مقالات سياسية

ماذا تريد الحركات!!

أطياف

صباح محمد الحسن

يحقق الإتفاق المزمع عقده بين قوى الحرية والتغيير وقادة المجلس الإنقلابي ما يطلبه قادة أطراف جوبا ، الذين رفضوا المساس بالإتفاقية ، وهددوا بالحرب ، فالإتفاق أمن على الإحتفاظ بوثيقة اتّفاق سلام جوبا، لكنه قرر أنّ تجري عليها بعض التعديلات المتصلة بالمشاركة في الجهاز التنفيذي ومراجعة المسارات.

فالتسوية السياسية للإتفاق احتفظت نصوصها للحركات بالنسب والحصص في السلطة واخمدت قحت الرغبة المُلحة عند الكثيرين من جماهيرها ، وجماهير الثورة الرافضة لإتفاق جوبا جملة وتفصيلا والمطالبة بإلغاءه ، وقدرت ذلك لأن الإتفاق يعالج كثير من القضايا الكبيرة والمهمة والمتجذرة وله أبعاده الأمنية والاجتماعية لكن هذا لا يمنع أن تطرأ عليه بعض التعديلات.

ويقفز السؤال من العمق الى السطح، ما الذي يجعل قادة الحركات المسلحة (تتمرد) سياسيا، فإن كان الخوف على الحصص والمناصب فالاتفاق أقر بها، لكن رغم ذلك يعمل مني اركو مناوي وجبريل ابراهيم من اجل عرقلة العملية السياسية ، ومحاولة خلق ارضية موازية للسيطرة والتحكم في القرار السياسي ، والعمل على نزع مصادرة التمثيل والسلطة من المجلس المركزي فماذا يريد قادة اطراف السلام ؟!

فمناوي رحب بدستور المحامين وقال انه لأول مرة يتفق مع قحت منذ ثلاثة سنوات، إذن ما الذي يجعله وجبريل يتحملان عبء هذه الكتلة ، وحملها على ظهريهما ، ويبذلان جهدا سياسيا زائدا عن طاقتهما ، هذا كله لأجل من ؟ ، هذه الأسئلة الذي يجب ان لا ( تترمد) في مستحيل الإجابات.

والمجلس العسكري نفسه ادرك ان مناوي وجبريل ينفذان أجندة اخرى ، تخطت تمثيلها لأقيلم دارفور وحلقت في فضاء (الأقليم الأكبر ) لذلك طلب من الآلية الثلاثية بالاً تتعامل مع الكتلة الديمقراطية وأن تحصر لقاءاتها على حركتي تحرير السودان والعدل والمساواة.

لكن الذي يؤكد أن الرجلين ينفذان أدوار ( خفية بينة ) هو انه وبالرغم من البرهان طلب ان تتعامل الآلية معهما لكن مناوي يقول : (هذا أمر مرفوض بالنسبة لنا وسيؤدي إلى فقدان الثلاثية لقيمة التفويض الدولي والإقليمي الممنوح لها ) !! وهذه هي العشوائية و الازدحام التي تفتعل عملية اختناق على الطرق السياسية عمدا فهل مناوي وجبريل يرفضان التسوية فقط لأجل جعفر الميرغني ؟! ام أنهما يرفضانها لأنها تتعارض مع رغبة جهات خارجية ، اهدافها أعمق من مشاركة الكتلة في الحكومة القادمة ، واكبر من رفض مناوي وقبوله بالتسوية ، تلك الدول التي تخفي خلف ابتسامتها كل الامنيات لتحقيق الانشطارات المؤجلة لوطننا.

فالحركات المسلحة لأنها وصلت مرحلة من (الدلع السياسي) ووجدت السلطة الانقلابية وحتى قوى الحرية والتغيير تستجيب لمطالبها بدأت تستغل هذه الظروف التي يمر بها الوطن ، وليتها تستغلها لمصحلتها او مصلحة اقليم دارفور ، الكارثة انها تستغلها ضد مصلحة الوطن ، وهذا العبث يجب ان يتوقف فكل المطالب خارج إطار اتفاق سلام جوبا يجب ان تكون مرفوضة من طرفي الإتفاق .

فسبحان من جعل جعفر الميرغني عند الرجلين أهم من اتفاقية جوبا ومن قضايا الاقليم وانسانه ، ومن مداواة علة الوطن الذي يعيش الآن كل مواجعه تحت ركام من القلق .

طيف أخير:

مليونية ٣٠ نوفمبر امدرمان لا تنكسر.

الجريدة

 

‫6 تعليقات

  1. الهركاط المصلهة : يا نهكم ( نحكم ) يا نقتل و نهارب ( نحارب )

    الاجابة واضحة على سؤالك
    يحكموا البلد او يدخلوا في حرب جديدة و ربنا يكضب الشينة

    حل الحركات المسلحة و الجنجويد
    الغاء نكبة جوبا
    نزع السلاح
    هو السلام الحقيقي

  2. تتساءلي ماذا يريدون؟ انهم يريدون اتفاقا شاملا لا اقصاء فيه. ولهم سؤال مهم للغاية وهو من اعطى الشرعية لقحت المركزي للاتفاق الثنائي مع العسكر واستبعاد الاخرين.
    السؤال المهم للغاية هو:
    نفرض ان الامور مضت كذلك واصبح الاتفاق ثنائيا وتم اقصاء الاخرين:
    هل ستحل المشكلة وهل سيستقر السودان؟
    قصر النظر لا يجوز..
    وحين تتحدثي عن املاءات خارجية يجب ان تتذكري املاءات السفارات – التي تدفع الفلوس كما اكد الصايم عضو قحت المركزي- التي اصبحت تلعب بالمكشوف وتصدر البيانات وتحدد المواقف المشتراة بالفلوس من احزاب لا وزن لها تريد السيطرة على مقاليد السلطة!
    يجب الاجابة على هذا السؤال الحرج:
    هل اذا تم الاقصاء واصبح الحكم في يد القلة هل ستحل مشكلة السودان ام تزداد تعقيدا.
    نتمنى ان يكون لديك الشجاعة وتحللي المرة القادمة ما ذكره عضو قحت المركزي عن الاموال وشراء المواقف!

  3. بالفعل في طبيخ وعبث مكشوف من مختلف الجهات السياسية التي تتلاعب باقدار الوطن وأصبح الخارج يدير الامور كلية مستخدما سياسيين اشبه بحصان طروادة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..