تأملات في جدلية التغيير (١)

مشاريع التغيير المطروحة في الواقع السوداني اليوم تبدو جامدة ،خاملة ومكررة مع تفاعل أقل مايمكن أن يوصف به بأنه ضعيف من قبل الجماهير وذلك على الرغم من المعاناة الكبيرة والقضايا الكثيفة والمتشعبة في محيط المعضلة السودانية ، الأمر الذي يصنع وبصورة مستمرة السؤال الملح وهو لماذا يتكرر فشل محاولات التغيير ؟!

تجدر الإشارة في البداية أن التغيير المقصود هو الذي يتبع الوسائل المدنية ، ووسائل المقاومة اللاعنفية وذلك بالطبع لاينفي أن العمل المسلح أو الوسائل العنفية يمكن أن تنتج تغييرا في المشهد السياسي ولكن تجاوزها هنا يأتي لأسباب عديدة أهمها أن التاريخ أثبت بتكرار مستمر وفي جغرافيات متعددة أن السلاح كوسيلة للتغيير لا يمكن التعويل عليه في إحداث التغيير الحقيقي ذلك بالإضافة إلى التكلفة العالية المترتبة على العمل المسلح .

وابتداء نقول أن التغيير يحدث بين وعيين، وعي فردي بالواقع وسوءه يقود إلى وعي جماعي بضرورة تغيير هذا الواقع ، الوعي الفردي باللحظة وبالواقع هو أولى خطوات التغيير ، وهو عملية فردية وشخصية بحتة تنتج عن تفكير الفرد الإنسان ووعيه بنفسه وبالواقع المحيط به .

* ثنائية الرفض والأمل

التغيير المقصود بطبيعة الحال أيضا هو التغيير للأفضل ، فمصطلح التغيير نفسه مصطلح شائك لدينا وذلك كجزء من أزمة المصطلحات وضبطها والمفاهيم الأولية في السياسة السودانية ، ولذلك وقبل كل شيء يجب علينا الرجوع أولا إلى المفاهيم الأولية والاتفاق على تعريف مضبوط للمصطلح ، فالتغيير وبأبسط معانيه هو إحداث شيء جديد ، إنتاج واقع سياسي واجتماعي مختلف وجديد الذي يتطلب بالضرورة وفي سياق حديثنا أن يكون أفضل من الواقع السيء ( بالضرورة أيضا ) الذي سبقه .

تفكيك التعريف السابق يفضي مباشرة إلى مكونين أساسيين ، واقع قديم حادث وأخر جديد لم يأت بعد ، وبما أن وعي اللحظة هو أولى خطوات التغيير فإنه يقود مباشرة إلى معرفة هذا الواقع السيء وتحديد مكوناته وجوانبه المختلفة وصولا لما يمكن أن نطلق عليه (الرفض) لهذا الواقع ، فالرفض إذا هو مرحلة من مراحل التغيير والتي تخرج الفرد من حالة اللامبالاة إلى حالة من الوعي تجعله على دراية بسوء واقعه وتجعله في نزاع وتضاد معه .

وبنفس الأهمية يكون توضيح شكل الواقع الجديد والذي بطبيعة الحال يستنبط تلقائيا من الواقع القديم هذا الواقع الجديد و(الأفضل) يروج لما يمكن أن نطلق عليه (الأمل) ، الأمل الذي يصنع بتعريف دقيق ومحدد للواقع الجديد والذي يأتي في حال نجاح مشروع أو مشاريع التغيير .
تتساوى قيمة الأمل في مستقبل يمكن أن يكون أفضل والترويج له مع قيمة الرفض وربما تفوقه خاصة في تحشيد الجماهير وتحريكهم ، لأن نقض الواقع وحده عملية بديهية كما أسلفنا ولكن المحك يكون في الواقع البديل الذي يمكن أن يصنعه التغيير وهو مايجب أن يكون ايضا عبر تحديد دقيق ومنطقي لكل جوانب هذا الأمل البديل الذي يستهدف تخفيز الجماهير .

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. السلام عليكم ، الوعي الفردي كما قلت و هو عملية فردية و شخصية بحتة تنتج عن تفكير الفرد و وعيه و كدا و دا أهم مرحلة في مراحل التغيير ، طيب انت قد يكون لديك نصف شعبك لا يصلون لمرحلة التفكير بالواقع عشان يصلو لي وعي فردي ، ف عدد زي دا كيف انا انبهو لي التفكير او الوعي الفردي دا ،، هل في مرحلة وعي جماعي بالواقع ? قبل الوعي الجماعي بضرورة تغيير الواقع ?
    هل نص شعبي مفروض يصلو الوعي الفردي اصلا ?

    و شيءٌ آخر 😅 في مرحلة الرفض و الامل ، هل محتاجين وعي بالواقع السيء دا بس ولا وعي أصلا بعملية التغيير ، وعي بالعملية الانتقالية بين عملية الرفض و الأمل?

  2. ليوقد كل منا شمعة بدﻻ عن لعن الظﻼم !
    أنسخ هذا وأرسله الى دائرة معارفك في الواتساب
    وأسالهم أن يمرروها لمعارفهم ? وهكذا ?
    ???????????????????
    1. العصيان المدني المفتوح حتى سقوط النظام هو الحل

    2. على المغتربين دعم العصيان ماديا بسلاح سوداني أصيل هو ” النفير ” ، وذلك بتوفير الضروريات الحياتية 1‏) للأسرة الممتدة و 2 ‏) لغير المقتدرين في الحي الذي يسكنونه . وللمقتدرين جدا منهم التبرع في صندوق قومي لتمويل العصيان المدني.

    3. على كل أحزاب وقوى المعارضة الشريفة أصدار بيانات تتعهد فيها بان كل من يتم فصله بسبب مشاركته في عصيان السودان المدني المفتوح ستتم أعادته الى منصبه بأثر رجعي بمجرد سقوط نظام النازية المتأسلمة .

    4. يجب أن نفعل كلنا كل ما نستطيع لهزيمة ذريعة ورهان النظام الذي يقول :” ديل عمرهم ما حيثوروا ﻻنهم خايفين من الرفد وقطع الرزق والجوع العطش والفلس !”

    5. اﻷجدى للمبادرين بالمحاولة تلو اﻷخرى لتوحيد العمل المعارض اﻹنضمام الى مبادرات سابقة اكثر إحتوائية، آخرها ما ورد بتفصيل في معرض المداخلات على مقال عبد الواحد محمد نور هذا في الراكوبة قبل أسبوع

    https://www.alrakoba.net/news-action-show-id-304648.htm

    تجد تحت المقال أدناه خطوات التنفيذ المحكم للعصيان.

    https://www.alrakoba.net/articles-action-show-id-89127.htm

  3. السلام عليكم ، الوعي الفردي كما قلت و هو عملية فردية و شخصية بحتة تنتج عن تفكير الفرد و وعيه و كدا و دا أهم مرحلة في مراحل التغيير ، طيب انت قد يكون لديك نصف شعبك لا يصلون لمرحلة التفكير بالواقع عشان يصلو لي وعي فردي ، ف عدد زي دا كيف انا انبهو لي التفكير او الوعي الفردي دا ،، هل في مرحلة وعي جماعي بالواقع ? قبل الوعي الجماعي بضرورة تغيير الواقع ?
    هل نص شعبي مفروض يصلو الوعي الفردي اصلا ?

    و شيءٌ آخر 😅 في مرحلة الرفض و الامل ، هل محتاجين وعي بالواقع السيء دا بس ولا وعي أصلا بعملية التغيير ، وعي بالعملية الانتقالية بين عملية الرفض و الأمل?

  4. ليوقد كل منا شمعة بدﻻ عن لعن الظﻼم !
    أنسخ هذا وأرسله الى دائرة معارفك في الواتساب
    وأسالهم أن يمرروها لمعارفهم ? وهكذا ?
    ???????????????????
    1. العصيان المدني المفتوح حتى سقوط النظام هو الحل

    2. على المغتربين دعم العصيان ماديا بسلاح سوداني أصيل هو ” النفير ” ، وذلك بتوفير الضروريات الحياتية 1‏) للأسرة الممتدة و 2 ‏) لغير المقتدرين في الحي الذي يسكنونه . وللمقتدرين جدا منهم التبرع في صندوق قومي لتمويل العصيان المدني.

    3. على كل أحزاب وقوى المعارضة الشريفة أصدار بيانات تتعهد فيها بان كل من يتم فصله بسبب مشاركته في عصيان السودان المدني المفتوح ستتم أعادته الى منصبه بأثر رجعي بمجرد سقوط نظام النازية المتأسلمة .

    4. يجب أن نفعل كلنا كل ما نستطيع لهزيمة ذريعة ورهان النظام الذي يقول :” ديل عمرهم ما حيثوروا ﻻنهم خايفين من الرفد وقطع الرزق والجوع العطش والفلس !”

    5. اﻷجدى للمبادرين بالمحاولة تلو اﻷخرى لتوحيد العمل المعارض اﻹنضمام الى مبادرات سابقة اكثر إحتوائية، آخرها ما ورد بتفصيل في معرض المداخلات على مقال عبد الواحد محمد نور هذا في الراكوبة قبل أسبوع

    https://www.alrakoba.net/news-action-show-id-304648.htm

    تجد تحت المقال أدناه خطوات التنفيذ المحكم للعصيان.

    https://www.alrakoba.net/articles-action-show-id-89127.htm

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..