مقالات وآراء
تقييم الأثر البيئي بغرب كردفان .. خطوة في الاتجاه الصحيح

خارج السياق
مديحة عبدالله
يقوم تجمع الأجسام المطلبية (تام) بعمل ميداني في غاية الأهمية في ولاية غرب كردفان وشرق دارفور بغرض تقييم الأثر البيئي لصناعة النفط في تلك المناطق، وذكرت سكرتيرة لجنة البيئة والموارد الطبيعية بالتجمع هويدا صالح لصحيفة الديمقراطي قبل يومين أنهم أكملوا الجولة الثانية من الطواف الميداني في حقول ومناطق استخراج النفط، بهدف الوقوف على واقع الحال وتدوين شكاوى وملاحظات المواطنين ومعاينة الأثر البيئي في مواقع إنتاج البترول وأخذ عينات تخضع لفحوصات مختبرية، وشملت الجولة عدة مناطق، وتم على سبيل المثال إجراء معاينة بيطرية لقطيع أصيب بوباء في منطقة بامبو تسبب في نفوق (14) بقرة، بتشريح إحدى الابقار لتحديد سبب موتها وصلته بأنشطة صناعة النفط، وأوضحت أن الجولة الثالثة ستبدأ في النصف الثاني من ديسمبر الجاري لتغطي منطقة حقول شارف وسيتم نشر نتائج العمل الميداني.
في تقديري هذا العمل الكبير يمثل نقلة نوعية في عمل الأجسام المدنية، وهو مكمل لما قام به فريق بحثي من عدة جامعات سودانية عن أثر التعدين الأهلي في ولاية نهر النيل واستخدام الزئبق في استخلاص الذهب وانعكاس ذلك على صحة البيئة وعلى النشاط الاقتصادي في الولاية، ومن هنا تبرز أهمية التعاون والتنسيق بين الأجسام المدنية والجامعات خاصة في مجال البحوث والدراسات في مجال البيئة، والأهم هو أن يتواصل العمل ليؤثر على السياسات والميزانيات المرصودة لمعالجة أثار التعدين والتنقيب، وهو أمر متاح إذا تأسست شراكات قوية بين المنظمات المدنية لتحقيق أهداف محددة في زمن معين.
إن التغيير لا يحدث تلقائيًا، بل هو صنعة محترفين ومتخصصين في المجالات المختلفة، في الدول من حولنا والمتقدمة قامت القوى المدنية بعمل مؤثر لأنه مدروس قائم على العلم والمعرفة الدقيقة بالواقع مما يفسح المجال للتنبؤ العلمي بمألات الأوضاع، وبالتالي التدخل المحسوب لتحقيق الأهداف، ما قام به (تام) خطوة على الطريق الصحيح ومن المتوقع أن تتبعها خطوات لمعالجة الآثار الضارة لصناعة النفط، ولا بد من دعم هذا العمل من كل المنظمات المدنية العاملة في مجال البيئة والإعلام والقوى السياسية لتكون قضايا البيئة ضمن أهم أولويات عملها من أجل تغيير السياسات وخطط الاستثمار في موارد البلاد بما يضمن سلامة وحقوق المجتمعات المحلية ويعود بالفائدة على الاقتصاد القومي.
الميدان