أخبار السودان

رُكبة جديدة .. وعرضة جديدة !!

زهير السراج

* بدعوته الى ضرورة (توطين العلاج بالداخل) وتعهده بجلب المعدات اللازمة من الخارج، يعود بنا الرئيس البشير الى الحديث عن )الفضيحة الكبرى( التى أطلق عليها قبل خمسة عشر عاما عندما ظهرت الى الوجود إسم (مشروع توطين العلاج بالداخل)، الذى لم يكن سوى مأكلة لبعض كبار المسؤولين (صغار النفوس) بدون أن يجدوا مجرد التوبيخ، دعكم من المحاسبة والعقاب !!

* الآن يريد البشير أن يستجلب معدات أخرى من الخارج، ولا أدرى كيف يفعل ذلك وهو عاجز عن شراء القمح والبنزين، ولكن هب أنه يستطيع أن يفعل، فهل سنجلب مرة أخرى أجهزة ومعدات ونتركها فى العراء الى ان تتلف كما حدث من قبل، لعدم وجود الكفاءات التى تقوم بالتركيب والتشغيل والمراقبة والصيانة ؟!

* إذا كنا عاجزين عن صيانة (جهازين) فقط فى مستشفى الذرة منذ أكثر من عامين، مما تسبب فى معاناة آلاف المرضى، وتبديد 10 مليار جنيه على صيانة فاشلة بدون فائدة، فكيف سنقوم بمتابعة وصيانة عشرات وربما مئات الاجهزة والمعدات بغرض توطين العلاج بالداخل بدون تأهيل الكوادر الفنية المطلوبة، ام يظن الرئيس أن الأجهزة ستعمل لوحدها وتصين نفسها بنفسها، أم هو مشروع مأكلة جديدة؟!

* مئات الملايين من الدولارات أهدرت تحت مسمى (توطين العلاج بالداخل) قبل عدد من السنوات على شراء أجهزة طبية غالية الثمن وفائقة الحساسية من الخارج، وُضعت بمعرض الخرطوم الدولي، ودعى بعض الصحفيين للفرجة عليها والتطبيل للحكومة قبل أن توزع على بعض المستشفيات فى الخرطوم وبعض الولايات، لم تكن مؤهلة لتشغيلها ولم يكن لديها المكان المناسب لحفظها، فتُركت فى العراء تحت الشمس والمطر والغبار حتى تلفت، واتضح فى آخر الأمر أن المشروع لم يكن سوى تمثيلية كبيرة جدا للانتفاع بالعمولات وفرق الاسعار والارباح، وكانت الخسائر فادحة جدا، افضل وأرحم منها بكثير ان يسافر كل الشعب السودانى للعلاج بالخارج !!

* كانت زميلتنا آنذاك (2007) بصحيفة (السودانى)، الاستاذة (انعام محمد الطيب) رئيس ادارة التحقيقات بالصحيفة أعدت ملفا كاملا عن المشروع والفساد الفظيع الذى يفوح منه، ونشرت أجزاء منه، كان لها صدى كبير، ولكنها لم تتمكن من نشر كل الملف بسبب التدخلات الحكومية السافرة !!

* الآن تبدو الفرصة سانحة لرفع الغطاء عن كل شئ، وتعرية ومحاسبة كل المفسدين الذين شاركوا فى المشروع وانتفعوا منه وكبدوا الدولة الأموال الباهظة، خاصة مع الحديث اليومى للصحف عن حملة الفساد التى تقوم بها الحكومة (لو كانت الحكومة صادقة فى حملتها)!!

* فى احدى زياراته لولاية شمال دارفور، إعترف وزير الصحة الاتحادى (بحر إدريس أبوقردة) أمام نواب المجلس التشريعى للولاية، بأن الدولة أهدرت أموالا ضخمة على اجهزة ومعدات طبية غالية الثمن أرسلتها لمستشفيات الولايات، وظلت مركونة حتى اصابها التلف وذلك لعدم وجود الكوادر المؤهلة لتشغيلها، ولو لم يكن يملك الدليل لما اعترف بذلك، كما اعترف رئيس المجلس التشريعى للولاية (عيسى محمد ) باختفاء تلك الاجهزة والمعدات، وعدم علم السلطات بمن أخذها أو الوجهة التى أُخذت إليها، فلماذا لا تقوم الحكومة إذا كانت صادقة فى مكافحة الفساد بفتح هذا الملف مرة أخرى مع كل هذه الاعترافات والادلة *

* أكثر من (1200 مليون دولار) أُهدرت على (مشروع توطين العلاج) الذى كان من المفترض حسب لوائح المشروع والأوراق الكثيرة التى كتبت لإجازته بواسطة الاجهزة المختصة، ان يحقق العلاج بالداخل لأكثر من 80 % من مرضى الفشل الكلوى والقلب والسرطان، ويعفيهم من تكبد مشقة السفر والمصاريف الباهظة التى ينفقونها بالخارج!!

* ولكنْ أصحاب الضمير الميت والمتهافتون على الكسب الحرام وآكلو السحت، علموا على تدميره، والتكسب من ورائه بالسمسرة والعمولات وتحقيق الثراء على حساب الفقراء، وتوطين الفساد، وسرقة احلام المرضى الذين كانوا يحلمون بالعلاج فى وطنهم، فعانى منهم من عانى فى الخارج، ومات من مات بالألم والحسرة فى الداخل، بينما هرب المجرمون بمكاسب جريمتهم الدنيئة، فهل نتركهم يتمتعون بها، بينما يخرج علينا الرئيس كل يوم بركبة جديدة، وعرضة جديدة؟!
الجريدة

تعليق واحد

  1. عند تأهيل اي مرفق مفروض أن يتم تدريب العماله و الفنيين على صيانه المعدات في بلد المنشأ
    لأنه التدريب و التأهيل للأفراد قبل شرا المعده
    كان زمان في السكه حديد يتم التدريب في ألمانيا و امريكا و اليابان على صيانه القطارات قبل شرائها

  2. اكيد مأمون حميده رفت الفنيين قبل شرا المعدات كما حصل ايام الصالح العام و التشريد للعاملين الوصل السودان لامات طه

  3. عند تأهيل اي مرفق مفروض أن يتم تدريب العماله و الفنيين على صيانه المعدات في بلد المنشأ
    لأنه التدريب و التأهيل للأفراد قبل شرا المعده
    كان زمان في السكه حديد يتم التدريب في ألمانيا و امريكا و اليابان على صيانه القطارات قبل شرائها

  4. اكيد مأمون حميده رفت الفنيين قبل شرا المعدات كما حصل ايام الصالح العام و التشريد للعاملين الوصل السودان لامات طه

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..