أخبار السودان

الجميلة والشرير

اسماء محمد جمعة

منذ أن وصل الحزب الشرير المسمى (بالمؤتمر الوطني) إلى حكم السودان قبل 27 سنة، وهو مفتون و(مكسَّر) في الجميلة ماليزيا، حتى أصبحت الإشادة بتجربتها طقس يؤديه أي مسؤول، وفي أية مناسبة وبلا مناسبة، أما الوزارات فتعودت أن ترسل الوفود باستمرار لتنهل من معين التجربة الماليزية، ولكنهم جميعاً يعودون إلى السودان (بسماحة الوصف) ليصبح كل منهم بعد ذلك مهوس بماليزيا يحج إليها بمناسبة أو دون مناسبة، حتى أصبحت ماليزيا مثل ولاية الجزيرة يمكن للمسؤول أن يقضي الجمعة والسبت ويعود الأحد صباحاً من المطار للمكتب، بل وأصبحت ماليزيا ملاذاً آمناً لعائلاتهم لتتلقى التعليم أو العلاج أو تقضي الإجازات، والأكثر من ذلك، أصبحت مثل مستشفى الدايات، تذهب نساؤهم ليضعن موالدهن هناك ويعدن للسماية. ماليزيا الآن تحضن كل أموال السودان المعتدى عليها، والتي تحوَّلت إلى استثمارات مهولة في شتى المجالات من أبسط شيء وحتى الفنادق خمسة نجوم.

أول أمس أشاد نائب رئيس المؤتمر الوطني إبراهيم محمود، لدى مخاطبته أمانة الشباب بالتجربة الماليزية، وكشف عن إعداد 1000 شاب لقيادة المستقبل، بالله عليكم (دا مستوى حزب ينجب شباباً يقودون مستقبل بلد دمره شيوخهم)؟. ماليزيا لم تنهض صدفة، ولا بالكلام والكذب والتهليل والتكبير والتحايل، لم تنهض بالفساد والشر، ولا أظنهم قرأوا عن تاريخ ماليزيا، وكيف نهضت، فقد حملتهم الصدفة إلى السلطة وهيأت لهم الأقدار زيارتها فأصابهم الذهول (فعلقوا) في التجربة الماليزية حتى أصبحت شعار يخدعوننا به.

تجربة ماليزيا الجميلة قادها محمد مهاتير وهو رئيس الوزراء الرابع لماليزيا المستقلة، شغل المنصب لمدة 22 عاماً، لم يأتي إلى السلطة بليل، بل بإمكاناته وسيرته العطرة التي تقول إنه كان طبيباً وناشطاً في منظمة الملايو الوطنية المتحدة، ثم أصبح عضواً في البرلمان، وفي عام 1976م، تمت ترقيته إلى مجلس الوزراء ثم ارتقى إلى نائب رئيس الوزراء، وفي عام 1981م، أدى اليمين، رئيساً للوزراء، منتخباً، وفي عهده تحوَّلت ماليزيا من دولة تعتمد على الزراعية وإنتاج وتصدير المواد الأولية فقط، إلى دولة زراعية وصناعية متقدمة يساهم قطاعي الصناعة والخدمات فيها بنحو 90%، من الناتج المحلي الإجمالي، وتبلغ نسبة صادرات السلع المصنعة 85%، من إجمالي الصادرات، وتنتج 80%، من السيارات التي تسير في شوارعها، ومنذ وصول مهاتير إلى الحكم اهتم بالتعليم وجعله في مقدمة أولوياته، ومع نهاية حكمه كانت نتيجة هذا الاهتمام أن انخفض الفقر من 52%، إلى 5%، وارتفع متوسط دخل من 1247 دولاراً في العام إلى 8862 دولاراً، أي أنه زاد سبعة أضعاف ما كان عليه، انخفضت نسبة البطالة إلى 3%.
أنجز محمد مهاتير، كل هذا في فترة تساوي فترة الإنقاذ في الحكم، ولذلك نال ثقة الشعب وفاز خمس مرات في الانتخابات، مهاتير منح مجتمعه الوئام والسلام وقضى على الجهل والأمية والفقر والمرض، كما قضى على صراعات شعبه الدينية، فماليزيا بها 18 ديانة، منها الإسلام الديانة الرسمية، وأغلب سكانها من عرقيات أتت من خارج ماليزيا، تنازل مهاتير عن الرئاسة عام 2003م، ليتفرغ للكتابة التي كان مولعاً بها منذ المدرسة، ومن أشهر كتبه (معضلة الملايو).

هل فهم حزب المؤتمر الوطني الفاسد و الشرير، لماذا نهضت ماليزيا وأصبحت جميلة وقدمت للعالم تجربة مميزة لا يستطيع هو تقليدها مهما فعل.

التيار

تعليق واحد

  1. وارتفع متوسط دخل من 1247 دولاراً في العام إلى 8862 دولاراً
    يا أخت أسماء اما بخصوص دخل الفرد في السودان فعليك بمراجعة الخبير الوطني ربيع عبد العاطي الذي سيثبت أن مداخيلنا أعلي من مداخيلهم

  2. وارتفع متوسط دخل من 1247 دولاراً في العام إلى 8862 دولاراً
    يا أخت أسماء اما بخصوص دخل الفرد في السودان فعليك بمراجعة الخبير الوطني ربيع عبد العاطي الذي سيثبت أن مداخيلنا أعلي من مداخيلهم

  3. مالزيا يااستاذة اسماء على رأسها رجل وطني نزيه نظيف عفيف اليد واللسان كانت غيرته كلها على تنمية وطنه السمو والرقي بمواطم ماليزيا ، فلم ينافق ولم يسرق ولم يرفع الشعرات الفقاعية والعنتريات التي لم تقتل ذبابة انما شمر سواعدية واتجه برفقة جنوده الابرار نحو علاج الوطن والخروج به من كبوة الفقر والجوع الى الرقي والتطور وسهولة العيش والتعليم والعلاج فقامت دولة رشيدة بقيادة رجل شريف عفيف وطني حتى النخاع واستطاع في فترة بسيطة ان ينقذ وطنه ومواطنيه من ذل الفقر الى شرف المجد والعز السودان امكانياته اضعاف ما يوجد بماليزيا ولكن به رجال اشرار لصوص سماسرة وتجار دين استطاعوا ان يخدعوا الشعب وباعوا آخرتهم بدنياهم الفانية وسوف تلازمهم لعنة الله و المظلومين الى مشارف القبر .

  4. مالزيا يااستاذة اسماء على رأسها رجل وطني نزيه نظيف عفيف اليد واللسان كانت غيرته كلها على تنمية وطنه السمو والرقي بمواطم ماليزيا ، فلم ينافق ولم يسرق ولم يرفع الشعرات الفقاعية والعنتريات التي لم تقتل ذبابة انما شمر سواعدية واتجه برفقة جنوده الابرار نحو علاج الوطن والخروج به من كبوة الفقر والجوع الى الرقي والتطور وسهولة العيش والتعليم والعلاج فقامت دولة رشيدة بقيادة رجل شريف عفيف وطني حتى النخاع واستطاع في فترة بسيطة ان ينقذ وطنه ومواطنيه من ذل الفقر الى شرف المجد والعز السودان امكانياته اضعاف ما يوجد بماليزيا ولكن به رجال اشرار لصوص سماسرة وتجار دين استطاعوا ان يخدعوا الشعب وباعوا آخرتهم بدنياهم الفانية وسوف تلازمهم لعنة الله و المظلومين الى مشارف القبر .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..