علاء الدين محمد ابكر
يعتبر الخروج عن النص مطلوب علي خشبة المسرح بشرط أن يكون من خلال اداء ممثل محترف متمكن يسهل عليه التلاعب بالكلمات بدون ان يشعر المتفرج بذلك والهدف منه اضافة المزيد من التشويق و المرح و هناك العديد من نجوم المسرح العربي اجادوا فن الخروج من النص منهم الزعيم عادل إمام والراحل سمير غانم وفي السودان الراحل الفاضل سعيد و لكن الخروج عن النص في الخطاب السياسي يعد مشكلة كبيرة قد تقود إلى مالا يحمد عقباه من توتر العلاقات الدولية التي قد تضر بمصالح البلاد فالمسؤول السياسي تعتبر كل كلمة تخرج منه هي بمثابة تصريح رسمي لا يمكن التراجع عنها حتي و لو كان في ذلك في جلسة خاصة لذلك ينبغي دائما التحلي بالدبلوماسية عند اي حديث وذلك ما لم يحالف الجنرال ياسر العطا مساعد قائد الجيش عندما فتح النار علي دول الامارات وتشاد واوغندا موجه لهم الاتهام بتقديم الدعم العسكري للدعم السريع في اطار الحرب التي يشهدها السودان
الجنرال ياسر العطا سبق له العمل ملحق عسكري بسفارة السودان بدولة جيوتي لفترة عشرة سنوات و بالتالي من المفترض ان يكون قد اكتسب خبرة ديبلوماسية بحكم الاحتكاك المباشر مع رجال السلك الدبلوماسي وبالتالي يعد رجل دبلوماسي بحكم الامر الواقع
ان التصريحات الحماسية لا تصلح في العمل السياسي خاصة كانت صادرة من شخصية سيادية فقد كان بامكان الجنرال ياسر العطا الاجتماع مع وزير الخارجية وتمليكه المعلومات بالأدلة والبراهين عن الدول التي وجه اليها الاتهام بالتورط حرب السودان ومن ثم ياتي دور وزارة الخارجية باستدعاء سفراء تلك الدول ولفت نظرهم عن ما يحدث واذا لم يجدي ذلك نفعاً تكون الخطوة التالية هي طرد السفراء وابلاغ مجلس الامن الدولي و لكن اي اجراء خلاف ذلك يعد خروج عن النص وهو بالطبع غير مطلوب من رجال الدولة التي ينبغي لها اتباع سياسة خارجية موحدة
𝗮𝗹𝗮𝗮𝗺9770@𝗴𝗺𝗮𝗶𝗹.𝗰𝗼𝗺
كلامك صحيح لكن الا يمكن أن يكون الأمر مقصود حتى لا يقود للخطوات الدبلوماسية التي ذكرتها وتكون مجرد إرضاء لقطاع كبير يظن للامارات دور في هذه الحرب بفعل الاعلام.. الحقيقة هذه الحرب فيها كثير من الأمور الغير مفهومة وهناك امر مربك في علاقات كل الأطراف ببعضها البعض وحتى الدور الخارجي يظهر فيه هذا الارتباك حتى أن البعض صور هذه الحرب بأنها مسرحية ضحيتها الشعب.