أحاديث (المَغَسَة) في موسم الهجرة إلى الجنوب..!ا

بِــغِمْ
حليمة عبد الرحمن
الليلة الصعيد طلقن نسايمو الباردة
ذكرني أم ضمير عند الحفائر وارده
الزولة الفي مشيها لي أيدها تالاّ وفاردة
كتفتنى بي قيد هواها ومنى قامت شاردة
(1)
الصعيد في العامية السودانية هو الجنوب، أما المرأة الموصوفة في هذه الأبيات فاتخذتها مجازا لوصف الوحدة التي خبأت شمسها عند مغيب شمس السابع من فبراير، بقبول الرئيس البشير نتائج الاستفتاء الذي اجري في جنوب السودان في التاسع من يناير الماضي،والتي جاءت نتائجه لصالح الانفصال. بإشارته إلى قبول النتيجة بصدر رحب يكون البشير قد نثر قطرات ماء الوداع على قبر السودان الموحد. كما أن نسبة الـ(98.9) من الجنوبيين -وهي بلا شك تشمل نسبة معتبرة من مسلمي الجنوب- الذين صوتوا لخيار الانفصال والطلاق النهائي عن الشمال تؤكد على أن الجنوب قد (أدانا مَعَرَض رقبته) وقد غادر قطاره محطة الوحدة في رحلة اللا عودة ، مخلفا ألما شفيفاَ واسى يحز في النفس على أناس جمعتنا بهم الأيام فكانوا نعم الإخوة والأخوات.
وأما(نَسَّام) الصعيد (الهمبريب)، الوارد في المربع الشعري المذكور في بداية هذه المقالة، فقد أكثر الشعراء من ذكر الجنوب ونسائمه أو الصعيد في أشعارهم، ولعل قصيدة الشاعر الفحل ود الرضي وهو يصف رحلة الوابور (البابور) من جبل أولياء إلى مدينة الرجاف حيث محطة الناقل النهري الأخيرة، وقد ذكر جميع المحطات البالغ التي يمر بها وعددها ? في قصيدته-( 19 ) محطة، تؤكد هذا المضمون. أو لعلها ذكرى حبيبة أبنوسية السحنة، افريقية الملامح هيجت أشجانه فكانت وراء رصده لرحلة وابورها.
لعل أمثال الشاعر ود الرضي ممن كتفتهم حسناءنا الشاردة تلك بقيد هواها فأصبح مملوكا لها وان ادعى انه "سلطان العشاق"، كثر…ومخطئ من يتشدق أو يعشم في استعادتها مرة أخرى.. فقد فات الأوان على أن يكون دعاش الجنوب ذلك النسيم الصيفي اللطيف مناخا أو إحساساً.. فالرحلة الطويلة نحو تحقيق الذات الجنوبية، لها
+تبعاتها النفسية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية، ولا تحتاج هذه الحقيقة الناصعة البياض إلى مصباح ديوجين..
(2)
برفع الأستاذ محمد خليل إبراهيم لنتيجة الاستفتاء إلى الرئيس البشير في القصر الجمهوري بحضور نائبيه سلفا كير ميارديت وعلى عثمان طه، وبذبح الطيب مصطفى خال البشير ورئيس منبر السلام العادل لثوره (الأسود)، يوم أمس، فرحا بانفصال الجنوب، إيذانا بسقوط ورقة التوت، كاشفا عن عورة الشمال الاقتصادية وازدواجية معاييره السياسية والاجتماعية.
مضى يوم أمس وأشرقت شمس اليوم وبيننا و الجنوب تستطيل حوائط ليل وينهض ألف باب. رغم ذلك يرقص الراقصون ويهتف الهتيفة والمطبلاتية فرحا بانفصال الجنوب ولسان حالهم يقول (بلا وانجلا)، غير عابئين بتفتت النسيج الاجتماعي، في مواقع أخرى نتيجة ذلك، وتقلص مساحة "وطن المليون ميل". فحتى غروب شمس الأمس السابع من فبراير، كان السودان بلدا تساوي مساحته، مساحة سبعة دول أروبية مجتمعة هي فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا وايطاليا وبولندا، واليونان واسبانيا. إن ذهاب ذلك الجزء العزيز على النفس، يعني ذهاب كل مساحته الخضراء بتنوعها البيئي، وكل خيراته الاقتصادية والمائية وجزءا كبيرا من موروثه الثقافي وارثه الاجتماعي الضخم. فضلا عن ثرواته المطمورة في داخل الأرض.
مطمورتنا الاقتصادية..!!
يكفي النظر إلى منطقة الجنوب الخضراء في خريطة السودان لتدبر حجم خسارة السودان.
(3)
فإن لم يكن ذلك كافيا لتنبيه الغافلين الفرحين بانفصال الجنوب بحجة أنه عبء على الشمال، لابد أن نستعدل الصورة المقلوبة لنرى من الخاسر على ضوء بعض الحقائق الاقتصادية الملموسة للمواطن البسيط عن الجنوب الذي فقدناه رسميا صباح اليوم..
– إن نقص ثلث مساحة السودان يعني ذهاب حوالي ( 32) في المائة من تعداد السكان، الثروة الحقيقية، والتي ساهمت أعداد كبيرة منها كأيدي عاملة رخيصة في حركة العمران في السودان (الشمالي) وفي المصانع كما في مصانع السكر والعزل والنسيج المنتشرة في الأرياف الصغيرة والحواضر الكبيرة وان لم تحسب كذلك في إحصاءات الدولة السابقة. فضلا عن عملهم بأعداد مقدرة في الشرطة والجيش والسجون وغيرهم الخدمية. فإن لم يظهر الأثر الفوري لتناقص خدماتهم في تلك القطاعات وغيرها من القطاعات الخدمية المذكورة أعلاه، فان ذلك سيظهر جليا في قوادم الأيام، بعد مغادرتهم المتوقعة للشمال حال تحسن الأوضاع المرتقب في الجنوب، وتواصل إصرار السلطات الشمالية على عدم كفالة الجنسية المزدوجة.
– كما أن هناك تبعات اقتصادية ناشئة عن حاجة الدولة إلى إجراء العديد من التغييرات في مختلف المجالات، اذكر على سبيل المثال لا الحصر تكلفة طباعة عملة جديدة، في حالة العودة إلى العملات العربية لمواكبة واقع الحال الجديد، أو كلفة لجان صياغة الدستور، و كلفة تغيير المناهج الدراسية ذات الصلة بسودان الأمس. وفي هذه الأخيرة يطول الحديث والحديث ذو شجون..هل نتوقع أن تختفي أسماء شخصيات جنوبية ساهمت في صنع استقلال السودان وكانت لها الريادة الفكرية في نبذ القبلية والجهوية كالقائد البطل على عبد اللطيف وعبد الفضيل الماظ وغيرهم..
ولعل الكلفة تشمل من بين ما تشمل تغيير الأوراق الرسمية التي ستقع على كاهل المواطن فتزيد من معاناته الاقتصادية والنفسية..وغيرها من كلف طواحين الكلام والمال العام، التي تطحن المواطن البسيط طحنا ولسان حاله يردد مع الشاعر محمد الحسن سالم حميد والفنان مصطفى سيد احمد بأسى العاجز المتعلق بأستار الماضي ولسان حاله يقول:
يا ريت التمر يا ريت لو يشيل كل تلاتة أشهر
ولا أيام زمان كانت ما تمر
– بانفصال الجنوب، فقد السودان النقل النهري والسكك الحديدية والتي يصل طولها إلى ( 4578) كيلومتر وتمتلك الهيئة (130) وابور سفري، وعدد ( 54 ) وابور مناورة ، وحوالي (4187 ) عربة بضاعة، و (910 ) فنطاس زيوت،( 167 ) عربة ركاب. (ويكيبيديا). لا يخفي على احد الأهمية الاقتصادية الكبيرة للسكة حديد والنقل النهري في دعم الاقتصاد الوطني.
– فقد السودان إلى جانب البترول، الذهب واليورانيوم، وربما حفرة النحاس التي ما زال أمرها معلقا ضمن نسبة الـ(20) في المائة من الحدود التي لم ترسم بعد، والتي غالبا ما تذهب إلى الجنوب.
– بغاباته الكثيفة، مراعيه الخضراء وبحيراته وسدوده وأنهاره الوفيرة يكون السودان الشمالي قد فقد أكثر من 80 في المائة من الغطاء النباتي. ويشكل التنوع النباتي والحياة البرية الواسعة نطاق تنافسي قوي للحياة البرية والسافنا في شرق إفريقيا.
– فقد السودان دفعة واحدة كل مصادر مياهه الداخلية "وهي مياه بحر الغزال الجنوبية والتي تقدر بـ( 500 ) مليون متر مكعب لتصبح كل مصادر المياه في السودان خارجية". وذلك وفقا لصحيفة المصري اليوم بتاريخ (25 أكتوبر 2010 ). علما بأنه في الجنوب أصبحت سبعة انهر الآن أنهراً جنوبية خالصة هي نهر الجبل و نهر الزراف و نهر السوباط و نهر الجور و بحر الغزال و بحر العرب/نهر كير ونهر فايي. اثنان من هذه الأنهار يغذيان النيل الأبيض. إضافة إلى بحيرتي نو بولاية الوحدة وبحيرة تشامبي ببحر الجبل. ليس ذلك فقط، فإنه بمقتضي قسمة الثروة وفقا لاتفاقية نيفاشا، فإن السودان سيتقاسم المياه مع دولة الجنوب بنسبة 50% . كما يجب أن لا ننسى انه بذلك يصبح السودان (العربي)، مرشحا ليلحق بركب الدول العربية التي دخلت في خط الفقر المائي منذ عام 1960 والتي كانت حينها سبع دول، ليقفز عددها بعد أربعين عاما، أي في عام 2000 إلى 16 دولة ومن المتوقع دخول العالم العربي بدوله الـ(23)، الحالية، خط الفقر المائي بحلول عام 2020.
(4)
على ذكر المياه، يبدو أن النيل الأبيض والأزرق يمران بتغيرات في قاعيهما، تدعم خط الفقر المائي المرتقب. فالنيل الأزرق قرب معدية(بنطون) توتي شهد العام الماضي ظهور بعض الجزر الرملية المتقطعة، التي أعاقت الملاحة مؤقتا في ذلك الجزء من الخرطوم. هذه الظاهرة اخبرني بها سائق تاكسي أغسطس الماضي وأكدها لي أناس كثر ممن أثق في صدقيتهم.
وحينما استفسرت عن حال النيل الأبيض لدى أهلي (السَمَّاكة) أو صائدي الأسماك اللصيقين ببحر ابيض، أكدوا لي نفس بروز نفس الظاهرة قبل عامين.
عليه في ظل هذه الإرهاصات التي لم تجد حظها من الدراسة، فإن تسع سنوات فقط تفصلنا عن الدخول في إرهاصات مجاعات ربما تشابه مجاعة سنة ستة المشهورة، إذا لم يتم تدارك هذا الأمر سريعا، خاصة إذا أخذنا في الاعتبار ضياع مشروع الجزيرة وعدم السعي الجاد لضخ حقن عافية في شرايينه وترغيب مزارعيه مرة أخرى في الزراعة بانتهاج أساليب تمويلية جاذبة.
ويزعمون أن انفصال الجنوب لن يؤثر على مجرى الحياة في السودان..!
(5)
إن إرهاصات تعرض اقتصاد الشمال إلى هزة اقتصادية ضخمة، ليست خافية على احد. فقد تنبأ العديد من المحللين الاقتصاديين بلجوء الحكومة إلى زيادة الضرائب على السلع الاستهلاكية لتعويض ما ستخسره من عائدات نفطية إذا لم يتمكن القطاع الزراعي من تعويض كل الخسارة. ولم تخيب هذه الأخيرة توقعاتهم ، فحتى قبل أن يدخل الجنوبيون أيديهم في صناديق الاقتراع ويدلون بأصواتهم لصالح الانفصال، بدأت نذر الأزمة الاقتصادية تطل برأسها وتضرب جيب المواطن المسحوق والمغلوب على أمره بقوة. على الرغم من محاولات السيد وزير المالية التطمينية التي لم تجد أذنا صاغية. وقبل أن يجف مداد تطميناته، اختتم عام 2010 ببشارة (الكسرة)، واستهل العام 2011 بان رفعت وزارته الأسعار بطريقة غير مسبوقة.
كانت سياسة حكومة المؤتمر الوطني المتبعة منذ مجيئها إلى الحكم في سد (فَرَقة الخزينة العامة) ، تقوم على زيادة أسعار المحروقات وترك الأمر إلى السوق ليكمل الخطة بطريقته الخاصة، فارتاحت شرطة مكافحة الشغب، لقلة المظاهرات، وانصرفت إلى بناء مساكنها الخاصة بالقرب من الاحتياطي المركزي حيث تعمل.
غير أن الحكومة سرعان ما تخلت عن هذه السياسة، فعمدت هذه المرة إلى زيادة الأسعار زيادة واضحة وأخرى (مدغمسة) كما هو الحال في زيادة المحروقات وسلعة السكر..فجاء تفصيل زيادة الأخير مدابرا لشغف السودانيين بالسُكـَّر والذي يستخدم بصورة رئيسية في المكيفات، فاكهة السودانيين وتحليتهم اليومية حينما عزت الأخيرة، كما علق احد الظرفاء.. ولم تنسى الحكومة أن زياداتها هذه تزامنت مع تهديدها بإخراج العقارب والسيخ لمن تُسَوِّل له نفسه اللوامة بالخروج إلى الشارع احتجاجا على رفع الدعم عن هاتين السلعتين الرئيستين. لا يخفى على احد أن إخراج السيخ ليس بغرض البناء والتعمير، أما العقارب الموعودة فإن (حمدها في بطنها)..
معلوم أن زيادة المحروقات تمس جميع مناحي الحياة وتؤثر فيها بصورة مباشرة ابتداء من فاتورة العلاج والأكل والشرب والسكن والتعليم والسفر وقطع الغيار وانتهاء بفاتورة الدفن..
(فَوْتَرة) كل نواحي الحياة، خاصية إنقاذية لا يبزها فيها أحد. والكيل بمكيالين يتجاوز السياسة ويتنزل إلى ارض الواقع بين الناس..ففي الوقت الذي تجتهد فيه الحكومة إلى تسهيل حياة (أولاد المصارين البُيُّضْ) من محسوبيها، لا تستنكف أن تشير بإصبعها الصغير ?إن فعلت – إلى نصيب الآخرين الأقل حظوة هو(العاوِل الفي الجداول). والعاول هو القديم البايت والمتدني القيمة الاقتصادية وربما الصلاحية نفسها. كلام يناقض كلام البشير عن أن غرض الحكومة من رفع الأسعار مقصود به الأغنياء لدعم الفقراء..!!
تمكين في تمكين إلى يوم يشاءون.. والما عاجبو يحلق ما شاء من مناطق جسده الشعثاء.
(6)
على ذكر العاول والذي يدل على تدني قيمة المنتج، بقدرة قادر صار كل شيء في حياتنا مستورد.. يستوي في ذلك ساكني المدن ومدن الصفيح. مع تفاوت المقدرة الشرائية. لكي اقرب الصورة أكثر لكثير من الفئات التي يهمنى أمرها، فان لقمة العيش وحلة (ملاحها ) وإن جاء طبخها على بوتغاز أو بوتوبعر-لا تؤاخذونني- أصبح يدخل فيها الدولار بصلعه الكبيرة، وان تربع في واشنطون. فثومها مستورد وزيتها مستورد وطماطمها مستوردة..وقمحها مستورد وفتريتتها مستوردة و دخنها مستورد وأرزها مستورد.. ولتوضيح الصورة أكثر وتقريبها لكثير من الأذهان.
تصريح وزير الدولة بوزارة المالية، د. فضل عبد الله فضل(صحيفة آخر لحظة أغسطس 2010) ردا على سؤال حول أكثر السلع التي يستوردها السودان فأجاب سيادته: (هي المواد الغذائية مثل الغلال ( القمح – الذرة – الأرز – الدخن ) والآلات والمعدات وهي سلع رأس مالية ومطلوبة ثم الأجهزة الكهربائية والسيارات بأنواعها.)
ومن عجب انه ?أي الوزير- في رده على سؤال عن السر في ارتفاع أسعار اللحوم السودانية في الداخل- وهي منتج سوداني خالص- عزا ذلك في المقام الأول إلى ارتفاع أسعار المحروقات.. واتبعها بأنشطة طفيلية أخرى كالسمسرة والجبايات..
(تكلفة الإنتاج رخيصة ولكن هنالك عوامل كثيرة ترفع من التكلفة مثل الترحيل فمناطق الإنتاج بعيدة عن الخرطوم وتدخل السماسرة في سوق الماشية كثير جدا ما يؤدي إلي ارتفاع الأسعار بالإضافة إلي بعض الرسوم والضرائب التي يشكوا منها مالكي المواشي وألان توجد لجنة تعمل لتنسيق وإلغاء الأشياء الغير ضرورية ).
اخطر الممارسات التي تتم خارج الفحص والتمحيص الإداري هي التركيز على تصدير الإناث من البقر أو الماعز أو الجمال..الخ وذلك لرخص أسعارها. هذه الحقيقة نبهني إليها قبل أكثر من عقد من الزمان احد السائقين الذين يعملون في نقل المواشي إلى موانئ التصدير. وكتبت يومها منوهة إلى التداعيات الخطيرة لهذه السياسة على مستقبل الثروة الحيوانية ولكن لا حياة لمن تنادي.
لم يقف الأمر عند ذلك ولن يقف، فالاعتماد الكلي على بترول الجنوب وإهمال الزراعة والأنشطة الاقتصادية الأخرى، إضافة إلى عدم وجود التوازن بين الصادرات والواردات ترك بصماته على شتى مناحي الحياة وزاد من معاناة المواطن البسيط..
(7)
سمعت قبل شهرين من مصدر ثقة يعمل في مجال الدواء، أن العديد من شركات الأدوية توقفت عن استيراده مؤقتا لعدم ثبات سعر صرف الدولار في الأسواق.. والبعض الآخر تحول إلى أنشطة تجارية أخرى..أما الآن والحال كذلك، أخشى أن ترتفع أسعار الأعشاب كالحرجل والحلبة والمحريب والقرض والسنمكة إلى السماء هي الأخرى وتمد لنا لسانها ساخرة، أن (مافيش حد أحسن من حد).
بعد كل الذي سردته، وهو نذر قليل من كثير، ما زال بعض المسئولين ومحسوبي النظام يروجون إلى أن انفصال الجنوب لن يؤثر كثيرا على اقتصاد الشمال الذي موعود هو الآخر بالبترول الوافر وذهب شركة ارياب (الداشر) ولسان حال المواطن البسيط يقول (عصيدة وعيشها في الشرق).
سيل المفاجآت الذي بدأ صباح الثلاثين من يونيو 1989 لم ينقضِ بعد. أدهشني خبراَ، قرأته في صحيفة الحياة نشر في إحدى طبعات يناير الماضي، مفاده أن الحكومة أقرت خريطة جديدة- (مَقَرَمة) للسودان تخلو من الجنوب- تم انجاز 80 في المائة منها، في انتظار المصادقة الرسمية، وان الحدود بين الشمال والجنوب ستكون مغلقة بطبلة مسوكرة (ترى سيركل).
اغتظت واندهشت..
أولا:مصدر غيظي أن رأسي الذي (ظبطته) بكوبين شاي من الحجم العائلي دون جدوى، لم يسبر غور ذلك التصريح العجيب..
ثانيا : مصدر دهشتي أن يأتي الإصرار على قفل الحدود بين الشمال والجنوب من مسئول في حكومة السودان (الشمالية) التي هي في اشد الحاجة إلى الجنوب أكثر من أي وقت مضي. فجفاف شطر بترول آبيي الذي وصل الفطام يوم أمس، وضحت تداعياته الخطيرة على حياة المواطن البسيط، خاصة في مناطق التماس.
القبائل الرعوية كانت وما زالت وستظل إلى فترة طويلة، تعتمد بشكل أساسي على الجنوب طيلة تمسكها بحصر نشاطها الاقتصاديـ في تربية الماشية واتخاذها سبيلا لاكتساب المعيشة. وحتى تجد الحكومة آلية ناجعة داعمة للنشاط الرعوي لما له من أهمية للاقتصاد القومي، كإنشاء مزارع ضخمة-على كلفتها وهو ليس متوقعا بأي حال من الأحوال في القريب العاجل- عليها ضبط لسان منسوبيها وتعدد مراكز القرارات فيها والتوقف عن سياسة (المشتهي الحنيطير يطير) التي يطلقونها، فالوضع لا يحتمل سياسة التضحية بالمستقبل لإنقاذ الحاضر، خاصة لأناس ?معظمهم- لا ناقة لهم ولا جمل في ساس يسوس وتبعاتها.
فالحدود البالغ طولها ( 2100 ) كم مربع، يسكنها بشر ارتبطت مصالحهم الاقتصادية والاجتماعية الاثنية بتلك المناطق وببعضهم البعض. هم وحدهم أصحاب المصلحة الحقيقية في رعاية تلك الصلة التاريخية والوصول بها إلى بر الأمان بعيدا عن تناقضات الساسة ومتناقضات السياسة في ظل ظروف مفروضة عليهم.
مقالة تجمع بين الامتاع والفائدة في شمولية وتفاصيلية مكتملتان , وباسلوب صديق للقارئ , مما يدل علي موسوعية الكاتبة المتالقة , وقراءتها المتنوعة في كافة المواضيع بفهم وذكاء !
اهنئ الكاتبة علي مقالة ممتعة ومفيدة ولكن للاسف فوق رؤوس غالبية قراء الانترنيت الذين يركزون علي المقالات الساندوتش سهلة الهضم !
ياريت لو كانت المقالة من حلقتين لكي تمتد بهجتنا اكثر !
اساله تعالي للكاتبة المتالقة دوام الصحة والعافية فهي مشرفة لبلاد السودان بحق وحقيق !
من يقرأ ؟ من يسمع ؟
بارك الله فيك استاذة حليمة وربنا يكضب الشينة ,, والقادم اسوأ
ها هم يحتفلون بإنفصال الجنوب حتى ذبحوا ثور الاسود و لم نعرف لماذا ثور الاسود، هم أيضاً لم يقف على ذلك بل ذهبوا ابعد من ذلك حتى قالوا بلا و إنجلا . يأهلى فى الشمال إنتبهو لهولاء الناس بانهم اكثر مجموع خطراً لاهل الشمال وعلى راس نظام الانقاذ نفسه نحن فى العالم اليوم العنصريين غير مرحبين به وليس لهم مكان فى عالم اليوم. وهنا اسال الكل هل توجد عنصرى اكثر من ذلك يا ناس؟
ها هم يحتفلون بإنفصال الجنوب حتى ذبحوا ثور الاسود و لم نعرف لماذا ثور الاسود، هم أيضاً لم يقف على ذلك بل ذهبوا ابعد من ذلك حتى قالوا بلا و إنجلا . يأهلى فى الشمال إنتبهو لهولاء الناس بانهم اكثر مجموع خطراً لاهل الشمال وعلى راس نظام الانقاذ نفسه نحن فى العالم اليوم العنصريين غير مرحبين به وليس لهم مكان فى عالم اليوم. وهنا اسال الكل هل توجد عنصرية اكثر من ذلك يا ناس؟ لماذا هذه المجموع الصغيرة دولة تسمحوا لهم بهذا الاعمال الغير الاخلاقية فى دولة الرسالة .
أختي حليمة أرى أن أمثالكم هم السبب في إنفصال الجنوب حيث أنكم لا ترون في الجنوب سوى ( خيراتها ) و تجدون الجنوبيين عمالة رخيصة للأعمال الهامشية فهم عمال البناء و هم الذين يحصدون قصب السكر لم تعاملوهم يوماً على أنهم إخوه لهم في هذا الوطن مثل مالكم من حق التعلم و حق العيش الكريم .
ذكرني حديثك بما يقوله الإخوة المصريين بأن مصر ما كان ينبغي لها أن تفرط في السودان حيث أن السودان به مساحات واسعة من الأراضي الخصبة و المياه الوفيرة إذا إستغلت مصر كل هذة الخيرات كان من الممكن أن تكتفي ذاتيا من الغذاء وتغذي العالم العربي أي أنهم نظروا إلى خيرات السودان و لم ينظروا إلى شعبها وهذا ما تفعلونه مع شعب جنوب السودان ، هذه النظرة هي التي دعتهم للإنفصال.
ورد في حديثك أن مساحة السودان يعادل مساحة سبعة من أهم الدول الإقتصادية من بينها فرنسا المملكة المتحدة و ألمانيا ، هذا يعني و يؤكد أن تطور البلاد و نموها ليس بمساحتها ( فقط ) بل بإستقرارها السياسي و الإقتصادي و التخطيط الإقتصادي السليم . فلماذا التباكي على المساحات
ختاما أرى أن مشاكل السودان كلها تحل إذا تم تقسيم السودان الباقي إلي أربعة دول هي سلطنة دارفور ، شرق السودان ، شمال السودان ، وسط السودان ( كل واحدة من هذه الدول ستكون أكبر من فرنسا )
حكام الطغاة هم دائماُ سبب البلاوى لبلدانهم بان ليس لديهم اخلاق ومصدقية وهم دائماُ مستعدين لتغير الوانهم فى كل وقت حتى يستمروه فى حكم وتعذب الشعب. انظرو الى نظام الانقاذ الان عشرون سنة ولاذال مستمرة فى نفس السلوك والكذب و تلاعب بكلمات حتى ادخلو شعب السودانى فى نفق مظلم والكل الان يعنى فى بحث طرق الخروج منه .
شكراً حليمة
و لكننا سنظل نتحدث عن الرئيس الراقص و بقية فريقه من مطبلين و زمارين ناس سير سير يا البشير سيروه لما غطس حجر البلد و لسه الناس ما شافت حاجه الراجل ده بحاول يغطي على جرائمه بالانجازات المزعومة كأيام الجنائية إفتتح سد مروى و لم يكتمل بعد و ( قعد يهتف الرد الرد السد السد) ، سيؤثر انفصال الجنوب ليس على الاقتصاد فقط على كل شئ و نحن ما زلنا نتحسر على ضياعه و من ضيعوه ما زالوا يهتفون و يرقصون فلندع الحسرة و الحزن جانباً و لنبحث عن حل فوري لنستأصل سرطان الانقاذ الغير وطني من جسد سوداننا قبل أن نستيقظ يوما و نجد أنفسنا بلاوطن .
ما فائدة أن نتشدق بوطن المليون ميل و جدودنا زمان وصونا على الوطن و قد ضاع منا الوطن نهبته الانقاذ و باعت أراضيه و سرقت خيراته و أهانت وذلت إنسان السودان .
يا بني الشعب السوداني الفضل
الذين عذبتهم الانقاذ في غياهب سجونها و معتقلاتها
أسر الشهداء الذين إغتالهم النظام في كل شبر من بلادي
المظلومين الذين سلب النظام حقوقهم
خريجي الجامعات الذين ينتظرون عشرات السنين يبحثون عن وظيفة
اتحدوا اتحدوا نظموا الصفوف …..
بطلوا النقة مع الكمساري في زيادة التعريفة
بطلوا النقة مع الجزار و البقال اتلموا و نقوا في الحكومة خلوها تطير
ما عاش من مات يذبحه الطموح
و لنكن وطناً أجمل
بارك الله فيك الاخت حليمه ونور الله طريقك وزاد الله مداد قلمك ، تشخيصك الذى كله حقائق و الحقيقه المره بلغنا الفطام وفطمنا غصب من خيرات الجنوب وخاصه نحن البقينا صعيد دوله شمال السودان وحياتنا جنوب وقسمتنا شمال وهل نتبع الاقتصاد ولا نتبع الدوله وهل الحكومه بتخلينا نبيع المويه فى السوق العربى يمكن نخرمش واجهه عاصمه التوجه الحضارى
الى الكاتبه :
بما اني مواطن بسيط ولست بهذه الدقه من الحسابات التي كتبتي عنها عن مستقبل السودان الشمالي المظلم . ولكن عفوا سيدتي غابات الجنوب المطيره واراضيه القابله للزراعه لم تساهم يوما في صادرات السودان غير البتروليه حسب علمي . ورغم عن ذلك كانت منتجات السودان الزراعي تغوص جنوبا وكذلك حديثك عن السكه حديد والنقل النهري الذي كان فقط ينقل البضائع وحتى رمال وحجار النيل الابيض الى جنوب السودان ويأتي لنا فقط بالركاب ؟؟!!
وفضلا سيدتي : انتي فقط تحدثت عن خسائر ارض الجنوب التي تساهم في الدخل القومي كالبترول ومشتقاته ولكن سيدتي هذا الدخل يقسم على عدد السكان الموجودين في هذه الارض
ويبدو انك نسيتي تعداد الذين شاركو في استفتاء الجنوب (كم عددهم ) حتى تنتقصيهم من دخل السودان الشمالي بمدخلاته الزراعيه والبتروليه .
وعفوا : انتي تحدثي عن حوجه الشمال للجنوب ولكن لأذكرك في العام 2006 حاول الجنوب تصدير بتروله عن طريق ميناء كيني ولكن المحاوله بآت بالفشل وذلك لعده اسباب تعلميها ..
مع العلم ان البترول هو مصدر الدخل (القومي) الوحيد الآن لجنوب السودان .
وفقك الله
الأخ المعلق أبن الشمال: العيب ليس فى خيرات الجنوب لكن العيب فى سؤ أدارة الدولة التى لم تستطيع الأستفادة من هذه الموارد لينعم بها مواطن الدولة ومن لم يستطع تربية أبنه سيكون عبئا عليه ومن لم يحسن أدارة أقليم من دولته لا شك سيكون عبئا عليه وكما قال الرئيس فى أحدى لقائاته خلا ل هذا الشهر أن الجنوب كان عبئا على الشمال وذلك من سؤ أدارة الدولة وليس من سؤ موارد الجنوب
الاخت حليمة :
ليس أنا بشاعر
لاكن الشاعر قال الليله الصعيد طلق هبايبوا علينا طراني القعاد والجلسة في الراكوبة الليله الصعيد الطلق هبايبوا دلقن خشيم البنات البلباري اندقن الضايق جلوسن عمرو مابيتقن .
هذه المساحة الخضراء والارض الشاسعة والثروات التى تتحدث عنها لن نتركها الى كينيا او يوغندا بل تركناها الى انسان الجنوب نفسة وهو احق بذلك منى ومنك فابالله اتركو انسان الجنوب فى حالة يبنى دولتة ومستقبل ابنائه الذى ضاع منة الكثير فهنيا لابناء الجنوب بدولتهم ونتمنى لهم الرخاء والامان والاستقرار وان نكون جيران متعاونين ومتحابين
غريب انت يا ديفيد سونغ
اتستهجن احتفال مجموعه بسيطه كماقلت بالانفصال و99% منكم صوتو له
والاغرب اتهامك لهم بالعنصريه وانت تقول انك ذاهب الى دوله الحريات والديمقراطيه ومن بين هذه الحريات (حريه الرأي)
اذا بماذا نتهمكم نحن؟ ؟؟!! ايها السيد الديمقراطي
السيد النساج
اذا تمعنت في الكلام انني لم اعيب عن الجنوب موارده . ولكن اعدت صياغه حسابات الكاتبه
التي صورت الامر كما لو ان الشمال يموت جوعا بعد الانفصال او استقلال الجنوب اذا صح التعبير
ولكن مع العذر هذا ليس صحيحا اذا كان الجنوب لا ينتج مواد زراعيه مثلا فهذا يعني اننا كنا في الخمسين عاما الماضيه نعتمد على الجزء الشمالي والدخل القومي يقسم على عدد السكان شمالا وجنوبا وبما انه استقطعت رقعه من الارض مع العلم انها غير منتجه حتى الآن فبالتالي نخصم مساحتها ونخصم عدد سكانها ايضا والبالغ عددهم 8 مليون نسمه
الاخوة الأعزاء :-
ابن الشمال
الحاج عثمان
عبد الله بلل القرياتي
النساج
العثمانى
bet alsudan
david wosong
عادل
samir ali almadani
tharwat gasim
الف شكر على مداخلاتكم العميقة، التي اتفق مع البعض واختلف مع البعض الاخر ، الا انني اتفق في انها اثرت الموضوع كثيرا وحفزتني لتناول مواضيع كثيرا انبثقت عنها..
استمحيكم عذرا في ابتدار الرد على استاذنا الكبير ثروت قاسم..الكاتب الذي حرك كثيرا ساكن الساحة السياسية والفكرية وغير في تشيكلة الذهنية السودانية وحفزها للبحث والتقصي ودفعها دفعا للعمل نحو الافضل.
الف شكر استاذي الفاضل..
كان لكلماتك ? وسيظل- وقعها الطيب على نفسي. دفعت الادرينالين في عروقي وحفزتني اكثر على اقتطاع جزءاً كبيرا من وقتي للكتابة التي ساسعى الى ان تكون راتبة ومفيدة، تلبي طموحات القارئ ومتصفح السايبر وتطلعاته واشواقه الى المعرفة والاستقواء بها..
في هذا الخصوص يجب الاعتراف بفضل كتاباتك على وكيف انها حفزتني و اعادتني مرة اخرى الى طقطقة مفاتيح الكيبورد التي كنت قد هجرتها ردحا من الزمان..فشكرا لك وشكرا لهذا السايبر الذي لولاه لما تيسر لي او لغيري ذلك.
شئ اخير لابد من ذكره، وكلي ثقة من ذلك، ان التاريخ سيقف يوما عند كتاباتك ويدرسها كأفضل الكتابات الملتزمة بالقارئ وتنويره ورفعه الى مصاف الاحداث توطئة لمساهمته الفاعلة في صنع غده الزاهر…
بخصوص مقترحك جعل المقالة مقالتين، ارسلت لك ايميلا بهذا الخصوص قبل يومين.
وافر تقديري وعميقه..!!
الاخ ابن الشمال.. دعنا نتفق اولا على ان : الاعوج رأي والعديل راي…زين؟ ثم ندلف الى موضوعك الذي اثرته وهو ان الشمال لن يموت جوعا بانفصال الجنوب.. رايك عندي مقدر ..صحيح انه (قد لا يموت جوعا)، لكن ذلك لا ينفي انه سيعاني. الجنوب يملك المياه والزراعة والغطاء النباتي الذي يوفر الحياة البرية وتوابعها من سياحة وصناعة، وكذلك البترول والمعادن الاخرى التي اما لم يجرِ استكشافها بعد أو ان مناطقها على وشكك الانضمام الى الجنوب فيما تبقى من ترسيم الحدود.
لا تنسى ان الحرب الطويلة التي خاضها الجنوب على فترتين،ساهمت كثيرا في تخلفه وحرمانه هوو الشمال من الاستفادة من خيراته التي يكفي ان تنظر الى الخريطة المنشورة مع هذا المقال لتعلم ان السودان فقد اكثر الاجزاء اخضرارا.
يلاحظ ان كثيرا من الاخوة الذين حينما يتحدثون عن مستقبل الشمال، يبدون على ثقة تامة من ان الجنوب سيواصل تصدير بتروله عن طريق الشمال، علما بانه ليس هناك اتفاقية مكتوبة وملزمة بهذا الخصوص للجانبين؟ ثم ماذا لو قرر الجنوب التوقف عن تصدير بتروله حتىيعيد ترتيب بيته من الداخل اولا ثم الانتباه الى امر الصادرات؟ حينها ما هو موقف الحكومة والمواطن البسيط وانابيب التصدير نفسها؟ هل تصمد هي الاخرى دون انسياب البترول عبرها لفترة طويلة؟
الاخ الحاج عثمان… سلامات..
انا لم استهجن ترك الارض الخضراء (تلك) الى دول الجوار.. بالعكس افضل لانسان الجنوب الذي عانى ان ينال استقلاله وينشئ الدولة التي تلبي طموحاته وترسم له افاقه المستقبلية..من هذا المنطلق اهنئ اخوتي في جنوب السودان على نيل استقلالهم واتمنى لهم كل التقدم والازدها.. ان كان هناك من بكى الجنوب دما وليس دمعا فهو انا.. فأنا قد خبرتهم عشرة سنوات، اكلنا فيها الملح والملاح وعملت معهم قرابة العشر سنوات، كانوا فيها نعم الاخوة والاخوات وما زالت تربطني بهم صلات طيبة جدا. انسان الجنوب الذي فقدناه هو الثروة الحقيقية..فالتعددية الاثنية والجغرافية، والثقافية، يجب ان تتخذ سببا للتعارف، كما اوصانا ديننا الحنيف بذلك. اما اقتصاديا فإن تنويع مصادر الدخل القومي ومحاربة كل انواع الاستغلال احد اسباب المحافظة على اللُحْمة الاجتماعية، ان لم يكن اهمها على الاطلاق..
ارجو قراءة مقالتي مرة اخرى.. واتمنى ان اكون قد التزمت في ردي عليك بما ورد في مداخلتك، والا فلك العذر ان جانبني الصواب.
الاخ عبد الله بلل القرشي..
شكرا لك على ايراد الابيات الرائعة، استميحك في الاستفادة منها ذات يوم.. موافق؟
الاخ النساج: الف شكر على وضع اصبعك على موضع الداء.. وهو سوء ادارة الموارد.. التي كرست لجهات معينة وفئات معينة.. والبقية كان حظهم عاول الجداول..
الاخ العثماني..
الف شكر على كلماتك.. واقول معك
الاهة بتزيد الالم والالم
بصبح رفيق
الاصلو فى الجوف ادفن لا بتنسى …
لابتمحى لا بينطفى منو الحري
يكفي انه ( كان جنوبيا هواها..!!)
العزيزة بت السودان..
اثمن كلماتك وايدي على ايدي حتى لا نستيقظ ذات يوم لنجد اننا لكي نعبر الى الحمام في الجانب الاخر من الحوش مطلوب منا دفع نفقات العبور الى ارض اجنبية..
الاخ
david wosong
صدقت.. الطغاة لازم يغيرون جلودهم حسب مقتضى الحال، والا لن يطول جلوسهم على كراسي السلطة.. المهم اننا اصبحنا واعيين لالاعيبهم وعلينا التصدي لهم بكل قوة اينما كانوا.
الاخ عادل..
اسمح لي ان اختلف معك في اطار الاعوج رأي والعديل رأي..
لنفرض انني اتباكي على الجانب الاقتصادي فقط في الجنوب- رغم ان هذا غير صحيح- وانت ترى ان السودان يمكن ان يقسم الى خمسة دول وكل واحدة منها ستكون بمساحة فرنسا وبقوتها الاقتصادية، زين؟ سمح انت زعلان مالك لما انا اتباكيت على الجنوب..علما إلا قد تكون لي اسبابي الخاصة التي لم اذكرها صراحة.
يا سيدي الفاضل ليست هناك مهن هامشية غير محترمة.. اي مهنة توفر لصاحبها لقمة عيشته الكريمة، فهي شريفة ومحترمة طالما أنه )العرق جبين والضرب يمين(، غض النظر عمن هوصاحبها شماليا كان او جنوبيا..المؤسف الاوضاع الاقتصادية والتنموية المتدنية التي قولبت فيها الحكومات المتعاقبة كثير من مناطق السودان المهمشة والتي بدأت تنتفض الان وتطالب بنصيبها العادل من كعكة السلطة والثروة..
اذا كان هناك من يدان فهو قطعا ليس حليمة التي تتباكي على الجنوب وانسانه واقتصاده وخيراته التي مثلما حرم هو منها ردحا من الزمان، كذلك نحن وسنحرم منها في قادم الايام ، استنوا شوية لان التقيل ورا.. سنعرف حينها كيف ان الجنوب كان (جبراكة السودان) ولكن لم نكن ندري.. ولم نكن ندري الاخيرة هذه اعني بها المواطن البسيط وليس اصحاب القرار الذين من مصلحتهم انفصال الجنوب. وقد عملوا لذلك ونجحوا فيه.. الدور على المواطن البسيط يعي المقلب الذي شربه حينما غادر قطار الجنوب او وابوره كوستي متوجها نحو جودة ومناطق الجنوب الاخرى..
اما المقارنة بيننا والمصريين وبين الشماليين والجنوبيين، فلم تكن موفقة في رايي، اللهم الا ان اردت القول ان الشماليين شعب والجنوبيين شعب واننا لم نكن يوما شعبا واحدا..
ويبقى الاحترام بيننا..
عذرا سيدتي
ولكنك تحدثتي كما لو ان الشمال لايملك هذه المقومات ايضا (الاراضي الزراعيه و البترول والذهب)
وكذلك المياه
اما بخصوص البترول الذي يمكن للجنوبيين ترحيله عن طريق دوله اخرى فهذا شأن اخر ولكن الشمال يملك البترول ويملك سبل ترحيله الآن .ودون رسوم نقل او ترحيل اورسوم موانئ من دوله اخرى . وتلك هي ميزه الاطلاله البحريه . مع العلم ان دول مثل تشاد ودول اخرى تنتج كميه لابأس بها من البترول لكن تستفيد القليل من تصديره لكلفه النقل الباهظه وهذا يتضمن كل المنتجات وليس البترول وحده .
وشكرا للرد