عجز الإنجليز عن ترحيل رفاته: ود عابدين.. الشيخ الأسطورة

سنجة- محمد عبد الباقي

يمكن العثور على من يؤكد أن الشيخ محمد ود عابدين قضى أمراً مهماً من أموره الدنيوية، ولكن من الاستحالة بمكان مقابلة من يستطيع أن يكشف نتفاً من تاريخ صاحب الضريح الكائن على أطراف غابة مدينة سنجة التي من فرط جمالها وموقعها الاستراتيجي بين شاطئ النيل الأزرق والمدينة، جرت محاولات عديدة لنقل الضريح منها لجهة ما، حتى تتم الاستفادة منها كمنتجع سياحي طبيعي، ولذا ظل عابدين أحد أهم الرجال غموضاً بعد موته بمدينة سنجة.

# الشيخ الأسطورة!!

لو أن حدثاً بعينه وقع قبل مائة عام، فلا غرابة أن تتم رواية تفاصيله بعشرات الروايات المختلفة، وكلٌّ من الرواة سوف يسرد تفاصيله بحسب تمكنه من فن الحكي والرواية، ولهذا تُوغل شخصية الحدث أو بطل القصة في أسطوريتها، فتبدو أكثر غموضاً للناس الذين لو شاهدوها تمشي بينهم لما أعاروها إلتفاته ولما ألقوا ما بأيديهم من أجل إطالة النظر لها، ولو لبرهة من الزمن. وعلى هذا النسق أصبح الشيخُ (محمد عابدين) الملقب بأبوصدراً مليان دين، أسطورة على أفواه كل الذين تحدثوا عنه بعد (330)عاماً من وفاته التي بحسب الشاهد على قبره أنه توفي في العام (1106) هجرية. روايات عديدة شفاهية بالطبع أشارة لاسطورية الشيخ عابدين بأنه لا زال يقضي حوائج الذين يزورون ضريحه طلباً للعلاج من الأمراض المستعصية، وكذلك يهب الأطفال للذين تعثرت عملية الإنجاب لديهم وعجز الطب عن حل معضلتهم.

# صد الأتراك وهزم الإنجليز

بجانب الحديث عن قدرته الخارقة في علاج المرضى وتسهيل إنجاب الأطفال، تتردد روايات كثيرة لا يزال الناس بمدينة سنجة يتناقلونها بشيء من الاحتفائية عن جسارة الشيخ ود عابدين في الصدام مع عسكر الأتراك الذين ابتدروا احتلالهم للسودان نهاية القرن قبل المنصرم بالقضاء على مملكة سنار التي كان الشيخ ود عابدين أحد رجالاتها الأقوياء، فهي التي عرف عنها – مملكة سنار- أنها قامت على تحالفات رجال الدين وزعماء القبائل، ولهذا كانت حملة الأتراك شديدة البأس على الكثير من الذين أبدوا مقاومتهم لما أذاقته لرعايا المملكة السنارية من اضطهاد وعبودية، فكان ود عابدين مناهضاً لمثل تلك الهمجية التركية على الشعوب التي كانت تقطن هنالك. لم ينته صدام ود عابدين بنهاية أفول نجم العهد التركي ووفاته هو أيضاً بل امتد بصيغة ما يعرف في الأدب الصوفي بالكرامات التي يُحكى منها أن الإنجليز أثناء احتلالهم للسودان حاولوا نقل رفاته من مكانها الحالي، ولكن جميع محاولاتهم باءت بالفشل وعجزوا عن نقله من مكانه فتركوه وذهبوا وهو لا يزال جاثماً في ذات المكان الذي وضع فيه رأسه أول يوم من وفاته.

# حكايات متفرقة وتاريخ شفاهي

ليس الشيخ محمد ود عابدين وحده من شغل الناس بعد موته ونُسجت حوله الخرافات والأساطير والروايات التي تنضح تفاصيلها بصيغ المبالغة، ولكن هنالك شيوخاً مثله كثر تحولوا لأسطورة بعد موتهم جراء الحذف والإضافة في سيرتهم التي صارت محل مبالغات واضحة، منهم الشيخ أبوجنزير صاحب الضريح الكائن بوسط الخرطوم وعدد من الأضرحة بمحطة الشهداء بأم درمان وغيرهم من أصحاب الأضرحة التي ظل يتخذها الناس مزارات منذ عقود، وجميع هؤلاء انقضت على وفاتهم سنوات طويلة، ولهذا أصبح من الاستحالة بمكان معرفة الحقيقة من الخيال في الروايات التي يتم تداولها عنهم شفاهة، وتجد رواجاً يمكنها من البقاء لسنوات أخرى بين مريديهم ومحبيهم من كافة الأعمار.

وبالعودة لضريح الشيخ (محمد عابدين) يقول عنه الأستاذ (حسن عثمان العوض) المعتمد السابق لمحلية سنجة إن المعلومات المعروفة عن حياة الشيخ ود عابدين كلها شفاهية، وكل الذي يعرفه الناس عنه أن كل سكان مدينة سنجة الموجودين على قيد الحياة في الوقت الحالي وجدوا ضريحه في ذات المكان منذ ميلادهم، وأن لا أحد يستطيع أن يدلي بإفادات موثوقة عن حياة ود عابدين غير أنه أحد الأولياء الصالحين.

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. اتقوا الله ان كان صالحا وليا وتقيا فحسابه وجزاؤه واجره علي الله ويحاسب الله الخلق يوم القيامة والشيخ ودعابدين وغيره خلقهم الله ولاالبعض له راي اخر؟؟؟؟ الذي يعطي البنيين والبنات هو الله ؟؟؟؟ انا حقيقة لااعرف عن الشيخ شيئا واسال الله ان يرحمه ويغفر له ولجميع اموات المسلمين الذين شهدوا بالوحدانية لله سبحانه وتعالي… وانما اردت ان انقل رسالة لجميع المسلمين وفي السودان خاصة ان الجهل والخزعبلات هي السبب في تاخر الامة وتسلط الطواغيت عليها وليس هناك شئ اسمه ماقدرو يحركو قبرو …. انما قصدها الانجليز لنزداد في الاعتقاد الباطل والشرك والضلالة .. والله انا لجد استغرب ان هناك من هو في عمر الستين والسبعين وله عقل الذي عمره الستة والسبعة سنوات….

  2. اولا :نرجو تحري الدقة في المعلومات الواردة في اي مقال , ولا بد للاخوة في الراكوبة من مراجعات قبل النشر ,انظر ماذا قال الكاتب (وعلى هذا النسق أصبح الشيخُ (محمد عابدين) الملقب بأبوصدراً مليان دين، أسطورة على أفواه كل الذين تحدثوا عنه بعد (330)عاماً من وفاته التي بحسب الشاهد على قبره أنه توفي في العام (1106) هجرية)وفي نفس المقال يثبت بان الشيخ حارب الاتراك بضراوة: (تردد روايات كثيرة لا يزال الناس بمدينة سنجة يتناقلونها بشيء من الاحتفائية عن جسارة الشيخ ود عابدين في الصدام مع عسكر الأتراك الذين ابتدروا احتلالهم للسودان نهاية القرن قبل المنصرم بالقضاء على مملكة سنار التي كان الشيخ ود عابدين أحد رجالاتها الأقوياء، فهي التي عرف عنها – مملكة سنار- أنها قامت على تحالفات رجال الدين وزعماء القبائل، ولهذا كانت حملة الأتراك شديدة البأس على الكثير من الذين أبدوا مقاومتهم لما أذاقته لرعايا المملكة السنارية من اضطهاد وعبودية، فكان ود عابدين مناهضاً لمثل تلك الهمجية التركية على الشعوب التي كانت تقطن هنالك) !!!!!!!!!!!!ثانيا الاتراك لم يحتلوا السودان نهاية القرن قبل المنصرم بل احتلوا السودان بداية القرن قبل المنصرم وبالضبط 1820م ,,,يعني المدة من 1820 وحتى الان اقل من مائتي عام اي بالضبط تساوي 194 سنة ,,, بهذا يعني ان الشيخ ود عابدين حارب الاتراك وهو ميتا وانتصر عليهم ,,, اتركوا هذه الاوهام وانتم لصحفيين او هواة عليكم التحري والدقة والابتعاد عن القصص الوهمية

  3. قال صد الانجليز قال مشعوذ و لا نجم دفاع ويساعد على الانجاب داية و لا عشبة بن على ارحممونا يا وهم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..