلد عدد غير المقتدرين فيها أكبر من عدد المقتدرين، وأسباب انتشار المخدرات بينهم أكثر وعليه احتمال تعاطيهم أكيد أكبر، والـ 10% التي ذكرها حسب الدراسة القديمة أغلبها يتركز في أعرق الجامعات الحكومية وهذه الجامعات أغلبها فقراء وغير مقتدرين.
ثانيا معروف أن تجارة المخدرات تنتشر بسبب الفقر والعطالة.
ثالثا البنقو يزرع في جنوب دارفور ومن خلال رحلته الطويلة من مناطق الإنتاج إلى الأسواق في جميع أنحاء السودان لا شك أنه ترك خلفه عددا مقدرا من المتعاطين، وعليه كلام السيد الجزولي ستكون نتيجه كارثية لأنه سيؤثر على سياسات المكافحة فتركز الدولة على المقتدرين وتترك الفقراء.
رئيس اللجنة كشف عن اتفاق مع رئاسة الجمهورية لإنشاء محاكم ونيابات خاصة بقضايا المخدرات لأن الأحكام ضد المتورطين في المحاكم العامة غير رادعة، ونفى أن تكون هناك جهات نافذة متورطة في قضايا المخدرات، السؤال ما قيمة المحاكم الخاصة إذا القوانين واحدة أم ستوضع لها قوانين جديدة خاصة بها، هذا كلام غريب فعلا، ثم من الذي طلب من الجزولي أن يدافع عن الجهات النافذة وتبرئتها من التورط في تجارة المخدرات، مع أنه لن يقنع أحدا لأن حاويات المخدرات لا يمكنها أن تدخل أية دولة أن لم يكن خلفها نافذين وستثبت الأيام ذلك يوما ما.
كل هذا كوم وما قاله رئيس اللجنة عن المدمنين كوم آخر، فقد أكد سيادته أن اللجنة عجزت عن علاج عدد من المدمنين ليعودوا أصحاء بسبب عدم وجود الإمكانات اللازمة، إذا كانت الدولة لا تستطيع أن تتحصل على إمكانات لعلاج المدمنين، كيف يمكنها إنشاء محاكم خاصة فتترك المهم من أجل الأقل أهمية، سيادته قال أيضا إن اللجنة الآن تركز على من لم يتعاطوا وإنهم اتفقوا مع رئيس الجمهورية على تحقيق المثل الذي يقول (الجفلن خلهن اقرعوا الواقفات) في إشارة إلى أنه لا يجب الاهتمام بالمتعاطين باعتبار أن الدولة استغنت عنهم فاعتبرتهم كالبهائم، مع أنه من الممكن إعادة (الجفلن) وأيضا (قرع) الواقفات ولكن أنها عقلية مايو والإنقاذ.
إذا كان هذا مستوى تفكير اللجنة القومية لمكافحة المخدرات اعتقد أن عدمها أحسن من وجودها واقولها للمرة الثانية مشكلة هذه البلد هي هذه النوعية من العقول التي هي أخطر من المخدرات نفسها، فقبل فترة قال مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في منبر طيبة برس إن تعاطي المخدرات وانتشارها في المجتمع السوداني سببه الرفاهية وليس العطالة والفقر، نقولها للمرة الألف تجارة وتعاطي المخدرات وكل الظواهر السالبة لن تختفي ما لم يتحسن الوضع الاقتصادي ويجد الشباب الاهتمام والحُب والرعاية والعمل والمناشط والتعليم، ولكن لن يتعافى السودان من أية مرض أو ظاهرة أو مشكلة ما لم يتخلص من عقلية مايو والإنقاذ.
التيار
تخترح يصرح الجزولى الفاشل عن اللجنة ويولى امسب شخص هو بكرى ” لدية خبرة فى مكافحة المخدرات وخاصة ادماجهم فى المجتمع ليصبحوا قيادات مؤثره
تخترح يصرح الجزولى الفاشل عن اللجنة ويولى امسب شخص هو بكرى ” لدية خبرة فى مكافحة المخدرات وخاصة ادماجهم فى المجتمع ليصبحوا قيادات مؤثره