حرب القوى..اا

اوراق متناثرة

حرب القوى..!

غادة عبد العزيز خالد

أتى خبر رحول الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي كمفاجأة بالنسبة للعالم، ليس لحب شعبه فيه أوتمسكه به، ولكن لأنه قرر ترك كرسي الحكم والبلاد بحالها بصورة اسرع مما توقع المتابع للأحداث المتسارعة. ثم اعقبت الثورة التونسية إنتفاضة مصرية، وكانت المقارنة تعقد ما بين تصرف الرئيس المخلوع التونسي ومثيله الذي كان الشعب يدفع به نحو بوابة الخروج ويوجهه تجاه سكه (إللي يروح وما يرجعش). ضمن المقارنة كان تمسك الرئيس المصري السابق بالحكم بالرغم من الآلاف التي كانت تهتف ضده، ورفضه البات للخروج من البلاد او تركه قصره على عكس التونسي الذي فر سريعا تاركا الغالي والنفيس في خزانات مليئة بالأموال والمجوهرات خلفه. ثم كانت الثلاثمائة روح المصرية بريئة لقت حتفها برصاص الأمن الغادر او بسيارات مسرعة في منتصف ميدان ملئ بالمتظاهرين والتي اظهرت المفارقة ما بين الخروج السريع الذي قام به بن علي وما بين الحرب الشعواء التي شنها الرئيس المصري السابق على شعبه.
لكن حتى ما قام به مبارك لم يكن ليقارن بما قام به، وبما لا يزال يقوم به، القذافي في ابناء بلاده. فهو لم يكتفِ ببضع رصاصات او غازات مسيلة للدموع، بل قام بإستخدام الطائرات والعنف الذي لم يسبقه قائد عليه ضد ابناء شعبه ورعيته. كان القذافي يعتقد انه بإستخدام العنف الشديد سيقوم بقمع المتظاهرين وسيقوم بالإستيلاء على البلاد التي حكمها اكثر من اربعة عقود بدون ان يدري انه بهذا سيجعل ابناء الشعب يتمسكون بقرارهم ويحاربون بكل ما يملكون من قوة.
كذلك نسي القذافي اهم قانون للبشرية، انه كلما كان هنالك قوي فيوجد في ذات الوقت من هو اقوى منه. لقد قام الشعب الليبي بالإستعانة بالمجتمع الدولي مطالبا إياه بالتدخل وحمايته من حاكمه الذي صارت رصاصاته وضرباته هوجاء تصيب كل من يقف في طريقها. وفعلا، قامت جامعة الدول العربية برفع توصياتها إلى الأمم المتحدة التي قامت في يوم الخميس 17 مارس 2011 بالتصويت من اجل حظر الطيران على الأجواء الليبية. وتعتبر هذه الخطوة سابقة مهمة لإلتفاف المجتمع الدولي، بالرغم من ان النظام الليبي قد اطلق عليها الحرب الصليبية، فالحظر هذه المرة يتمتع بثلاثة عوامل صبغت عليه بصبغة الشرعية الدولية، اولها هي مساندة الشعب الليبي نفسه ومطالبته بهذا الحظر الجوي كوسيلة حماية له من طغيان حاكم ظالم. اما الشرعية الثانية هي جامعة الدول العربية والتي قامت بعض من دولها بتبني المشروع ورفعه للأمم المتحدة، والشرعية الثالثة هي الأمم المتحدة ذاتها والتي صوتت بالإجماع (ما عدا الدول الخمس التي إمتنعت ولم تعترض).
وبإتخاذ المجتمع الدولي القرار بالوقوف بجانب الثورة الليبية وبمساندة الشعب في ثورته ضد الظلم والفساد، اعتبر ان عصر الديكتاتوريات في طريقه إلى النهاية. فامام الحكام طرق صارت واضحة الملامح، إما الحكم بالحسنى وكسب الشعوب بجانبهم او التعرض لحمى مظاهراتهم. وإن إختاروا القمع والقتل والخراب، فالمجتمع الدولي لن يقف ساكنا. وإن اعجبتك قوتك فتذكر قوة ذلك الذي هو اكبر منك.. هل نشهد حقيقة في رأيك عصر فلول الديكتاتوريات، وبلا عودة؟

الصحافة

تعليق واحد

  1. عزيزتي غادة : أرى أن رحول الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي لم يكن سريعاً إنما الشعب التونسي كان متأخراً في ثورته فما رأيك رغم موضوعك الجميل:cool:

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..