كثافة في حركة المواطنين العائدين للخرطوم بطريق مدني

الخرطوم (smc)
أعلنت دائرة المرور السريع عن انتهاء عمليات التفويج العكسي من الولايات إلى الخرطوم اليوم الأحد كاشفة عن وصول أكثر من (62) ألف و(490) مسافر خلال اليومين الماضيين.
وتوقع اللواء خالد بن الوليد الصادق مدير عام دائرة المرور السريع في تصريح لـ(smc) حدوث كثافة في حركة المسافرين العائدين خلال يومي السبت والأحد خاصة بطريق مدني الخرطوم، مؤكداً وضع التحوطات اللازمة لتفويج المركبات وفك الاختناقات المرورية بالطرق السريعة لضمان انسياب حركة النقل وتفادي الحوادث المرورية، مضيفاً أنه تم تسيير (63) فوج من المسافرين يوم الجمعة لعدد (850) بص بالإضافة إلى مركبات أخرى وحافلات ركاب، مبيناً أن الحوادث المرورية التي وقعت بشارع مدني ومدينة تندلتي لمركبات ملاكي بسبب السرعة الزائدة وانفجار الإطارات مشدداً على أصحاب الملاكي الالتزام بالضوابط المرورية ومراجعة الإطارات والدخول في التفويج لضمان سلامة الأرواح مؤكداً عدم حدوث أي حوادث داخل التفويج.
وهولاء العسكر المتراصون على الطريق ينتظرون اي زلة للسائقين حتى ينهبوا ما تبقى فى جيوبهم من ميزانية العيد الخربانة اصلا بغلاء الاسعار وضيق المعيشة
اقترح ان يلبس رجال المرور اللون الاسود لانهم غربان تنعق على خراب جيوب الناس
اما كان الافضل لابناء الجزيرة الخضراء البقاء في ولاياتهم وتعمير مشروع الجزيرة المندثر بدلا من النزوح العكسي للخرطوم والعمل فيها وتضييق الدائرة علي ابناء العاصمة من التكدس والعرقلة التي يسببونها للسكان وان كنتم مازلتم تتمسكون وترتبطون باهلكم فابقوا معهم للابد بدلا من السفر اليهم كل موسم عيد وتفقدون ماتفقدون بتجوالكم من اعزاء لديكم بالمرور في هذا الطريق المهتريء الذي اكل عليه الدهر والحكومة تنظر اليه هكذا للقضاء عليكم كما علي اهل دارفور بطريقة اخري وكردفان فانتبهو والزموا دياركم احبتي فالخرطوم ليس فيها مايدعكم للنزوح اليها وترك اهليكم
هذه سطور من كتاب صداقة جيل للإعلامي والمذيع السابق بإذاعة الرياض، والذي يعمل الآن بتلفزيون السعودية في إدارة الأخبار مذيعا ومدققا لغويا للأخبار/ عوض الله محمد عوض الله، وفيه يؤرخ لطريق الخرطوم مدني القديم، وجاء هذا في سياق ما كتبه عن مدرسة المسيد الأولية العريقة بمطقة شمال غرب الجزيرة حيث يقول:
تأثير طريق الخرطوم / مدني على المسيد وغيرها من قرى المنطقة :
جاء طريق الخرطوم/ مدني ، مارّا بالمسيد، مما نفخ فيها روحا جديدة، فالقرى تزدهر بالطرق ووسائل ووسائط النقل.
وأتوقف بك ــ أيها القارئ الكريم ــ عند ما كتبته عن (محطتي ود الترابي والمسيد في منطقتنا) في بحث مفرد ، لتتبين تأثير الطرق والنقل على الحياة الاقتصادية والاجتماعية للبشر في أي مكان، عندما تناولت تأثير طريق الخرطوم/ مدني الذي أجملته في النقاط التالية :
1 ــ كان تأثير الطريق منذ افتتاحه عام 1965، إيجابيا على القرى التي تقع على مساره، وهي القرى الواقعة على النيل الأزرق في أغلبها، وتلك التي لا تبعد عنه كثيرا، وظهرت تلك الايجابية في الارتباط السريع بالعاصمة الخرطوم، وما يوفره من خدمات، و وإسعاف و طبابة، وتعليم وثقافة وتموين وتنوير، فنشطت الحركة مع العاصمة، وشجع ذلك المواطنين على العمل في الخرطوم والسكنى مع أهاليهم، إضافة إلى سهولة الذهاب للعاصمة ومقابلة رجال الدولة ، وطلب الخدمات التي توفرت في فترة مبكرة وسابقة لم تحقق بالداخل.
2 ــ نشطت التجارة البينية في تلك القرى ، وانتعشت أسواقها، كما فتحت الكثير من المطاعم ، ومراكز خدمات السيارات والمسافرين العابرين، مما أنعش الاقتصاد.
3 ــ تحولت كثير من القرى التي على الطريق إلى محطات ترانزيت للقادمين من داخل الجزيرة إلى الخرطوم أو مدني ،و رفاعة بل إلى بور تسودان، حيث تظهر المحطات النشيطة في الجديد وألتي والتكينة والكاملين والحصاحيصا، على سبيل المثال لا الحصر.
4 ــ كان هناك تأثير نفسي على السكان حيث شعر أهالي القرى التي على النهر ، بأن الطريق أعطاهم ميزة ونفحهم تفردا على قرى الداخل” القرى داخل مشروع الجزيرة” ، وأنهم الأكثر تحضرا من أهالي الدخل الحبيس بين ترع المشروع، وطين أرضه الذي يشق السفر عبره ، خاصة في فصل الخريف، فيتسبب في مزيد من العزلة للسكان.كما أن أهل الداخل الذي صار حبيسا ،شعروا بالحزن وقد يتبدى ذلك، في البيت الشعري الشعبي الشهير في المنطقة والمنسوب لبنات السريحة في التحسر على مرور الظلط ” شارع الإسفلت بقريتهم ، وحظ أهل التكينة” وهم في أغلبهم أقرباء لهم” بمروره:
التكينة موقع غلط والسريحة تستاهل الظلط
5ـ وعكس ما هو مذكور أعلاه، كان التأثير سلبيا على القرى داخل المشروع ،والسبب أن نقل الطريق إلى جوار النهر، سلبها ما كانت تتمتع به من مزايا ، فالطريق من مدني إلى الخرطوم كان يمر أصلا بقرى الداخل ، ولم يكن يمر إلا بالقليل من قرى النهر التي كانت لها مواصلاتها الخاصة مع الخرطوم .وقد تحولت تلك القرى فجأة من قرى ذات ارتباط وثيق بالعاصمة وعبر وسائل نقل وفيرة إلى قرى تعتمد على بصاتها الخاصة للوصول إلى العاصمة، وقد شاهد الباحث في طفولته بصات مدني الحديثة وأشهرها سفريات ” الصاروخ” ذات البصات الحديثة والضخمة وهي تمر يوميا في موازاة خط السكة الحديد ،التي تخترق داخل المشروع بعيدا عن مسار النيل الأزرق.وكيف كان الطريق الترابي يزدحم بعشرات الناقلات والحافلات واللواري والعربات الخاصة ، مثلما هو على أي”highway ” أو طريق سريع في العالم.” أ.هـ
وكل ذلك كان جاذبا كي تكون المدرسة في هذه القرية الكبيرة والعريقة ، ولا شك في أن السوق والنهر، كانا يشكلان متنفسا لهذه الأرواح والأجساد والعقول الغضة ، وهي تترك قراها المتناثرة على النهر، كي تعب من نهر وبحر العلم الذي لا يرتوي وارده..