أخبار السودان

الكذَّاب الأشِر وشورى حمير أنطاكيا وأهل السودان !!!

مهدي زين

على مدى ثلاثة أيام استدار الزمان كهيئته يوم أن جاءت الإنقاذ ، وعجَّت الشاشات بتكبير وتهليل حمير أنطاكيا لكذَّابها الأشر ، وعلت الأصوات المنكرة تُردد شعار المربع الأول ( لا لدنيا قد عملنا )!!!
ماذا تكون الدنيا يا حمير أنطاكيا إن لم تكن حب النساء الجميلات ، والبنايات الشاهقات ، والسيارات الفارهات ، والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة ، والعملات الأجنبية ، والخيل المسومة والأنعام والحرث ، وكل هذا لكم منه وافر الحظ والنصيب !!!
وماذا تكون الدنيا يا حمير أنطاكيا إن لم تكن هذا التزلف وتزيين الباطل لهذا الكذاب الأشر ، وتضخيمه وتصويره للناس بأن حواء السودان لم تلد غيره وأن مثله يجب أن يحكم حتى يموت ؟
وماذا تكون الدنيا يا حمير أنطاكيا إن لم تكن برك الفساد الآسنة التي تلطختم بوحلها لتسعة وعشرين عاماً ، ثم تتوهمون اليوم أنكم من أوزارها تتحللون ؟
وماذا تكون الدنيا يا حمير أنطاكيا إن لم تكن شهوة السلطة التي أعمت قلوبكم وأبصاركم فأصبحتم لا تعرفون حقاً ولا باطلاً ؟
وماذا تكون الدنيا يا حمير أنطاكيا إن لم تكن هذا الإستحواذ الشيطاني الذي زيَّن لكم كل باطل وأنساكم ذكر الآخرة وعذابها ، وأنساكم ذكر الله ؟
وماذا تكون الدنيا يا حمير أنطاكيا إن لم تكن هذا الضحك على الناس لحل المشكلة الإقتصادية بمبادرة ( أشعريون ) ، أما دريتم أن الأشعريين كانوا إذا أرملوا جمعوا ما عندهم ثم اقتسموه بينهم بالسوية ؟ أما دريتم أن الأشعريين محمدٌ صلى الله عليه وسلم منهم وهم منه ، وأن سيد الأنبياء برئ من كذب ونفاق هذه الحمير التي أكلت أموال الوطن وأموال الناس بالباطل ، ويأكلون الخروف كله ثم يلقون بذراعه للفقراء ويدعون بهذا أنهم أشعريون ؟

الكذب بلجاجة هو صفة ملازمة لهذا الرئيس الذي يكذب بإلحاح وعناد وتمادي لا مثيل له ، وقد عُرف بين أقرانه بهذه الصفة الذميمة ، وقد قال الشاعر في أمثاله :
إذا لجَّ أهلُ اللؤم طاشت عقولهم
كذاك لجاجات اللئام إذا ألَجَّوا
وقد بلغ من فرط اللجاجة أن يبدأ حديثه بأن يقول لنا أنه سيحدثنا بشفافية لا كذب فيها ولا تدليس ولا وعود تدغدغ عواطف الناس ، ثم يفرط في الكذب ودغدغة العواطف فوراً ويبدأ يحدثنا عن حل المشكلة الإقتصادية في أقل من عام ، وأن إجراءاتهم جاهزة ونتائجها مضمونة ، وأن السلام أصبح قريباً جداً يحتاج فقط لشوية سمكرة ، وأنه سيبني دولة عظمى يسلمها للأجيال القادمة ، ولا يطلب من أهل السودان الا شوية صبر !!!

يريد هذا الخِبُّ أن يخدعنا بأن كارثته الإقتصادية التي أدخل فيها البلاد ، والتي عجزت عن علاجها كل البرامج الخماسية والثلاثية والإسعافية ، يُمكن أن تُحل في ظرف ستة أشهر ، وانطلق يعدد لنا إمكانيات البلاد وقدراتها الطبيعية والبشرية التي حباها الله بها وكأنه في حصة جغرافيا !!!
أمثال هذا الكذاب الأشر لا يمكن أن نسمح له أن يحدثنا عن إمكانيات بلادنا الطبيعية والبشرية وهو المتهم الأول بتبديد هذه الثروات وإهدارها !!!

يا أهل السودان اسألوا هذا الخب الذي يريد أن يخدعكم ويقول لكم إن لكم وطناً غنياً بالثروات الطبيعية ، اسألوه أين ذهب ثلث هذا الوطن ، ولماذا ذهب ، وماذا جنينا من ذهابه ؟
اسألوه عن النفط وعوائده وفِي قعر أي بئر للفساد توارت تلك العائدات الضخمة ؟ اسألوه عن الذهب وعائداته التي يكنزونها بالأطنان ويهربونها بالأطنان ولا تتضمن الميزانية جراماً واحداً منها ؟ اسألوه عن ملايين الأفدنة من الأراضي التي منحها للخليجيين يزرعونها وحدهم ويحصدونها وحدهم ويأكلونها وحدهم؟
اسألوه عن مليارات الأمتار المكعبة من المياه الجوفية التي يهدرها الخليجيون في زراعة البرسيم في الولاية الشمالية وولاية نهر النيل بعد أن نضبت مياههم الجوفية في بلادهم بسبب هذا الهدر ، ثم يصدرونه أخضراً وجافاً الي بلادهم علفاً لماشيتهم ؟
اسألوه عن الشركات السعودية التي تستثمر في الصمغ العربي في النيل الأزرق ، واسألوه ان كان بإمكان شركاتكم أن تذهب لتستثمر في البترول السعودي بالمنطقة الشرقية ؟
اسألوه عن الكوادر البشرية المؤهلة التي أشاد بها العالم وذكرها هو في خطابه ، اسألوه عنها لماذا غادرت الوطن وتفرقت في كل أنحاء الدنيا ، واسألوه من الذي شتتها في الآفاق وبعثرها في كل وادي؟

يا أهل السودان اسألوا هذا الخب الذي يريد أن يخدعكم بالحل السريع والنهائي للكارثة الإقتصادية ، اسألوه عن وعوده لكم في خطاب التنصيب في أول يونيو 2015 بخمس سنوات من الرفاهية والرخاء والتي انقلبت الي سنوات قحط وشقاء ؟ اسألوه عن الخمسة وأربعين ألف طن من الذهب التي وعدكم بها ، واسألوه عن وزيره الكاروري ، واسألوه عن شركة سبيرين الروسية ماذا فعل الله بها ؟

يا أهل السودان اسألوا هذا الخِبَّ الذي يريد أن يخدعكم ويطلب منكم شوية صبر ليسلمكم وطناً قوياً ويبني لكم دولة عظمى ، اسألوه ماذا كان يفعل في تسعة وعشرين عاماً ، اسألوه عن الرجال الذين يريد أن يبني بهم تلك الدولة العظمى ، هل هم أمثال حمار أنطاكية ذلك الذي يجلس في الصفوف الأمامية و نقلت صورته الكاميرا مراراً وتكراراً وهو يدخل يده في إبطيه يميناً وشمالاً ويستنشق نتنهما ، أم أمثال حمار أنطاكية مقرر الجلسة ذلك الذي تلى البيان الختامي وهو لا يفرق بين الصيِّب والصيف ولو كان هذا الحمار يقرأ سورة البقرة لما أعجزه فهم هذه الكلمة!!!
اسألوه عن الدولة التي دمرها وحطمها ، اسألوه عن مشروع الجزيرة ، واسألوه عن سكك حديد السودان ، واسألوه عن سودانير ، واسألوه عن الخطوط البحرية ، واسألوه عن النقل النهري ، واسألوه عن مصانع الغزل والنسيج ، واسألوه عن مصانع الزيوت ، واسألوه عن أربعة آلاف مصنع أخرى توقفت تماماً عن العمل ، واسألوه عن دولة الرعاية التي كانت تعلمكم مجاناً وتعالجكم مجاناً ؟

يا أهل السودان إن رجلاً صادقاً أميناً من أوسطكم فرضت عليه ظروف البطالة أن يقود ركشة في شارع الستين أو بين أزقة الأحياء ، قادر بصدقه وأمانته أن يقود الوطن الي بر الأمان وسيكون أفضل ألف مرة للوطن من هذا الكذاب الأشر .

يا أهل السودان الوطن مسجى على طاولة العمليات بين الموت والحياة ، والشارع أمامكم وحمير أنطاكيا يقودها هذا الكذاب الأشر من خلفكم فإما أن تُبذل الدماء رخيصة فداءاً لهذا الوطن وإما أن يموت ممدداً على طاولته هذه ، وتبقى حمير أنطاكية تتناسل على أرضه .
Mahdi Zain
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. لله درك يا زين .
    يجب ان يعلو صوتنا وبمثل هذه النبره ، يجب ان نصحو من ثباتنا الطويل ، لقد حصحص الحق الآن وجاءت ساعة الحسم
    وإتخاذ القرار .
    منذ اكثر اسبوعين تعاني البلاد من انعدام تام للخبز مما اضطّر الكثير من الاسر عدم ارسال اطفالهم وفلذات اكبادهم للمدارس لعدم تمكنهم من تجهيز
    افطار لصغارهم !!!
    من بعد هذا يخرج علينا ـ بعد 30 عاماً من الفشل البائن والتخريب الواضح ـ يخرج علينا رأس النظام ليوعدنا بحلول جاهزة خلال ايام لازمتنا
    الاقتصادية المستفحلة والتي صنعها بيده مع لصوصه !!!
    ان كانت الازمات الاقتصادية تحل في ايام وشهور كما يدّعي هذا الكاذب لما كانت الخطط الاقتصادية (خمسية وعشرية) وما كانت الدول وشعوبها انتظرت لسنوات
    حتى يتحقق لها ما تريد .

  2. وماذا تكون الدنيا يا حمير أنطاكيا إن لم تكن برك الفساد الآسنة التي تلطختم بوحلها لتسعة وعشرين عاماً ، ثم تتوهمون اليوم أنكم من أوزارها تتحللون ؟
    لله درك و لافض فوك .

  3. لله درك يا زين .
    يجب ان يعلو صوتنا وبمثل هذه النبره ، يجب ان نصحو من ثباتنا الطويل ، لقد حصحص الحق الآن وجاءت ساعة الحسم
    وإتخاذ القرار .
    منذ اكثر اسبوعين تعاني البلاد من انعدام تام للخبز مما اضطّر الكثير من الاسر عدم ارسال اطفالهم وفلذات اكبادهم للمدارس لعدم تمكنهم من تجهيز
    افطار لصغارهم !!!
    من بعد هذا يخرج علينا ـ بعد 30 عاماً من الفشل البائن والتخريب الواضح ـ يخرج علينا رأس النظام ليوعدنا بحلول جاهزة خلال ايام لازمتنا
    الاقتصادية المستفحلة والتي صنعها بيده مع لصوصه !!!
    ان كانت الازمات الاقتصادية تحل في ايام وشهور كما يدّعي هذا الكاذب لما كانت الخطط الاقتصادية (خمسية وعشرية) وما كانت الدول وشعوبها انتظرت لسنوات
    حتى يتحقق لها ما تريد .

  4. وماذا تكون الدنيا يا حمير أنطاكيا إن لم تكن برك الفساد الآسنة التي تلطختم بوحلها لتسعة وعشرين عاماً ، ثم تتوهمون اليوم أنكم من أوزارها تتحللون ؟
    لله درك و لافض فوك .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..