مقالات سياسية

حمدوك … فألك الخير

أسامة ضي النعيم محمد

أعجبني كثيرا في رده بخصوص التحضير للزراعة الصيفية ، أعادني الدكتور / عبد الله حمدوك – حفظه الله- رئيس مجلس الوزراء  الي قصة سيدنا يوسف عليه السلام ، هي أحسن القصص طرا، يستدعي الدكتور /حمدوك في رده حكمة سيدنا يوسف والاهتمام بالزراعة ، يضع تحضيرات الموسم الزراعي من الاولويات في بلد زراعي ، للحصول علي محصول وفير يغطي النقص ، يجبر سنوات الجدب والنقص بما يتوافر ويفيض في سنوات الرخاء . التفريط في الزراعة له ذكريات اليمة ، مازالت تقرع الرؤوس وتقض المضاجع .

لا ينسي التأريخ مجاعة 1306هجرية (1889-1890م) في عهد الخليفة عبد الله التعايشي ، إهمال الزراعة كان أساس المجاعة وما تلي ذلك ارتدادات ، تحلق المزارعون حول أحياء البقعة ،  أهملوا زراعة الذرة في سهول دارفور ووديان كردفان ، لازموا الخليفة في مركز الحكم والقوة ، وعجزوا عن اطعام أنفسهم وتموين جيوش المهدية ، يكرر التأريخ ذات الوقائع في الاعوام 1983/1984م ، تتعرض البلاد الي مجاعة ،  أسباب جفاف الارض كانت بفعل سياسات الزراعة الخاطئة ، أهملت حكومة نميري في الاستثمار في الزراعة ومساعدة المزارعين ، لم تراع الجهات المختصة التوازن البيئي والمحافظة علي الغطاء النباتي وحزام الغابات ،  ضربت مناطق بحر الغزال وكردفان ودارفورجائحة المجاعة ، الموت بسبب المجاعة كان بآلاف والفرار الي معسكرات النزوح حول العاصمة أيضا بالمئات. من بعد لطف الله –كان لعيش ( ريجان) الفضل في تخفيف اثار المجاعة ، عيش بنك فيصل الاسلامي كان يباع بأسعار خرافية بعد تخزينه انتظارا للحظة الانقضاض ، أطلق لقب بنك العيش علي البنك في سنة المجاعة عام 1984م، لم تراع ادارة البنك المسئوليىة الاجتماعية التي تنص عليها القواعد العامة في قوانين الشركات المساهمة .   

يختزن الدكتور عبد الله حمدوك ذلك الارث والتأريخ عن أهمية الزراعة ، الحد الفاصل بين الفقر والغني هو الاهتمام بالزراعة في بلدنا السودان وأخريات أمثاله من بلدان ، فطن الحكم الانجليزي لأهمية الزراعة في بلد زراعي ، قام التعليم علي الزراعة وفنونها الحقلية ، قادت بخت الرضا بمعهدها العتيد الدروس العملية في الزراعة ، تدريب المعلم وإعداده في المعهد يمر ببرامج تطبيقية في الزراعة، التقويم المدرسي وضع ليتناسب مع مراحل الموسم الزراعي وفصل الخريف ، هكذا اختلفت اجازات المدارس في منطقة البحر الاحمر عن بقية مناطق السودان لان موسم الامطار يبدأ في معظم مناطق السودان في يوليو بينما في اكتوبريبدأ هطول الامطار في بور تسودان وما حولها.

بعد الاستقلال لم تحافظ الانظمة الوطنية علي الزراعة في مركزمتقدم من الاولويات ، مشروع الجزيرة تحطم علي يد حكم (الاخوان) ، فطنوا بعد فوات الاوان الي أهمية الزراعة ولكن (التمكين) عطل حركتهم في الاصلاح ، تغلب أصحاب المصلحة والمنفعة فكانت الثقوب السوداء من شاكلة سكر مشكور، وملايين الافدنة تزرع لتصدير انتاجها خارج البلاد حيث تحفظ أيضا حصائل الصادر، مصانع الصمغ العربي تقام في دبي لمنفعة (الاخوان)، غابت النظرة القومية للاستفادة من تصنيع المنتجات الزراعية ولحقها قصورفي تصدير الالبان وااللحوم والاستفادة من جلود ومخلفات الانعام.

نسأل الله العلي القدير أن يعيد الحكمة والرشد للعقل السوداني لترسيخ أن السودان بلد زراعي ومن هنا نبدأ التصنيع . ونشد علي يد الدكتور حمدوك ونتضرع  لله أن يثبته علي طريق انتشال السودان من الجب الذي أوقعه (الاخوان) فيه غير مبالين إلا بمصلحة بعض أفرادهم تمكينا بثروات وعقارات وأراضي حصلوا عليها زورا وغصبا دون وجه حق.

وتقبلوا أطيب تحياتي

مخلصكم/ أسامة ضي النعيم محمد     

تعليق واحد

  1. أخوي الحبوب، اسامة،
    والله يا حبيب كلامك (نظريآ) جميل، ولكن في ظل عدم وجود المال اللازم عند الحكومة للتحضير المبكر للزراعة الصيفية، وعدم وجود التقنيات الحديثة الخاصة بالزراعة، بجانب مشكلة الوقود، تجدني غير متفائل بالمرة باي تصريحات (تخديرية) ظللنا نسمعها منذ زمن النميري في سنوات السبعينات عندما ظهرت مشكلة “الجفاف والتصحر” وزحفت الرمال وغطت القري والاراضي الزراعية، والي يومنا هذا ما بارحت الرمال ولا تتراجعت، ولا راينا او سمعنا بجهود قامت بها الحكومات السابقة والحالية في اصلاح الحال.

    الحل يكمن فقط في اعادة كل الاموال المنهوبة والموجودة في بنوك بالخارج.
    الحل يكمن في جدية المسؤولين في مجلس السيادة، والحكومة استرداد عائدات النفط، والذهب من ماليزيا ودبي.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..