
– تاني يعيش في المدينة ، لكن ما عندو حاجه يوفر لأهله وكل صباح يلعن في أسعار السلع الغذائية المرتفعة وعاجز علي دفع الرسوم الدراسية لأولاده.
– أخري لديه وظيفة لا توفر له عوائد كافية لعلاج والدته أو أخيه وغير قادر علي الصيانة الجدار بيته المدمر.
– ثم أخري يحمل معه قضية الوطن وطموحات شعبه، واُضطر إلى حمل السلاح وانضم للحركات دون أن يجبره أحد وبدون أجر ، فقط لاستعادة حقوق شعبه ورفع أهمية بلاده.
– والأخير الذي لا تزال منطقته خاضعة لسيطرة المستوطنين وما قادر علي زراعته ويفكر صباحاً ومساءً للعودة الي منطقته ويهاجمه المليشيات يومياً.
ديل ما اظن عندهم شغلة بوزير فلان أو علان ، بقدر ما يهمهم السلام بأوسع معانيه وتطبيق العدالة والمساواة ومحاسبة أولئك الذين قتلوا أقاربهم ، ولا أعتقد أن لديهم نية استبدال الدكتاتور بآخر ، لأنهم ذاقوا مرارة الأنظمة الديكتاتورية وعرفوا كم يكلفها.
وقد قدموا تضحيات من أجل مشاركة في تقاسم السلطة والثروة بالتساوي ، ولم يثوروا على البشير بسبب لونه أو قبيلته ، بل ثاروا لأنه ظالم. وإنهم قادرون على المواجهة أي ديكتاتور آخر يحاول أن يضيع حقوقهم المشروعة.
الخلاصة ، إن ما يحدث في جوبا بين الحركات المسلحة والحكومة الانتقالية لن يؤدي إلى سلام دائم ينهي الصراع بشكل جذري لأن ما يحدث بين المفاوضين واضح المعالم ، بل علي العكس ، يشعل المنطقة من جديد.
وبالمقابل ، علي الحركات الثورية التي قامت من أجل تطلعات الشعب المقهور وهي ليست مثل المليشيات أو ألانظمة الاستبدادية وتختلف فكريًا وسياسيًا عن تلك ألانظمة، يجب ألا تخيب امال شعوبها ، وعليها أن تتفاوض من أجل “سلام دائم” التي ينهي التمييز العنصري والخدمي والديني ، لا لصفقات الوظيفية.
[email protected]