دونالد ترمب وقميص عامر

كدأبنا معشر السوادنة، نخوض كثيرا في حديث السياسة الأمريكية وانتخابات الرئاسة وبروز دونالد ترمب مرشحا للحزب الجمهوري، وهل يُمكن أن نعد ذلك من علامات الساعة الصغرى، أم أنه أحد علامات انحطاط قدر الساسة والحكام وفق نبوءة “نوستراداموس” قبل قرون أن العالم في آخر الزمان سيحكمه العاطلون عن الموهبة والنخوة والذكاء (وعن الرحمة أيضا)؟ أم أن الأمر دليل آخر (إن احتاج الأمر للبراهين) على ما أسميناه في مقال سابق “لوثة” عارمة تجتاح العالم هذا الزمان؟
وقد يقول قائل: وما شأننا بانتخابات الرئاسة الأمريكية و”سيركها”؟ يكفينا ما نحن فيه من “سيرك” فقد القدرة على الإمتاع والدهشة.
للأسف لا يُمكننا تجنب الإهتمام بانتخابات الرئاسة الأمريكية لسببين: الأول هو ما جاء في مقال سابق من أن انتخابات الرئاسة الأمريكية من الأهمية بحيث لا يجب أن تُترك للأمريكيين وحدهم ليقرروا فيها، بل يجب أن يُشارك سكان العالم جميعهم فيها لأن قرارات الرئيس الأريكي تؤثر على نحو مباشر على كل كبيرة وصغيرة في جوانب حياتنا (ومماتنا؟)، وعلى حياة الملايين ومماتهم.
والسبب الآخر لاهتمامنا بانتخابات الرئاسة الأمريكية وبالسياسة الأمريكية عموما هي أنها تُذكرنا بالحال في السودان الذي هو، في بعض جوانبه، “الخالق الناطق” من حال الساسة والسياسيين عندنا. أحيانا يُخيل لي أن ربع أو ثُلث سكان الولايات المتحدة من أعضاء الحركة الإسلامية السودانية/المؤتمر الوطني- الشعبي: “جبهجية عديل”! ويقوى هذا الاحتمال عندي كلما تأملت آراء، ومواقف، وتصرفات عدد كبير من الساسة والمرشحين والناخبين الأمريكيين، ومقدرتهم على إنكار حقائق الدنيا وتعقيداتها، وميلهم للحلول المبسطة والفطيرة، ونظراتهم المحتقرة لمواطنيهم من الأصول الأفريقية واللاتينية، ومن المسلمين والأقليات الأخرى، الذين ساهموا في بناء هذا البلد العجيب (الذي يُمكن أن يُقال عنه أنه قام أساسا على أكتاف ودم وعرق الأرقاء الأفارقة).
أنظر مثلا، إلى إنكار هذه الفئة من الأمريكيين لوجود العنصرية في الولايات المتحدة (وهو أمر لا تنفرد به وحده)، رغن أنها تمشي بين الناس وتُقيم حاجزا من الزجاج بين البيض والسود، وتُلوّن نظرة الشرطة والأجهزة الرسمية وبعض وسائل الإعلام المحافظة (مثل قناة فوكس) تجاه الأمريكيين من أصل أفريقي (والمسلمين واللاتين وغيرهم). وأنظر مثلا لإنكارهم الخطورة التي يُمثلها بذل الأسلحة الشخصية للجميع (أحيانا دون ضوابط)، بما في ذلك الأسلحة الأوتوماتيكية التي تُطلق عشرات العيارات في الثانية. وكلما حدث حادث مروع راح ضحيته العشرات من الأبرياء والأطفال، سارعت هذه الفئة لإنكار الصلة بسهولة الحصول على السلاح، وطفقت تبحث عن كباش الفداء في الخارج بين “المتطرفين المسلمين” الذين “يحسدوننا” على حريتنا ويكرهون “بلادنا”!
الحمد لله الذي جعل الجزاء من نفس جنس العمل. عاقبهم بترشيح دونالد ترمب: ثور “أسود” في مستودع الخزف (والزجاج، والفخار، والأقليات، والنساء، والمعاقين، وحلفاء أمريكا، وقيادات حزبه الذين اسقط في يدهم، لا يدري معظمهم ماذا يفعل)؛ يدوس على الجميع، ويهرس الضعفاء (والنخوة، والرحمة، وفوق هذا وذاك، على الحس السليم)، ويكذب ويدلس عن دون وجل، ويكشف عن جهل فاضح ومخيف بالدنيا، وبالناس وما يتطلبه الفوز في انتخابات الرئاسة في أمريكا. يُطلق الرصاص على أقدامه يوميا (وعلى أقدام حزبه ومناصريه)، ولا يبدو أنه يأبه لما يسببه من ضرر لغيره (ولفرص فوزه).
يُذكرني ترمب دائما بنظام الإنقاذ في انه “عدو نفسه”، بتصرفاته التي تبدو وكأنها تصرفات من لا يريد لنفسه الخير، كأنه يُعارص نفسه ويضع العراقيل أمامها. أحيانا يُخيل لي أن ترمب “كادر سري” في حملة كلينتون، زُرع في الحزب الجمهوري ليُضعف فرص فوز مرشحه ضد هيلاري كلينتون. ألا يُذكركم ذلك بما يفعله النظام وأقطابه بنفسهم كل يوم؟
وأحيانا أخرى يُخيل لي أن ترمب ليس جادا في خوض المنافسة، بل انتهز فرصة تضعضع الحزب الجمهوري ليُسلي نفسه بلخبطة قواعد اللعبة، وشتم الجميع والسخرية منهم، مثله مثل أي مليونير مُدلل يبحث عن الإثارة.
على الرغم من أوجه الشبه الكثيرة بين المشهد السوداني والمشهد الأمريكي، ولكن مهما يكن من أمر الرئاسة والسياسة، هنالك فروقات اسطورية: تهطل الأمطار في الولايات المتحدة، وتعصف الأعاصير ، وتشتعل الحرائق، والبنيات التحتية صامدة في معظمها، والخدمات من علاج وتعليم ومواصلات متوفرة، والمطارات والأنفاق جافة، خالية من الماء والتماسيح!
[email][email protected][/email]
ههههههههههههه أعجبني تحليلك المضحكي المبكي مع الحالة الأراجوزية للبليونير ترامب..وهو في الحقيقة رجل فوضوي عاجباه فلوسه ويحب الأضواء من سنة منحه والده مليون دولار وأدخله الى عالم البزنس وعلى الأقل نجح واغتنى في هذا المجال بجده واجتهاده وإحتياله أيضاً..ولج كل الأبواب التي يمكنه من خلالها أن يلمع نفسه بها من خلال الإعلام غير الإستثمار في العقارات والفنادقومنها محطات التلفزة والبرامج التلفزيون وحتى مسابقات ملكة جمال العالم، ناهيك أن يحشر نفسه في كل مناسبة أو بدون كل أربعة سنوات بآرائه المضحكة في مرشحي الرئاسة الأمريكية منذ سنوات…
وأخيرا قرر أن يتحدى الجميع وقدم نفسه كمرشح رئاسه معتمداً على أمواله دون أي رصيد سياسي أو مناصب سياسية كعمدة أو حاكم أو سيناتور بل لم يتقلد أي منصب أو وظيفة حكومية طيلة حياته…والمدهش المضحك أنه ارتقى بالسباق وفاز على كل المنافسين من الحزب الجمهوري رغم تاريخهم الطويل في المعترك السياسي وكان منهم السفير وحاكم الولاية وعضو الكونغرس ومجلس الشيوخ وأصبح منافساً قوياً لدخول البيت الأبيض…!!
ولكن لماذا وصل ترامب الى هذه المرحلة المتقدمة من السباق..؟
لاشك أن لأمواله سبباً جوهرياً في صموده وقد يكون هو المرشح الوحيد في تاريخ السباق الأمريكي الذي إعتمد على الصرف في حملته من أمواله الخاصة ولم ينتظر أي دعومات وتبرعات من الجماهير…والسبب الثاني ورغم عنصريته الفاضحة إلا إن الانتخابات الأمريكية وإن كان ظاهرها الديمقراطية إلا ان الحقيقة المؤلمة فهي تقوم على توازنات وسياسات تعتمد على العنجهية الأمريكية كقوة عظمى خارجية يشكلها صقور السياسة القدامى بمعاونة اللوبي اليهودي الذي يسيطر على السياسة الأمريكية والاعلام فيها…ومهما يكن حجم المرشح فإنه لا يأتي بارادة الجماهير التي تعشقه بل فان الحرس القديم ومن ورائه اللوبي اليهودي هم يأتي بالمرشح في آخر لحظة..حدث ذلك عندما أتوا بريجان على حساب كارتر وايضا بوش الابن على حساب آل جور وتكرر بفوز بوش على حساب جون كيري.. والسبب هو السياسة الخارجية التي يريد الصقور واللوبي تنفيذها في الخارج خاصة الشرق الأوسط.. وعندما نفذ بوش المطلوب منه أتوا بي أوباما ليكمل الناقص.. والان إن أرادوا هدوءا سيأتوا بهيلاري كلينتون وإن أرادوا مزيدا من الهيمنة والتدمير سيأتوا بدونالد ترامب.
تحياتي
كما ذكر الأخ ناجي في تعليقه أن الأمر يعود في النهاية لما يراه الصقور واللوبي اليهودي . ولأن الشعب الأمريكي كغيره من الشعوب يتحسس أن تحكمه امرأة كان لابد من الإتيان بهذا المهرج لأمالة كفة هيلاري . فهم لازالوا يحتاجون للكثير من الهدوء لاكمال أجنداتهم بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ههههههههههههه أعجبني تحليلك المضحكي المبكي مع الحالة الأراجوزية للبليونير ترامب..وهو في الحقيقة رجل فوضوي عاجباه فلوسه ويحب الأضواء من سنة منحه والده مليون دولار وأدخله الى عالم البزنس وعلى الأقل نجح واغتنى في هذا المجال بجده واجتهاده وإحتياله أيضاً..ولج كل الأبواب التي يمكنه من خلالها أن يلمع نفسه بها من خلال الإعلام غير الإستثمار في العقارات والفنادقومنها محطات التلفزة والبرامج التلفزيون وحتى مسابقات ملكة جمال العالم، ناهيك أن يحشر نفسه في كل مناسبة أو بدون كل أربعة سنوات بآرائه المضحكة في مرشحي الرئاسة الأمريكية منذ سنوات…
وأخيرا قرر أن يتحدى الجميع وقدم نفسه كمرشح رئاسه معتمداً على أمواله دون أي رصيد سياسي أو مناصب سياسية كعمدة أو حاكم أو سيناتور بل لم يتقلد أي منصب أو وظيفة حكومية طيلة حياته…والمدهش المضحك أنه ارتقى بالسباق وفاز على كل المنافسين من الحزب الجمهوري رغم تاريخهم الطويل في المعترك السياسي وكان منهم السفير وحاكم الولاية وعضو الكونغرس ومجلس الشيوخ وأصبح منافساً قوياً لدخول البيت الأبيض…!!
ولكن لماذا وصل ترامب الى هذه المرحلة المتقدمة من السباق..؟
لاشك أن لأمواله سبباً جوهرياً في صموده وقد يكون هو المرشح الوحيد في تاريخ السباق الأمريكي الذي إعتمد على الصرف في حملته من أمواله الخاصة ولم ينتظر أي دعومات وتبرعات من الجماهير…والسبب الثاني ورغم عنصريته الفاضحة إلا إن الانتخابات الأمريكية وإن كان ظاهرها الديمقراطية إلا ان الحقيقة المؤلمة فهي تقوم على توازنات وسياسات تعتمد على العنجهية الأمريكية كقوة عظمى خارجية يشكلها صقور السياسة القدامى بمعاونة اللوبي اليهودي الذي يسيطر على السياسة الأمريكية والاعلام فيها…ومهما يكن حجم المرشح فإنه لا يأتي بارادة الجماهير التي تعشقه بل فان الحرس القديم ومن ورائه اللوبي اليهودي هم يأتي بالمرشح في آخر لحظة..حدث ذلك عندما أتوا بريجان على حساب كارتر وايضا بوش الابن على حساب آل جور وتكرر بفوز بوش على حساب جون كيري.. والسبب هو السياسة الخارجية التي يريد الصقور واللوبي تنفيذها في الخارج خاصة الشرق الأوسط.. وعندما نفذ بوش المطلوب منه أتوا بي أوباما ليكمل الناقص.. والان إن أرادوا هدوءا سيأتوا بهيلاري كلينتون وإن أرادوا مزيدا من الهيمنة والتدمير سيأتوا بدونالد ترامب.
تحياتي
كما ذكر الأخ ناجي في تعليقه أن الأمر يعود في النهاية لما يراه الصقور واللوبي اليهودي . ولأن الشعب الأمريكي كغيره من الشعوب يتحسس أن تحكمه امرأة كان لابد من الإتيان بهذا المهرج لأمالة كفة هيلاري . فهم لازالوا يحتاجون للكثير من الهدوء لاكمال أجنداتهم بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا.