مقالات وآراء سياسية

ما لم يقله عبد الحي وصمتت عنه الهيئة

حيدر المكاشفي

كعادته كل جمعة منذ اندلاع ثورة ديسمبر المجيدة، واصل عبد الحي يوسف هجومه على قيادات الحكومة الانتقالية،وكل مرة كان يستخدم عبارات وشتائم مسيئة ومستفزة، وفي الجمعة الماضية التي يبدو أنه خصصها ولو بطريقة غير مباشرة لدعم ما أسماه الفلول في مفارقة مضحكة (مسيرة الزحف الأخضر) بينما هم من قضى على كل أخضر البلاد ويابسها وأحالوها الى قاع صفصفا، قال عبد الحي فى شتائمه الأخيرة مخاطبا قيادات الحكومة (أنتم هباء ولستم بشئ)، وفي شتيمة أخرى وصفهم بأنهم وصلوا للحكم فى غفلة من الزمان، وهذه شتيمة متعدية تتجاوز القيادات لتشتم الثورة نفسها والثوار الذين فجروها باعتبار أن نجاح الثورة جاء في غفلة من الزمان..

كان ذلك بعضا مما قاله عبد الحي في خطبته الراتبة وشتائمه المتواترة، ولكن ما لم يقله واعتاد على قوله هو وجماعته فى (هيئة علماء السودان) في مثل هذه الظروف التي أعلنت فيها جماعتهم عن مسيرة مناهضة للحكم، هو (الخروج على الحاكم حرام)، فقد كانوا كلما ضاق بالناس الحال وفاض فساد الحكام وأزكم الأنوف وحاولوا أن يعبروا عن رفضهم لهذا الواقع المزري، خرج عليهم عبد الحي وجماعته في الهيئة ببيان يحذر من الخروج على الحاكم باعتباره مقارفة للحرام المحرم شرعاوعلى الناس أن يتيحوا الفرصة لنظام الحكم للخروج بالبلاد من ازمتها وحمايتها من الفوضى، ولكنهم هذه المرة (خنسوا وعملوا رايحين) وصار عندهم الخروج على الحاكم حلال،بل ويدعون الناس للخروج عليه وأن لا يمنحوه أي فرصة لمعالجة الأزمات، ففي السابق وعلى امتداد سنوات حكم النظام البائد الممتدة لثلاثين عاما كالحة، كان دأب عبد الحي وجماعته في الهيئة التي يشغل فيها موقعا متقدما، هو اضفاء الصبغة الشرعية لكل ما يخرج من الحاكم، ويعمدون لتطويع النصوص واصدار الفتاوى التي تمنح السلطان المبررات (المشتولة) التي توافق هواهم وتعزز مواقفهم وقراراتهم، وظلوا طوال تلك الفترة البائسة يبرعون في تقديم السند للحكام ويخترعون لهم المبررات الدينية للسياسات والقرارات الحكومية، ولم يعرف لهم الناس أية مواقف واضحة الى جانب الجماهير انحيازهم لقضايا الشعب، خصوصا فيما يتعلق بقضايا كبت الحريات والفساد ونهب الثروات والارتفاع الجنوني لأسعار السلع الاستهلاكية وإزهاق الأرواح في الحروب الأهلية العبثية وقتل وسحل المتظاهرين وغير ذلك من القضايا،وكان السلطان يكافئهم على دعمهم له وشرعنة مواقفه باغداق العطايا والهبات لهم تشجعيا وحفزا لهم للمواصلة فى لعب هذا الدور، والدعم الدولاري الكبير الذي نفحه المخلوع لقناة طيبة التي يرأس مجلس ادارتها عبد الحي يوسف في الوقت الذي يعاني فيه التلفزيون القومي الأمرين وكان الأحق بهذا المبلغ، يقف كأبلغ دليل على ذلك. ولكنهم اليوم بعد الثورة وبعد أن فقدوا الهبات والمنح والعطايا ولن يجد عبد الحي وشيعته ومشايعيه من ينفح قناته أو غيرها من مؤسسات ينشط فيها عطية دولارية معتبرة، فانقلبوا على ما كانوا يفتون به مئة وثمانون درجة، فيا لهم من …..والنقاط متروكة للقارئ ليملأها بما يشاء من أوصاف..

 

حيدر المكاشفي

الجريدة

‫3 تعليقات

  1. الكوز الني دا، يُمثل حالة ميؤوس منها…..لقد أعمي اللّه عز وجل بصيرته، فخسر الدنيا والآخرة، وطبعاً، من يضلل اللّه فلا هادي له…..

    خذوه فغلوه، وإلي كوبر أدخلوه، حتي تأتي لحظة ضرب عنقه، وعنق فردته جزولي الملاهي الليلية.

    أما هيئة السلطان، فقد ثبت لها بما لا يدع مجالاً للشك، أن السلطان ما هو إلا سلطان الإجرام والفساد، وما عادت لنا حوجة في خدماتهم، طالما تُوجد وزارة للشؤون الدينية، والتي تستطيع تعيين شخص وأحد ليشغل وظيفة مفتي الجمهورية، وليتوجه جهلاء السلطان أل 603 إلي مواقع الإنتاج أو حصاد المحاصيل أو تلقيح النخيل الذي يبرع فيه بغدادي شمال إفريقيا والشرق الأوسط.

    تجار دين متخلفون.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..