دروس للتعافي من لدُن الحكيمة الليبيرية ..!

نعمة صباحي ..
في غفلة من ليل أفريقيا السياسي الدامس حينئذ.. سطا العريف صمويل دو على ديمقراطية بلاده التي كانت نموذجا نسبياً شكل بصيصاً من الضوء في آخر النفق الأفريقي الطويل التي دخلته القارة السوداء خارجة من قمقم التغول الإستعماري على كرامة إنسانها و نفائس مقدراتها.
فأعاد ذلك الإنقلاب الدموي بلاد الذين عادوا من عبودية الغرب الى عبودية التسلط الشمولي العسكري الذي أسقطه هوالآخرفي حفرة مصيره المحتوم .. ولكنه زج عقب زواله بالبلاد في أتون حرب ضروس بعثرت ثرواتها في جيوب تجار السلاح وأغنياء الحروب ..وكانت تصفية الحسابات بين الخصوم المتناحرين فيها تتم ببتر الأطراف من خلاف إمعانا في الترهيب و البشاعة و التشهير !
لكن الله برحمته الواسعة غيض لتلك البلادالمنكوبة بأبنائها والغارقة في دمائهم .. سيدة خرجت من رحم الأمة والتي عادت من الخارج بعد أن تشربت من الخبرات الإقتصادية وتسلحت بالقيم الديمقراطية وزادت من جرعات الحس الإنساني فيها و تزينت بعفة الوطنية الصادقة النزاهة و وكرست إيمانها بالشفافية السياسية الراشدة !
وهاهي تترجل لغيرها في سجال إنتخابي يسير حتى الأمس بسلاسة شهد لها العالم باسره و يتسابق فيه عشرون من المواطنين تتفاوت حظوظهم في نيل الرئاسة .. بعد أن أمضت فيها هذه السيدة الحكيمة الين جونسون دورتين فقط عمرهما اربعة عشر عاما ..ارست خلالهما دعائم قوية للسلام الإجتماعي بعد حرب شرسة و اسست لحكم راشد نبذ الفساد المالي و الواسطة الى درجة أنها فصلت ابنها نائب محافظ المصرف المركزي ضمن خمسة واربعين موظفاً شككت الجهات المحايدة في نيلهم للوظيفة دون تفوقهم على غيرهم من المنافسين بدرجة الكفاءة المطلوبة !
نالت السيدة الحكيمةعلى خلفية عطائها الثر واخلاصها المجرد من الغايات الذاتية والنرجسية جائزةنوبل للسلام مع سيدتين آخريين من اليمن وكينيا !
وفي خضم حربها على الفساد وسعيها الى تقليل الإنفاق الحكومي ..اصدرت أوامرها بعدم سفر كبار المسئؤلين بدءا من الوزراء والمستشارين في المهام الخارجية إلا بتصريح خاص منها بعد التأكد من جدوى سفر المسئؤل على ذلك المستوى !
تذهب الآن الخبيرةالإقتصادية القديرة و السياسية المحنكة و الوطنية الصلبة الى دارها مرتاحة الضمير تتبعها الدعوات الطيبات وترمقها عيون العالم بنظرات الإعجاب وتلهج ألسنة الأنام بكلمات الثناء و المدح لها بعد أن أعادت التوازن الى بلادها التي عانت من إختلال طويل ومريع كاد أن يعصب بها .
فهل يستفيد الذين حطوا ببلادنهم في قارعة الفراغ وتسببوا في شتات شعوبهم وآثروا البقاء فوق ارتفاع جماجم ضحاياهم ..من دروس الحكمة ليتعافوا من أمراض تسلطهم المزمنة ويتطهروا من نتانة فسادهم التي سممت كل الأجواء !
نتساءل رغم قناعتنا الراسخة.. بأن الضرب على جسد الميت حرام .. بل .. فقد اسمعنا لو نادينا حيا..ولكن لا حياة لمن ننادي ..!




تقول الخبار بفوز جورج ويا لاعب الكرة السابق بسباق الرئاسة في ليبريا اروج ان يكون قد تشرب ببعض مما عند الين !
تقول الخبار بفوز جورج ويا لاعب الكرة السابق بسباق الرئاسة في ليبريا اروج ان يكون قد تشرب ببعض مما عند الين !