مقالات وآراء سياسية

قلبنا معكم رفاقنا المناضلين…

احمد بطران عبد القادر

في غمرة الغفلة والتراجع والانكسار والسير القهقري تتبني الانظمة العربية الشمولية المستبدة سياسات انهزامية تجعل اوطاننا اكثر طاعة للامبريالية العالمية ودول الهيمنة و الاستكبار والاحرص علي تنفيذ مخططاتها في المنطقة العربية الهادفة لاستغلال مواردنا واستثمارها لاضعافنا وتفتيت وحدتنا وكسر إرادة الصمود والمقاومة

ثم بطشنا وتسخير اموالنا لخدمة مجتمعاتهم وتمويل مشاريع امنها واستقرارها و تطورها علي حساب مدخراتنا ثم العمل علي زعزعت امننا القومي واستقرارنا السياسي وتصفية قضايا امتنا من سخونتها وقتلها بالحوارات الثنائية المخدرة او الاتفاقيات الاممية المزلة وافراغها من عناصر قوتها وحيويتها وحجيتها ثم فرض رؤيتها بعمل ضاغط وحصار طاغي حتي لا نستيقظ من غفوتنا ولا نفوق من غفلتنا وارهابنا بالنتائج المدمرة لو سلكنا طريق المقاومة والتحرر او امتنعنا عن بزل المال لمكافحة الإرهاب المصنوع بمخططات مخابراتهم تحت شعارات تحررية.

وهكذا اصبح المال العربي والجهد العربي يستخدم لقتل العرب وهزيمتهم في كافة الميادين النضالية وجبهات المواجهة والقتال
ولعل القضية الفلسطينية ومسالة الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني للارض العربية من اهم ميادين النضال العربي وسعيه لتحرير الارض ليعم السلام ارجاء المنطقة لذا ظل شعبنا العربي في فلسطين يعمل علي طرد الاحتلال واسترداد حقوقه المسلوبة لاقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وقطع الطريق امام مخططتاهم المهينة
وقد شهدت هذه القضية المحورية المهددة لامننا القومي العربي والسالبة للحق الفلسطيني في التحرر والاستقلال من الاهتمام ما لم تشهده قضية من قبل الا انه في الآونة الاخيرة بدأ الاهتمام بقضايا الامة العربية يضعف علوا وهبوطا وقد تاثرت كثيرا بذلك حيث اصبح الشعب العربي في فلسطين يناضل مكشوف الظهر من السند والدعم العربي الرسمي لكنها بالطبع ظلت حية لدي الشعوب الكادحة خصوصا المكتوية بنيران الاحتلال المباشرة وصلف الصهيونية
يا ترى بعد انتفاضة القدس المباركة والتي تاتي لنضالات عميقة وانتفاضات متتالية وهذه البسالة وكسر هيبة العدو هل تعود القضية الفلسطينية الي سابق عهدها وتصبح القضية الام ورمز الوحدة العربية والصمود العربي والبسالة؟
ام سيلتفون عليها و يدخلونها سوق النخاسة الدولي عملا بمبدا السلامة والانكسار؟
علي كل ستظل هذه القضية عصية علي التصفية والنسيان لان ارادة الشعوب الحرة لاتقهر ولا تتراجع عن مطلبها للحرية والاستقلال وهي الغالبة والمنتصرة في نهاية المطاف طالما انها لم تتوقف عن فعلها النضالي المؤثر في مسير كفاحها الطويل الصامد الباسل
ولئن كانت الدولة العربية ادارت ظهرها للقضية الفلسطينية وقبلت بالخيارات المطروحة والتي تهضم الحق العربي وتظلم الشعب الفلسطيني في ارضه و دياره وقد اصبحت هذه الدول اكثر تسابقا علي نيل رضى الولايات المتحدة الأمريكية وتبني رؤيتها للسلام في المنطقة وانفاذ مشاريع التطبيع مع الكيان الصهيوني وشراء السلام مقابل الأرض تارة والسلام مقابل السلام تارة اخري فإن قناديل الثورة والمقاومة الفلسطينية لم تنطفيء وظل الشعب الفلسطيني منذ انتفاضة الحجارة في ثمانينات القرن الماضي مواصلا في مشروعه النضالي بكل بسالة وكبرياء وقد جرب كافة الوسائل والسبل لتحرير ارضه وانهاء الاحتلال لا يضره تراجع الدعم والسند العربي او ضموره او تخليه وكلما حاولوا قتل هذه الروح النابعة من موروث ثقافي عميق ومتجزر الا تفاوض والا اعتراف والا سلام والا اقتسام للأرض بل تحرير وازالة لدولة الاحتلال الإسرائيلي من الوجود
ورغم حالة الانقسام الفلسطيني إيذاء رؤيتهم لعمليات التفاوض مع الكيان الصهيوني المحتل الا ان الارادة الشعبية الفلسطينية تتجه للتحرر والانعتاق من ظلم الإحتلال الإسرائيلي وفساده وقمعه واستبداده لبناء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس هذا هو عزمهم ان تنازلوا مرحليا وقبلوا بخيار الدولتين
واليوم المد الفلسطيني يحدث مفاجأة صادمة للقوي الدولية التي نشطت في الفترة الماضية وعملت علي ترتيب الأوضاع في المنطقة العربية حسب فلسفتها ومصالح الرأسمالية العالمية الداعمة لدولة الكيان الصهيوني من منطلقات مصلحية تتناقض مع القيم والأخلاق والمثل الإنسانية وحتى مع ثقافات شعوب تلك الدول التي لا تعترف بدولة الاحتلال وتؤمن بالحق الفلسطيني في الحرية والاستقلال

واليوم شعوب العالم بأثره تتظاهر وتحتج علي استخدام الالة الحربية الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني وقتل المدنيين العزل وتدمير مجمعاتهم السكنية فوق رؤوسهم والعالم الحر الرسمي يتفرج والصمت العربي الرسمي يتكرر ونحن كشعوب مقهورة ترزح تحت وطأة انظمة عميلة لا نملك الا ان نخرج علي صمتنا ونضغط علي حكوماتنا لتستنكر وتشجب وتدين حتي ياتي اليوم الذي يتحول فيه دعمها للكيان الصهيوني باستثماراتها عنده الي دعم حقيقي للجهد والنضال الفلسطيني ثم المواجهة مع العدو المحتل وهزيمته وازالته من الوجود وحتي ذلك الحين فان قلبنا معكم رفاقنا المناضلين في فلسطين العروبة والفردوس المفقود

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..