مقالات سياسية
لا هذا، إلا هذا (٢)

حسن بشير هارون
مواصلة لمقال سابق بالعنوان أعلاه نؤجز الاتى
بالمختصر المفيد ، السودان بكل ماضيه وارثه ونظامه القديم لم يحقق طموحات شعبه ليرقى لمصاف الأمم والدول التى مرت بمثل تجاربه . والتى فاقت من غفواتها بإحداث تغير حقيقى نقلها من وضع سئ ثم حسن الى احسن ، ومازالت تسير بخطى حثيثه لترفيه وتامين شعوبها.
فالسودان بحاجه للتغير، حتى يحقق مبتغاه،. ولا يتم ذلك الا برؤية وتغير مفاهيم الماضى.، أيضا بميلاد قائد ملهم يفكر خارج الصندوق و المألوف المعتاد . فقد حدثت فى السودان منذ الاستقلال حتى يومنا هذا عدة محاولات للتغير،وصياغة ثورة سودانيه حقيقة لتغير الحال وتأسيس دوله حضاريه ناهضه متطوره متسقه مع المنظومه العالميه بالقيم الانسانيه المشتركه . لكن مع الأسف تلك المحاولات كلها لم تجد حظها من النجاح ربما لفقدان القائد الملهم الذى يوحد الرؤى و يصوب الخطى ويقود الامه. فكانت أكتوبر ١٩٦٤م ثوره ثم تلتها انتفاضة ابريل ١٩٨٥م وبعدها حراك ،٢٠١٣م ثورة ٢٠١٨م ، ٢٠١٩م كاجماع شعبى من اجل التغير . ومما يدعو للأسئ كل تلك المحاولات للتغير لم توفق لتحقيق المراد ، فوئدتها القوة الخشنه المتمثله فى المؤسسه العسكريه التى ترى ان التغير فى كل الأحوال جريمة،. وحتى نكون منصفين، ليس القوة الخشنه المؤسسيه وحدها اقعدت بمسار التغير فهناك قوى سياسيه ناعمة وحزبيه، بالفهم المدنى الديكتاورى المستور من دول واطروحات امميه أصلها لا تؤمن بالتغير المدنى والاجماع الشعبي، ساهمت فى إعاقة عجلة التغير المرجو فكانت توجه مسار حركة الجماهير بالتستر والتخفى لخدمة اغراضها و مصالحها الحزبيه الذاتيه و الايولوجيه ، مما اقعد حركةالتغير فى السودان وحولها إلى غير وجهتها. تمخض عنها استقطاب محورى بين الاقطاب العالميه .وهذا الحديث ينبع من رؤيه فكرية محايده واستقراء ، تاريخى من الماضى باحداثه ووقائعه وتحليل موضوعى عقلاني للحاضر المؤزوم الماثل واستبصار للمستقبل بخطاه المتسارعه الذى يمكن أن تحدث فيه طفرات مفاهميه وعلميه وتقنيه تقلب معظم الموازين حتى الأخلاقيه نحو وحدة القوانين وإلغاء الحدود بين الدول والأفراد .
الحرب الحاليه واسميها ام الحروب خياراتها محدوده صفريه إما تقود إلى تغير بتكلفة عاليه وإما تنتكس بهزيمة قوى التغير ليتمزق السودان لكيانات فوضويه يحكمها توزان القوه احيانا او توزان الضعف حينا . لكن لا شك بأن التغير،حتمى وقادم لا محال وهى سنة الكون !! نواصل لاحقا (3)